اقتحم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مساء الأحد، الحرم الإبراهيمي الشريف في مدنية الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة بالخليل، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقالت وكالة "وفا"إن اقتحام هرتسوغ للحرم يشكل إعلانا صريحا وواضحا عن رعايته لمخططات المستوطنين ودعم جرائمهم بحق الفلسطينيين.

وأغلقت قوات الاحتلال بوابات الحرم، ومنعت المحتشدين تنديدا بالاقتحام من الصلاة فيه أو الوجود في محيطه واعتدت عليهم، وأجبرت ملّاك المحال على إغلاق محالهم، كما أعاقت عمل الطواقم الصحفية، واعتدت على عدد منهم، في محاولة لمنعهم من تغطية الاقتحام.

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، بالتزامن مع اقتحام هرتسوغ للحرم الإبراهيمي، أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت تجاه الفلسطينيين، دون أن يبلغ عن إصابات.

وأضاء هرتسوغ  شمعدانا في الحرم الإبراهيمي إيذانا ببدء الاحتفال بعيد "الأنوار" اليهودي، ورافقه قادة المستوطنين وأعضاء كنيست.

ويتزامن اقتحام هرتسوغ للمسجد الإبراهيمي مع إعلان الاحتلال المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي مدينة الخليل.

وقال محافظ الخليل جبرين البكري إن الاقتحام هو إعلان حرب من قبل الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومقدساته، "الأمر الذي يضعنا جميعا أمام تحديات كبيرة تستدعي الوحدة وتوجيه إمكانياتنا في مواجهة الاحتلال ومخططاته والمستوطنين المنتشرين في كل مكان من المدينة والمحافظة بشكل عام".

من جانبه، ندّد مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام باقتحام هرتسوغ للحرم الإبراهيمي، وقال إنه يأتي في إطار تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في البلدة القديمة بالخليل، ويعتبر ضوءا أخضر للمستوطنين للفتك بالفلسطينيين والمسجد.

وأشار أبو عرام إلى أن المسجد الإبراهيمي يتعرض لإجراءات تهويدية متصاعدة، مطالبا بتدخل دولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وإثر المجزرة، التي ارتكبها باروخ غولدشتاين عام 1994 في الحرم الإبراهيمي، وأسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت من طرف واحد لجنة "شمغار"، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة الفلسطينيين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

وفي تموز/ يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيا.

وفا