أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع مكتب التعاون الإسباني في عمان، الخميس، مشروع رعاية الممول من الاتحاد الأوروبي، للوقاية وإدارة الأمراض غير السارية من خلال الرعاية الصحية الأولية في محافظات (المفرق وعجلون والطفيلة)، تحت شعار "رعاية".

وقال أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية رائد الشبول، في كلمة ألقاها مندوبا عن وزير الصحة، إن المشروع سيساهم بشكل كبير في دعم الرعاية الصحية الأساسية المقدمة للمواطنين، في عيادات وزارة الصحة، ويرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين واللاجئين السوريين في المملكة.

واثنى على مستوى الشراكة الحقيقية مع الجانب الإسباني، ودعم الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني، للاستجابة للازمة السورية وإطلاق المشروع، مبينا انه يشكل داعما كبيرا للقطاع الصحي على مستوى الرعاية الصحية الأولية، على ثلاثة محاور رئيسية "خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتجهيزات البنية التحتية والمعدات والأجهزة والأنظمة الحديثة، ورفع القدرات وتحسين برامج خدمات الرعاية الصحية الأولية".

وبين الشبول، أن هذا المشروع سيدعم نظام الصحة العامة للأردنيين واللاجئين السوريين على حد سواء، للوقاية من الأمراض غير السارية، ومعالجتها من خلال الرعاية الصحية في مديريات الشؤون الصحية لمحافظات المفرق وعجلون والطفيلة.

من جهتها، أكدت سفيرة مملكة إسبانيا في الأردن ارانثاثو بانيون دابالوس، أن تخفيض معدل الوفيات من خلال الوقاية والعلاج هو مجال استراتيجي للتعاون، وان إسبانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي وداعم للأردن في هذا المجال تؤمن بأن العمل مع الحكومة الأردنية هي الطريقة الأفضل للمضي قدما نحو إحراز تقدم في أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة آثار الأزمة السورية عن طريق تعزيز الخدمات الأساسية العامة من أجل الجميع.

بدورها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيو، إن هذا التدخل يتصدى للتحديات التي يواجهها نظام الصحة الأردني، ومنها جائحة كورونا التي عطلت إيصال الخدمات الصحية الأساسية، ما أثر بشكل خاص على الأردنيين الأقل حظا واللاجئين السوريين. وأضافت أن استجابة الاتحاد الأوروبي لهذه الاحتياجات الملحة تدمج ما بين تعزيز الوصول وكفاءة الرعاية الصحية الأولية بالإضافة إلى تدعيم وتعزيز قدرة نظام الصحة الوطني، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم الأردن في التزامه بالتغطية الصحية الشاملة وفي تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة، وبالأخص في المستوى الأولي.

من جانبه، قدم مساعد الأمين العام للرعاية الصحية غازي شركس محاضرة حول مشروع الدعم للنظام الصحي الحكومي للأردنيين واللاجئين السوريين، كما حاضر مدير مديرية الأمراض غير السارية نشأت الطعاني عن الأمراض غير السارية وعوامل الخطر وأعداد الإصابات وطرق تقديم الرعاية الصحية اللازمة.

ويهدف نظام الرعاية الصحية في الأردن، إلى مواجهة التحديات الجديدة الناتجة عن التطور الديموغرافي والتغيرات الوبائية، بالإضافة إلى زيادة انتشار وتفشي الأمراض غير السارية، التي أخذت محددات ضعف الصحة كتعاطي التبغ والسمنة وغيرها من العادات غير الصحية، حيث تزداد شيوعا في البلاد وأصبحت تساهم في تفشي الأمراض غير السارية، بما في ذلك بين اللاجئين.

يذكر أن مشروع "رعاية" يقوم على أساس تحليل التحديات التي يواجهها نظام الصحة الحكومي، التي يفرضها تأثير التغيرات الوبائية على السكان، والأزمة السورية، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا في الفترة الاخيرة، إذ تهدف هذه المبادرة لزيادة كفاءة الصحة الأولية لوزارة الصحة في التعامل مع الأمراض غير السارية والصحة النفسية، ودعم الخدمات المقدمة وتعزيز البنية التحتية وتجهيزات المراكز الصحية، اضافة الى زيادة الوعي على مستوى المجتمع المحلي في هذا الجانب. ويبلغ تمويل مشروع "رعاية"، 22 مليون يورو مقدمة من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية، والوصول إلى الرعاية الصحية الأولية فضلا عن أنشطة التثقيف والتوعية الصحية التي ستوجه إلى المجتمع في هذا المجال.

بترا