يدلي الناخبون في أوزبكستان بأصواتهم الأحد في انتخابات رئاسية ستفضي على الأرجح إلى ولاية جديدة مدتها خمس سنوات للرئيس المنتهية ولايته شوكت ميرضيايف الذي تراجع زخم نزعته الإصلاحية ويلوح في الأفق شبح ميول استبدادية من قِبله.

وميرضيايف (64 عاما) الذي يحكم أكبر دولة في آسيا الوسطى من حيث عدد السكان منذ  2016، موضع إشادة لإلغائه العمل القسري وفتحه الاقتصاد وإفراجه عن المعارضين الذين تعرضوا للتعذيب في عهد سلفه القاسي إسلام كريموف. 

لكن الرجل القوي في البلاد عاد مؤخرا إلى ممارسات الماضي وقمع العديد من الأصوات المعارضة قبل الاقتراع. ويتهمه منتقدوه أيضا بإقصاء كل معارضة حقيقية من الانتخابات. 

لذلك سينافس ميرضيايف أربعة مرشحين يصفهم كثر بالدمى وامتنعوا عن توجيه أي انتقادات للرئيس خلال الحملة الانتخابية. 

وفي العاصمة طشقند، لا شك في نتيجة التصويت الذي سيجري الأحد من الساعة 03,00 إلى الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش.

وقال سائق سيارة الأجرة اختيور بهروموف (32 عاما) وهو يحدق في لوحة إعلانات ضخمة تظهر عليها تباعا صور المرشحين "من الأفضل إنفاق المال (المخصص للانتخابات) على قضايا أخرى".

وأضاف أن "كل هؤلاء الأشخاص (المرشحين) من فريق واحد.. فريقه"، في إشارة إلى الرئيس ميرضيايف.

ويرى مراقبون أن الرهان الرئيسي لهذه الانتخابات هو معرفة ما إذا كان الفوز المرجح لميرضيايف سيعطي دفعا جديدا للإصلاحات التي دفعت المجلة الأسبوعية البريطانية النافذة "ذي ايكونوميست" إلى اعتبار أوزبكستان في 2019 "دولة العام".

- "مضايقات" ضد المعارضين -

تقع أوزبكستان على حدود أفغانستان التي عادت حركة طالبان إلى حكمها، في منطقة صعبة واستراتيجية على حد سواء، تتمتع فيها روسيا والصين بنفوذ كبير.

وكانت هذه الدولة التي لا تطل على بحار ويبلغ عدد سكانها حوالي 34 مليون نسمة في الماضي محطة أساسية على طريق الحرير القديم مما سمح لمدن مثل سمرقند وبخارى بالإثراء.

وبعد خمس سنوات على وفاة كريموف، تشهد أوزبكستان بلا شك حرية أكبر. فقد أنهى ميرضيايف حدا للعمل القسري في حقول القطن الذي كان عاني منه آلاف الأطفال في إجراء لقي ترحيبا في جميع أنحاء العالم. 

لكن العامين الأخيرين من ولايته الأولى شهدا حملة قمع متزايدة ضد مدونين ينتقدونه.

كما كبح وباء كوفيد-19 النمو القوي للاقتصاد ووجه ضربة للسياحة وغذى السخط الشعبي. 

وفي حدث نادر، نظمت تظاهرات العام الماضي احتجاجا على نقص الطاقة في هذا البلد الغني بالغاز. 

وشكت صبغت رحيموفا (50 عاما) وهي من سكان طشقند، من ارتفاع الأسعار الذي يزيد من عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء. وقالت لوكالة فرانس برس إن "سورا كبيرا يظهر في مجتمعنا"، مؤكدة أنها لن تصوت.

وفي البلاد عدد كبير من المعارضين الحقيقيين لميرضيايف، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى السماح لهم بتحدي الرئيس في صناديق الاقتراع. 

وقضية الأستاذ الجامعي المعروف خضرنزار ألاكولوف أفضل مثال. فقد رفضت وزارة العدل مرارا تسجيل حزبه السياسي وهي خطوة ضرورية للترشح للانتخابات.

ودانت المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش "مضايقات" السلطات للناشطين المؤيدي لألاكولوف في الفترة التي سبقت الانتخابات. 

ويرى تيمور عمروف المتخصص في شؤون آسيا الوسطى في مركز كارنيغي في موسكو أن ميرضيايف يواجه معضلة: كيف يستمر الإصلاح من دون المساس بالنظام الاستبدادي الموروث عن كريموف وتستفيد منه النخبة؟ 

وقال إن "الفساد ما زال موجودا في رأس الحكومة لكن السلطة تغض النظر". لكن "في الوقت نفسه، أصبح المجتمع أكثر حيوية من ذي قبل ولن يكون سعيدا إذا لم تواصل الحكومة الإصلاحات".

أ ف ب