تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، "تهديدا وجوديا" وهي المفوضة بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.7 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، في ظل معاناتها من عجز مالي متكرر وصل حاليا لأكثر من 100 مليون دولار.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني لصحيفة الغارديان البريطانية، إن المملكة المتحدة خفضت قيمة منحها للعام الحالي بأكثر من 50%.

وأوضح لازاريني الذي كان في لندن لحثّ وزارة الخارجية البريطانية على إعادة التفكير في قرار تخفيض منحتها، أن المملكة المتحدة التي كانت ثالث أكبر مانح لأونروا في 2020، خفضت منحتها الأساسية من 42.5 مليون جنيه إسترليني العام الماضي إلى 20.8 مليون جنيه إسترليني في 2021.

وقال إن خفض منحة المملكة المتحدة إلى النصف يعني أن الوكالة "على وشك الانهيار"، مضيفا أن مشكلة التمويل "ليست مشكلة قصيرة الأمد ... ونموذج التمويل الحالي يقود الوكالة إلى الانهيار ... وأصبح غير مستقر لدرجة أنه يسبب تهديدا وجوديا للمنظمة. عاما بعد عام ونحن في وضع يتفاقم أكثر من أي وقت مضى".

وانخفضت المساهمات الخليجية من 200 مليون دولار في 2018 إلى 87 مليون دولار في 2019 ثم إلى 37 مليون دولار في 2020، وحتى الآن عرضت دول الخليج العربي 20 مليون دولار فقط لهذا العام، وفق لازاريني، وهو ما يعني أن دول الخليج خفضت 90% من مساهماتها خلال 3 سنوات.

"الآن في بداية تشرين الثاني/نوفمبر لا يوجد أي شيء في الحساب المصرفي ولا أعرف كيف سأغطي التكاليف والرواتب وهو أمر متعلق بآلاف المعلمين وآلاف العاملين الصحيين، وهذا يعني خسارة الخدمات الحيوية في بيئة غير مستقرة للغاية"، وفق لازاريني.

وبدأت اتحادات العاملين في الوكالة نزاع عمل مع إدارة الوكالة ومنحتها 21 يوما "بادرة حسن نية لإفساح المجال أمامها للاستجابة لمطالب العاملين اعتبارا من الشهر المقبل"، فيما عبرت الوكالة عن "أسفها" لإعلان نزاع العمل الذي "يؤثر على الخدمات المقدمة للاجئين".

وطالبت الاتحادات، بإلغاء الإجازة الاستثنائية بدون راتب التي تعمل عليها إدارة أونروا في كل أزمة مالية؛ لتوفير رواتب 28 ألف موظف، مضيفة أن رواتب شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر لا يمكن تجزئتها أو تأخيرها عن موعدها، ولو ليوم واحد.

وقال المتحدث باسم "أونروا" سامي مشعشع، لـ "المملكة"، الأسبوع الماضي إن الوكالة تعاني من عجز مالي مركب يتخطى 100 مليون دولار، مضيفا أن "الوضع المالي لأونروا حاليا هو وضع أكثر من مأساوي ... وإن استمر الوضع على حاله خلال الأيام والأسابيع المقبلة، فإن الوكالة ستكون على حافة الهاوية، وستواجه انهيارا في قدرتها على الاستمرار بخدماتها".

واشنطن أعلنت العام الحالي استئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية والإنسانية للشعب الفلسطيني ولوكالة "أونروا"، بعد أن أوقفتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وتأسست "أونروا" وكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.6 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.

وتُقدم "أونروا" المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتشمل خدمات "أونروا" التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

المملكة