أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، تسريع حملة التطعيم بجرعة معززة من لقاحات كورونا وجعلها متاحة لجميع الراشدين بحلول نهاية العام، وذلك بهدف كبح "موجة هائلة" تلوح في الأفق جراء تفشي أوميكرون.

وقال جونسون في خطاب متلفز أعقب رفع مستوى التحذير من كورونا في أنحاء البلاد، إنه "ينبغي ألا يساور أحد أدنى شك: هناك موجة هائلة آتية جراء أوميكرون وأخشى أنه من الواضح الآن أن جرعتين من اللقاح لا تكفيان لتوفير مستوى المناعة الذي نحتاج إليه جميعا".

وتدارك "لكن النبأ السار هو أن علماءنا مقتنعون بأنه مع جرعة ثالثة - جرعة معززة - يمكننا جميعا زيادة مستوى المناعة لدينا".

ويراهن جونسون على الجرعة الثالثة لتجنب إغراق المستشفيات وإعاقة الاقتصاد، وأعلن أنها ستصبح متاحة لكل من تتجاوز أعمارهم 18 عامًا في إنجلترا قبل حلول العام الجديد.

ستعمل المناطق الأخرى في المملكة المتحدة (إسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز) أيضا على تسريع برامج التطعيم الخاصة بها.

ولتحقيق أعلى مستوى تطعيم، سيتم رفع عدد مراكز التلقيح وتمديد ساعات عملها، إضافة إلى الاستعانة بالجيش وتدريب آلاف المتطوعين على منح التطعيم، وفق ما أوضح رئيس الوزراء المحافظ.

"التفشي كبير"

جاء إعلان جونسون بعيد رفع مستوى التحذير الوبائي من الثالث إلى الرابع، ما يعني أن "التفشي كبير وأن الضغط على الخدمات الصحية يتسع أو في طور الازدياد".

ورصد المتحور في المملكة المتحدة منذ ما يزيد قليلا على أسبوعين، وينتظر أن يصير المتحور السائدة في غضون أيام، وفق الحكومة.

وقال المسؤولون الصحيون المعنيون إن "العناصر الأولى تظهر أن أوميكرون يتفشى بسرعة أكبر من دلتا وأن المناعة اللقاحية ضد أعراض أوميكرون تقلصت".

ورغم أن خطورة المتحور الجديد لا تزال غير معروفة "وستكون أكثر وضوحا في الأسابيع المقبلة"، لاحظ المسؤولون أن هناك "سلفا" مصابين في المستشفيات بسبب أوميكرون ومن "المرجح" أن "يزداد عددهم سريعا".

والمملكة المتحدة متضررة بشكل كبير من الجائحة مع تسجيلها 146 ألف وفاة في الإجمال ونحو خمسين ألف إصابة جديدة يوميا.

تمرد داخل المحافظين

إضافة إلى تسريع حملة التلقيح، سيتم توسيع فحوص كورونا.

وقد أعلنت وزارة الصحة أنه سيطلب اعتبارا من الثلاثاء، من الأفراد الذين أتموا تلقيحهم وخالطوا مصابين بكورونا، أن يجروا فحوصا سريعة يومية مدى أسبوع كامل. أما غير الملقحين فعليهم التزام الحجر لعشرة أيام.

ويضاف ذلك إلى إجراءات أخرى كشفها جونسون مؤخرا بينها معاودة العمل من المنزل واعتماد الشهادة الصحية في بعض الأماكن.

وستعرض هذه الإجراءات على النواب الثلاثاء، وينتظر أن تقر بفضل دعم حزب العمال في ظل معارضة داخل حزب جونسون المحافظ.

النائب ستيف بيكر من بين المتمردين على جونسون، وقد اعتبر أن القيود الإضافية "غير متناسبة" مع الوضع.

إضافة إلى الانقسام داخل المحافظين، أضعفت سلسلة فضائح مرتبطة بحفلات مفترضة نظمها مسؤولون الشتاء الماضي بوريس جونسون، وتفيد تقارير أن تلك الحفلات نظمت عندما كان من المفترض أن يحد البريطانيون من التخالط الاجتماعي لكبح انتشار الفيروس.

أ ف ب