قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "في فترة لا تكاد تتجاوز عقداً من الزمن، قُتل ما يزيد عن ألف صحفي وهم يؤدون عملهم الذي لا غنى عنه. وفي تسع من كل عشر حالات، تبقى القضية دون حسم ولا يخضع للمحاسبة أحد".

حديث غوتيريش جاء مخصصاً لإحياء اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الذي يصادف الثاني من نوفمبر 2018.

وتحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم منذ عام 2013 بغية تقييم الجهود المبذولة في سبيل تعزيز سلامة الصحفيين، ولا سيما أثناء أداء عملهم، بالإضافة إلى إنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.

وأشار غوتيريش إلى "تعرَّض الألوف من الصحفيين للاعتداء أو المضايقة أو الاحتجاز أو السجن بتهم مزيفة ودون مراعاة الأصول القانونية الواجبة"، واصفاً ذلك بأنه وضع شنيع ولا ينبغي أن يصبح هو الوضع الاعتيادي الجديد".

"عندما يُستهدف الصحفيون فإن المجتمعات ككل تدفع الثمن".

وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن أكثر من ألف صحفي لقوا حتفهم بين عامي 2006 و2017 في جميع أنحاء العالم، وفقاً لما ورد في تقرير أصدرته بشأن سلامة الصحفيين ومخاطر الإفلات من العقاب الشهر الماضي.

وأشارت في التقرير إلى مقتل 182 صحفيا بين عامي 2016 و2017 أثناء أداء عملهم، إضافة إلى مقتل 86 صحفياً بين شهري يناير وأكتوبر هذا العام.

وأفاد تقرير يونسكو بأنه، ولأول مرة في التاريخ، تتخطى نسبة الصحفيين الذين قتلوا العام الماضي، في البلدان التي لا تشهد نزاعات مسلحة، نسبة الصحفيين الذين قتلوا في البلاد التي تشهد نزاعات مسلحة، وذلك بنسبة بلغت 55%.

وأشارت المنظمة إلى أن ظاهرة الإفلات من العقاب على هذه الجرائم لا تزال متفشية، إذ لم تقدم للعدالة إلا جريمة واحدة فقط من بين 10 جرائم ارتكبت ضد الصحفيين.

ووفقاً لـ "يونسكو" فإن الصحفيين المحليين الذين يقومون بتحري قضايا الفساد والجرائم والسياسة يمثلون الأغلبية الساحقة من عدد الضحايا في هذا المجال،فقد بلغت نسبتهم 90% من الصحفيين الذين قتلوا في عام 2017.

وذكرت يونسكو أن العام الماضي شهد زيادة ملحوظة في عدد الصحفيات اللواتي لقين حتفهن أثناء أداء عملهن. فقد رصدت اليونسكو في عام 2017 مقتل 11 صحفية، وهو أكبر عدد للضحايا من الصحفيات منذ عام 2006. ويفيد التقرير أيضا أن الصحفيات معرضات أكثر من غيرهن لتهديدات التحرش الجنسي أو اللفظي، فضلا عن المضايقات على الإنترنت.

وقال غوتيريش إن الصحفيات غالباً ما يكنّ "الأكثر تعرضاً للاستهداف، ليس بسبب تقاريرهن فحسب، وإنما أيضاً بسبب كونهن إناثا، ويشمل ذلك تعرضهن لخطر العنف الجنسي".

وناشد المسؤول الأممي الحكومات والمجتمع الدولي توفير الحماية للصحفيين وخلق الظروف التي يحتاجونها لمزاولة عملهم.

وأثنى الأمين العام على "الصحفيين الذين يؤدون عملهم يومياً رغم ما يتعرضون له من ترهيب وما يهددهم من أخطار.

"عملهم وعمل من قضى من زميلاتهم وزملائهم يذكّرنا بأن الحقيقة لا تموت أبداً. وكذلك يجب ألا ينطفئ وهج التزامنا بالحق الأساسي في حرية التعبير".

وأضاف أن "كتابة التقارير الصحفية ليست جريمة،" داعياً إلى الدفاع عن الصحفيين "من أجل الحقيقة والعدالة".

يونسكو أعلنت أنها ستعقد مع الحكومة اللبنانية ندوة إقليمية في بيروت بعنوان "تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والاعتداءات المرتكبة ضد الصحفيين في العالم العربي".

المملكة