حسم ريال مدريد مجدداً موقعة الـ "كلاسيكو" للمرة الرابعة توالياً، بفوزه على غريمه برشلونة في معقله "كامب نو" بنتيجة 2-1 الأحد في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وزاد ريال من صعوبة موقف المدرب الهولندي رونالد كومان بإسقاطه النادي الكاتالوني بهدفين من هجمتين مرتدتين سريعتين بدأها من منطقته.

ويدين النادي الملكي بالعودة منتصراً من ملعب غريمه الكاتالوني مرتين على التوالي للمرة الثالثة فقط في تاريخه (الأولى عامي 1929 و1930 والثانية بين 1963 و1965 حين فاز ثلاث مرات متتالية في ملعب غريمه)، إلى الوافد الجديد النمساوي دافيد ألابا الذي سجل الهدف الأول في الدقيقة 32 ولوكاس فاسكيس الذي سجل الثاني في الوقت بدل الضائع (90+4).

وقلص الوافد الجديد البديل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الفارق (7+90) من دون أن يمنع الهزيمة عن النادي الكاتالوني الذي كان يخوض موقعة الـ "كلاسيكو" الأولى منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

وبخسارته الثالثة في الـ"كلاسيكو"، بات كومان ثاني مدرب فقط في تاريخ النادي الكاتالوني يخسر أول ثلاث مباريات ضد الغريم الملكي بعد الإيرلندي باتريك أكونيل بين 1935 و1940، فيما حقق ريال أفضل سلسلة انتصارات له ضد غريمه منذ عام 1965 حين حقق انتصاره السابع توالياً على "بلاوغرانا" عام 1965 في سلسلة تضمنت حينها فوزاً في مسابقة الكأس وستة في الدوري.

وبهزيمته الثانية للموسم، يجد برشلونة نفسه قابعاً في المركز الثامن برصيد 15 نقطة مع مباراة مؤجلة ضد إشبيلية، فيما نجح فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بهذا الفوز الذي عوض به خسارته في المرحلة السابقة أمام قطب كاتالونيا الآخر إسبانيول 1-2 في ملعب الأخير، في التربع على الصدارة مؤقتا بفارق الأهداف عن إشبيلية الفائز الأحد على ضيفه ليفانتي 5-3، وذلك بانتظار ما ستؤول إليه المواجهة المرتقبة الأخرى الأحد بين ريال سوسييداد (20 نقطة أيضاً) ومضيفه أتلتيكو مدريد حامل اللقب وخامس الترتيب حالياً (17 نقطة).

معاناة محلية وقارية

وهي المباراة الخامسة توالياً التي يفشل فيها برشلونة بالخروج منتصراً أمام غريمه في سلسلة بدأت بتعادل سلبي على أرضه في كانون الأول/ديسمبر 2019، فيما يعود فوزه الأخير في "كامب نو" إلى 28 تشرين الأول/أكتوبر 2018 عندما أكرم وفادة غريمه 5-1.

وتغلب برشلونة على النادي الملكي للمرة الأخيرة في الثاني من آذار/مارس 2019 بنتيجة 1-0 على ملعب "سانتياغو برنابيو"، ثم قلبها بأربعة أيام بثلاثية نظيفة على الملعب ذاته في إياب نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية.

وتضاف هذه الهزيمة إلى معاناة الفريق الكاتالوني في دوري أبطال أوروبا أيضاً، حيث حقق فوزه الأول الأربعاء على حساب دينامو كييف الاوكراني بصعوبة 1-0 بعد خسارتين مذلتين أمام بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي بنتيجة واحدة 0-3.

في المقابل، دخل ريال مدريد الـ "كلاسيكو" بمعنويات عالية بعد استعادته نغمة الانتصارات في المسابقة القارية العريقة عقب فوزه الكبير على مضيفه شاختار دانيتسك الأوكراني بخماسية نظيفة الثلاثاء.

ريال يحسم الأمور بهجمتين مرتدتين

ولم يقدم الفريقان شيئاً يذكر في بداية اللقاء مع أفضلية ميدانية لبرشلونة وسط تراجع لاعبي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى منطقتهم، لكن الخطورة بدأت منذ الدقيقة 21 وكانت أولاً من نادي العاصمة بفضل البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي اعتقد أنه نال ركلة جزاء بعد عرقلة من أوسكار مينغيسا، لكن الحكم طالب بمواصلة اللعب (21)، ثم انفرد بالحارس الألماني مارك اندري تير شتيغن إثر مجهود فردي مميز إلا أنه اصطدم بتألق الأخير (24).

ورد برشلونة بفرصة خطيرة جداً بعدما توغل مميس ديباي على الجهة اليسرى قبل أن يعكس الكرة التي مرت على أنسو فاتي ووصلت إلى الأميركي سيرجينيو ديست الذي كان وحيداً في مواجهة المرمى، إلا أنه أطاح بالكرة فوق العارضة (25).

ومن هجمة مرتدة سريعة بدأت من مشارف منطقة النادي الملكي، نجح رجال أنشيلوتي في الوصول إلى الشباك الكاتالونية في الدقيقة 32 بهدف رائع للنمساوي دافيد ألابا الذي وصلته الكرة من البرازيلي رودريغو، فتقدم بها وأطلقها من مشارف المنطقة إلى سقف الشباك، ليجد ظهير بايرن ميونيخ الألماني السابق طريقه إلى المرمى في أول ظهور له في الكلاسيكو.

وكان جيرار بيكيه قريباً من إطلاق اللقاء من نقطة الصفر إثر ركلة ركنية، لكن رأسيته مرت قريبة جداً من القائم الأيمن (35).

وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ثم بدأ برشلونة الثاني ضاغطاً مع اعتماد ريال على الهجمات المرتدة التي كانت خطيرة بفضل انطلاقات فينيسيوس جونيور الذي كان قريباً من الهدف الثاني للضيوف لولا تدخل ديست في الثواني الأخيرة لقطع الكرة من أمامه (60).

وواصل ريال خطورته وكان الفرنسي كريم بنزيمة قريباً من الوصول إلى الشباك لولا تألق تير شتيغن في الدفاع عن مرماه (62).

ورغم بعض الفرص من قبل الطرفين، لاسيما برشلونة في الدقائق الأخيرة، بقيت النتيجة على حالها حتى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع حين خطف ريال الهدف الثاني بهجمة مرتدة سريعة بدأت من منطقته ووصلت الكرة إلى البديل ماركو أسينسيو الذي تقدم وسدد في تير شتيغن لكن الكرة سقطت أمام فاسكيس فأطلقها في الشباك (90+4).

وعندما كان الحكم يستعد لإطلاق صافرة النهاية، نجح الأرجنتيني أغويرو الذي دخل في الدقيقة 74، في تقليص الفارق بعد تمريرة من ديست (7+90) من دون أن يكون ذلك كافياً لتجنيب فريقه الجديد الهزيمة ما سيزيد الضغط على كومان ورجاله.

وقبل موقعة الـ "كلاسيكو"، تربع إشبيلية مؤقتا بفوزه المثير على ضيفه ليفانتي 5-3.

وبدا إشبيلية في طريقه لفوز سهل حين تقدم بهدفين نظيفين ثم 4-1، لكن الضيوف انتفضوا وعقدوا الأمور على فريق المدرب خولن لوبيتيغي بتقليصهم الفارق إلى 3-4.

إلا أن البرازيلي فرناندو ريغيس أحبط معنوياتهم وحسم الفوز الثالث توالياً لفريقه على حساب منافسه بتسجيله الهدف الخامس في الدقيقة 64.

أ ف ب