أكد رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الثلاثاء، أن "واقعنا الحالي يدفعنا لصياغة خطط مستقبلية تعزز تقدم المدن وتضمن ازدهارها وراحة سكانها، من خلال التخطيط الحضري المستدام".

جاء ذلك خلال رعاية الخصاونة انطلاق فعاليات المنتدى الوزاري العربي الرابع للإسكان والتنمية الحضرية بعنوان "نحو مدن مرنة قادرة على الصمود"، بمشاركة 22 دولة عربية، واجتماع الدورة (38) لوزراء الإسكان والتعمير العرب في عمّان.

ورحب الخصاونة، برؤساء وأعضاء الوفود العربية والخبراء المشاركين بفعاليات أعمال المنتدى. 

وأكد الخصاونة في كلمة له، أن "انعقاد المنتدى جاء مع ما يمر به العالم أجمع وشعوب منطقتنا العربية حيث كان آخرها انتشار جائحة كورونا، والتي القت بظلالها على أغلب أهداف التنمية المستدامة"، مشددا على أن "الحاجة تقتضي أولا تخطي هذه الأزمة وتبعاتها الإنسانية والاقتصادية والتي ستستمر إلى ما بعد الجائحة".

وأشار إلى أن "مواجهة التحديات تمكننا من إيجاد آليات مبتكرة لتعزيز التعاون بين الدول العربية لتحقيق العدالة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والبرامج التنموية، سعياً لاستدامة المدن والحفاظ على البيئة ودعم قطاعات الإسكان والتنمية الحضرية في الدول العربية".

وأضاف، أن الأردن يعتبر من أوائل الدول التي صادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث أكد العهد الدولي على حق كل فرد في مستوى معيشي لائق له ولأسرته.

وتابع الخصاونة: "الأردن أكد التزامه بالمواثيق الدولية مثل مؤتمر الموئل الثالث في كيتو عام 2016، إضافة إلى التزامه بالاستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة 2030 واتفاق باريس للتغير المناخي عام 2015 ومنتدى المدن الرفيقة بالبيئة والذي تم إطلاقه من قبل الأردن وتبنيه كمبادرة إقليمية في دول حوض المتوسط".

وبين، تحسين الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين من ضمن أهداف وثيقة الأردن 2020- 2025، حيث تسعى الحكومة لتحقيقها، وذلك من أجل الوصول إلى مجتمع متوازن.

وشدد الخصاونة على "ضرورة تحقيق تنمية واسعة بمنهجية تقوم على الشراكة الدولية وما يتعين القيام به هو تطوير خطط فعّالة بهدف وحيد، هو تحقيق تنمية واسعة بمنهجية تقوم على الشراكة الدولية، لتأمين عيش يقوده العدل للجميع".

وأعرب الخصاونة في ختام كلمته، عن تطلعه إلى "نتائج جلساتكم الحوارية بكل التفاؤل بحضور هذه النخبة من الخبراء من أجل السير قدماً بالمدن العربية وتطويرها والاستفادة من التجارب الرائدة".

وتستمر فعاليات المنتدى الذي تنظمه وزارة الأشغال العامة والإسكان ممثله بذراعها المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية/المكتب الاقليمي للدول العربية، على مدار 3 أيام.

من جهته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان، يحيى الكسبي، إن "نجاح المدن يُقاس من خلال مجموعة من أولويات وقضايا التنمية الحيوية والمهمة للسكان مثل توفير الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان والمرافق العامة، وانخفاض معدلات الجريمة والفقر والبطالة والتلوث، وغيرها من القضايا التنموية المهمة".

وأضاف الكسبي وهو رئيس مجلس إدارة الإسكان والتطوير الحضري، أن "قطاع الإسكان يعتبر من المواضيع ذات الأهمية باعتباره العامل الرئيسي في نشوء وتطور المدن، خاصة وأنه التعبير المكاني لقيم وأخلاق المجتمع وملتزماً بالمفهوم الشامل للمجتمع".

وتابع: "في دولنا العربية هناك مؤسسات وهيئات ناشئة تعنى بالبيئة وقضاياها، وبمصادر الطاقة البديلة والمباني الخضراء وغيرها، وعلى الدول والمدن العربية جميعها أن تبادر إلى وضع استراتيجية تقضي إلى إقامة اقتصاد يعتمد على تكنولوجيا المعرفة بالاستفادة من أفضل الممارسات العالمية والإقليمية ومن قصص نجاح المدن المتقدمة للتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية من أجل حياة أفضل لمواطنينا".

وشدد الكسبي على أن "تعميق المعرفة بالآليات العالمية النموذجية للتعامل مع الصدمات والضغوطات التي تواجهها المدن في عصرنا الحالي، الذي يتسم بالزيادة السكانية والتغير المناخي وصولاً إلى تكريس منعة مدننا".

وأشار إلى أنه "تم اختيار مدينة عمان من أصل 300 مدينة للانضمام إلى شبكة 100 مدينة منعة، حيث تلقت مدينة عمان من خلال انضمامها إلى هذه الشبكة الدعم الفني والموارد اللازمة لتطوير وتنفيذ استراتيجية منَعة المدنية".

ولفت النظر إلى أن "الحكومة قامت على توفير المشاريع ووضع السياسات الإسكانية، التي من شأنها تمكين المواطنين من الفئات كافة إلى الوصول للسكن المناسب"، مبينا أن "مشاريع المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري امتدت إلى محافظات المملكة كافة وأصبحت في كثير منها مركز لتجمعات حضرية جديدة".

وأعرب الكسبي عن "التطلع لتعزيز آفاق التعاون بين المشاركين لتبادل الخبرات وللاستفادة من خبرات المشاركين بما يخدم مصلحة الشعوب العربية"، متأملاً أن "تشهد جلسات المنتدى الزخم الكبير من النقاشات وتبادل الخبرات، وتقديم الأوراق البحثية القيمة ضمن الجلسات الحوارية من قبل الخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية، والخبراء من المنظمات الدولية، بهدف بناء مدن مفتوحة للجميع تستوفي مقومات المنعة والأمان والازدهار والاستدامة".

وعبر الكسبي، عن شكره لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على الجهود والخبرات التي يقدمها البرنامج وللدعم الفني الذي قام به الفريق المساند لإنجاح المنتدى، كما أتقدم بالشكر إلى الفريق الفني من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لاستمرارهم بدعم التحضير معنا للمنتدى.

بدورها، قالت مدير عام المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري جمانة عطيات، إن المنتدى يعالج موضوعاً حيوياً أمام ما تواجهه المدن في جميع أنحاء العالم من تحديات، الأمر الذي يتطلب تسليط الضوء على كيفية بناء قدرة المدن العربية للصمود أمام تغير المناخ ومخاطر الكوارث والأوبئة، ومواكبة الطلب المتزايد على الخدمات الأساسية والحصول على السكن الملائم الميسر، ومناقشة وطرح رؤى عربية جديدة نحو تنمية حضرية تتسم بالأمان والعدالة والصمود والاستدامة.

وأضافت أن "الأمل معقود في هذا المنتدى من أجل الوصول إلى موقف عربي موحد، من خلال توصيات وخطط عمل ملزمة وممكنة في إطار زمني محدد حتى تساهم مع العالم باستدامة مدننا والحفاظ على البيئة ودعم قطاعات الاسكان والتنمية الحضرية في الدول العربية لمواجهة التحديات".

والمنتدى يهدف إلى التوصل للحلول والآليات اللازمة لتحقيق التوازن بين موارد وإمكانات المدن والتحديات التي تواجهها لضمان زيادة قدرتها على الصمود، بما يتضمن تطوير السياسات الحضرية الوطنية والبرامج والخطط الداعمة للتنمية الحضرية وعرض التجارب الرائدة وأفضل الممارسات.

المملكة