قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الخميس، إن الأردن يتعرض لحملة شرسة تستهدف العبث بنسيجه الاجتماعي وأمنه الوطني.

وأضاف، خلال مناقشة المجلس مشروع تعديل الدستور لعام 2021، أن "التعديلات الدستورية، من شأنها أن تعزز دور واستقلالية الأحزاب، وترسخ مبدأ الفصل بين السلطات، وتوسع قاعدة المشاركة في صناعة القرار، وتعمل على تمكين الشباب والمرأة، إضافة إلى ترسيخ مبادئ سيادة القانون".

وأشار الفايز إلى أن التعديلات الدستورية تأتي استكمالا لعملية التحديث والتطوير، التي بدأت عام 2011 ، وتم بموجبها إنشاء المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب، كما تعمل التعديلات أيضا، على حماية مؤسسات الدولة، باعتبارها تشكل ضمانة أكيدة لبقاء الأردن قويا، وبعيدا عن التجاذبات السياسية والاجتماعية، حال الوصول للحكومات الحزبية.

وأضاف أن "مناقشة وإقرار التعديلات الدستورية كان نتاجها، تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وتطلعات الشعب الأردني، نحو الإصلاح السياسي والبناء الديمقراطي المنشود، وهي بذات الوقت، تشكل بوابة عبور، لإطلاق مسار تحديث المنظومة السياسية في الأردن، لتستمر مسيرة الوطن بقيادته الهاشمية، نحو المزيد من التقدم والازدهار ومراكمة الإنجاز، وللنهوض بالأحزاب الوطنية، ليكون لها دور فاعل في الحياة السياسية، بهدف الوصول إلى تشكيل الحكومات الحزبية البرامجية".

"المطلوب اليوم، التفاعل بإيجابية ومسؤولية وطنية مع هذه التعديلات، ومع مخرجات منظومة النزاهة الوطنية، ومشروعنا الإصلاحي الذي ننشده ونسعى إليه، ويعمل على تحقيق رؤية جلالة الملك وتطلعات الشعب الأردني"، وفق الفايز.

وأشار إلى أن السعي نحو الحكومات الحزبية المستقبلية، التي تكون قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية، يجب أن يتبعه تشكيل أحزاب سياسية قوية، تكون ذات برامج قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وفي ذات الوقت علينا العمل، على تعزيز ثقافتنا الحزبية والديمقراطية، وتكريس نهج الانتخاب على أساس الكفاءة والنزاهة".

وأضاف "نحن الآن وللأسف، وفي أغلب ممارساتنا الديمقراطية، وخاصة الانتخابات البرلمانية والبلدية، ما زالت تسيطر علينا، ثقافة الجهوية والمناطقية، وهذا الأمر إذا ما استمر، من شأنه أن يعيق طموحاتنا، ويحد من تطلعاتنا الإصلاحية".

"يتعرض الأردن منذ فترة، لحملة شرسة تستهدف العبث بنسيجه الاجتماعي وأمنه الوطني، ومواقفه القومية المشرفة، وهناك أيضا محاولات من قبل البعض، إخراج التعديلات الدستورية عن مضمونها الحقيقي وأهدفها السامية، واعتبارها خطوة باتجاه التوطين والتجنيس، والعبث في الهوية الوطنية الأردنية، وانقلابا على الدستور، نحن هنا لا نحتكر الحقيقة، ومن حق الجميع، التعبير عن رأيه بطريقة موضوعية ومهنية، لكن الاتهام والإساءة، والقفز عن المضامين الإصلاحية لهذه التعديلات، أمر غريب ومستهجن"، وفق الفايز.

وتابع أن "الأردن لن يفرط بثوابته الوطنية، ودفع ثمنا كبيرا جراء تمسكه بها، وتمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني".

"مواقفنا معلنة لا تقبل الشك والتأويل، كما أن لاءات جلالة الملك عبدالله الثاني واضحة (الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، ولا للتوطين، والقدس خط أحمر، وحق عودة كافة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم)"، بحسب الفايز.

وأشار إلى أن "في الأردن لا يوجد تعدد للهويات، هناك هوية واحدة، هي الهوية الوطنية الأردنية، وكافة الأردنيين سواسية أمام القانون، والوطنية الأردنية تقاس، بمدى الانتماء لتراب الوطن، والولاء لقيادتنا الهاشمية والعرش الهاشمي".

المملكة