نجح فريق طبي أردني في إجراء عملية نادرة استمرت 8 ساعات لفصل توأمين سياميين يمنيين في الصيف الماضي، بحسب ما أعلن الأحد في عمّان الفريق الطبي الذي أشرف على إجراء العملية.

وقال رئيس الفريق استشاري طب الأطفال والمدير العام للمستشفى التخصصي حيث أجريت العملية الدكتور فوزي الحمّوري في مؤتمر صحفي، "سجلنا إنجازاً طبياً جديداً على مستوى المملكة؛ إذ نجح فريق طبي متخصص في المستشفى بإجراء أول عملية جراحية ناجحة في الأردن بفصل توأمين سياميين ملتصقين"، مشيراً إلى أنها "استغرقت 8 ساعات".

ووصف الحمّوري العملية التي أجريت في الثالث من تموز/يوليو الفائت وشارك فيها 25 طبيباً واستشارياً وفنياً بأنها "نادرة ومعقدة". وأشار إلى أن "الفريق الطبي وزّع الى مجموعتين بعد عملية الفصل".

وشرح الحموري أن "المراحلَ الخطرةِ أثناءَ الفصل الجراحي تمت بأفضلِ ما يكون"، واستُخدمت فيها "التقنيات الحديثةِ والأجهزةِ المتطورة، سواء في إجراءات الفصل أو القطع أو الزراعة"، مما أتاح "تجنبِ النزفِ الكثير، وأسهمَ في تسريعِ عمليةِ التئامِ الجروح وبناءِ الجلد".

وأوضح أن "الطفلين أحمد ومحمد كانا قد ولدا في ظاهرة طبية نادرة، حيث إنهما متلاصقان عند منطقة الصدر والبطن ويتشاركان في الكبد والقفص الصدري والحجاب الحاجز وغشاء القلب، وكان فصل الطفلين ضرورةً طبية ملحة".

وأكد الحموري أن "المرحلة التحضيرية لهذه العملية استمرت خمسة أشهر، لمعالجة بعض الاختلالات المرضية لديهما والعمل على زيادة الوزن من خلال التغذية المكثفة للوصول إلى الوزن المثالي لإجراء العملية".

وتولت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السادس من شباط/فبراير المنصرم، نقل التوأمين السياميين من صنعاء إلى عمّان في طائرة إسعاف جوي برفقة والديهما؛ لإخضاعهما عملية فصل جراحية عبر عملية إجلاء طبية.

وولد التوأمان في صنعاء في منتصف كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت، وتبلغ الأم من العمر 35 عاما.

وقال ممثل "يونيسف" في اليمن فيليب دواميل حينها، إن "يونيسف تمكنت من تغطية النفقات الطبية واللوجستية لهذه العملية بفضل المساهمات السخية المقدمة من العديد من المانحين الأفراد من القطاع الخاص".

وكان مستشفى السبعين في صنعاء قد أعرب في 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن أمله في نقل هذين التوأمين اللذين كانا في حالة حرجة لإجراء عملية جراحية لهما في الخارج، في وقت يعاني البلد الفقير المدمر من نقص هائل في الخدمات الصحية.

وقالت ماجدة الخطيب مديرة مستشفى السبعين لوكالة فرانس برس حينها، إن الطفلين ولدا في حالة حرجة" إذ "أظهر مخطط صدى القلب أن لدى كل منهما قلبه الخاص به مع أن وضعية قلب أحدهما غير طبيعية".

وقد غرق اليمن في حرب مدمرة لأكثر من 6 سنوات؛ مما جعله على شفير المجاعة وسط تدهور كبير في نظام الرعاية الصحية.

وأسفر القتال عن مقتل عشرات الآلاف، وترك نحو 80% من اليمنيين يعتمدون على المساعدات، فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب في اليمن تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع معاناة السكان بشكل خاص من الجوع وانتشار الأوبئة.

أ ف ب