قتلت قوات الأمن 3 محتجين بالرصاص الخميس وأطلقت الغاز المسيل للدموع، بعدما خرج المتظاهرون في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في تجمعات حاشدة جديدة مناهضة للجيش، حسبما قال مسعفون وشهود من رويترز.

وأسفرت إجراءات قمع المظاهرات منذ انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر عن سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، وفقا لما ذكرته لجنة أطباء السودان المركزية المتحالفة مع حركة الاحتجاج. وعطل الانقلاب جهود التغيير الديمقراطي.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن جميع ضحايا اليوم من المتظاهرين وإنهم لقوا حتفهم برصاص أطلقه رجال الأمن على الرأس والفخذ والصدر في مسيرات بمدينتي بحري وأم درمان.

وحاول المتظاهرون مجددا الوصول إلى القصر الرئاسي بالخرطوم في مسعى لمواصلة الضغط على الجيش الذي أوقف، في انقلاب عسكري في تشرين الأول/ أكتوبر، اقتسام السلطة الذي جرى التفاوض عليه بعد الإطاحة بحكم عمر البشير في 2019.

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات التي تفسر الانقلاب بأنه "تصحيح" ضروري لتحقيق الاستقرار في المرحلة الانتقالية. وتقول السلطات إنها تسمح بالاحتجاجات السلمية وإن المسؤولين عن سقوط ضحايا سيُحاسبون.

وفي أم درمان التي قُتل فيها عدد من المتظاهرين في الأسبوع الماضي، قال متظاهر إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ودهست عددا من المتظاهرين بالعربات المدرعة.

وأضاف المتظاهر الذي طلب عدم ذكر اسمه بعد اعتقال متظاهرين في الأيام الماضية "الليلة كان في قمع رهيب.. الوضع في أم درمان بقى صعب شديد. أصحابنا ماتوا. الوضع دا ما بيرضي الله".

وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم إن قوات الأمن دهمت مستشفى الأربعين في أم درمان وهاجمت الطاقم الطبي وأصابت متظاهرين. وأضافت أن القوات حاصرت مستشفى الخرطوم التعليمي وأطلقت الغاز المسيل للدموع داخله.

وفي بحري، رأى أحد الشهود القوات وهي تستخدم بكثافة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، مع سقوط بعض العبوات على منازل ومدرسة في أثناء منع المتظاهرين من الوصول إلى الجسر المؤدي إلى الخرطوم.

وانقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة بصورة كبيرة منذ الصباح مثلما حدث في احتجاجات سابقة، حسبما قال صحفيون من رويترز ومرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت.

وأُغلقت معظم الجسور الواصلة بين الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان. ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صُور لاحتجاجات في مدن أخرى منها القضارف وكوستي ومدني.

وطالب تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي كان يتقاسم السلطة مع الجيش قبل الانقلاب، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق في ما وصفه بأنه قتل عمد وهجمات على المستشفيات.

وفي الخرطوم، حاول محتجون الوصول للقصر الرئاسي، لكن قوات الأمن تقدمت نحوهم وأطلقت زخات الغاز المسيل للدموع بكثافة، حسبما قال شاهد من رويترز.

واستخدم بعض المتظاهرين الأقنعة الواقية من الغاز، بينما وضع كثيرون آخرون كمامات طبية على وجوههم واستخدموا أغطية أخرى للوجه، وأعادوا عبوات غاز من حيث أتت.

وصنع المتظاهرون حواجز على الطرق باستخدام الحجارة والطوب وفروع الأشجار عندما كانوا يسيرون نحو وسط الخرطوم واقتربت منهم قوات الأمن من أكثر من جانب.

وأمكن مشاهدة دراجات نارية ومركبات بثلاث عجلات (توك توك) وهي تنقل محتجين مصابين أو فقدوا الوعي.

ومسيرات اليوم هي الأولى ضمن عدد من جولات الاحتجاج المزمعة هذا الشهر، وتأتي بعد أربعة أيام من استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الوزراء.

وتولى حمدوك المنصب في 2019 وأشرف على إصلاحات اقتصادية كبيرة قبل أن يخلعه الانقلاب ثم يعيده في محاولة فاشلة لإنقاذ اتفاق اقتسام السلطة.

وقال مازن وهو محتج يعيش في الخرطوم "نحن طلعنا الليلة عشان نطلع الناس دول ما دايرنهم يحكموا بلدنا" في إشارة للجيش.

وأضاف أن عودة حمدوك واستقالته لا أهمية لها، موضحا "نحن حنواصل مهما كان".

رويترز