أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، محادثات موسعة أكدا خلالها متانة الشراكة التي تربط البلدين والحرص على تعميقها وترجمتها تعاوناً أوسع في مختلف المجالات.

وركّزت المباحثات على مذكرة التفاهم الجديدة التي يعمل البلدان على توقيعها لتحل محل المذكرة السابقة التي ينتهي العمل بها نهاية شهر أيلول/سبتمبر المقبل، والتي أطّرت الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للمملكة على مدى السنوات الأربعة الماضية.

وتناولت المحادثات أيضا القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجهود حل الأزمة السورية، ودعم العراق، ومحاربة الإرهاب.

وأكّد الصفدي خلال اللقاء تثمين الأردن للشراكة القوية وعلاقات الصداقة المتينة التي تربط البلدين، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن.

وقال الصفدي في تصريحات في بداية اللقاء إنه يتطلع إلى المحادثات التي سيتم خلالها بحث توقيع مذكرة التفاهم، التي أسهم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن وفقها، والذي وصل العام الماضي إلى 1.65 مليار دولار، في مواجهة التحديات الاقتصادية ورفد المسيرة التنموية.

وأضاف الصفدي أن الدعم الذي ستؤطره المذكرة الجديدة سيكون أساسياً في دعم الإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي أطلقها الأردن، بالإضافة إلى أثرها الرئيس في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وأكّد الصفدي أهمية الدور الأميركي في تفعيل العملية السلمية وإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والدائم، وجهود حل الأزمة السورية، وفي مجال مكافحة الإرهاب.

وقال الصفدي "شراكتنا قوية وصداقتنا متينة ونتطلع إلى استمرار العمل معاً" لحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار.

بدوره، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تثمين بلاده الشراكة مع الأردن وقال "نحن شركاء حقيقيون من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها".

وقال بلينكن عبر تويتر، "سررت بلقاء بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عبرنا عن التزامنا بالشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، والتي تشمل تطبيق الإصلاحات الاقتصادية، وتوسيع نطاق توفير المياه، والتنسيق المتين فيما يتعلق بسوريا والفلسطينيين".

وخلال المحادثات، أكّد الصفدي وبلينكن على استمرار العمل من أجل زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتعميق التنسيق من أجل تحقيق الهدف المشترك لحل الأزمات الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار والرخاء.

وتقدمت القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل، القضايا الإقليمية التي بحثها الوزيران خلال لقائهما في مبنى وزارة الخارجية الأميركية، وهو اللقاء الثالث بينهما منذ تولي بلينكن موقعه وزيراً للخارجية بداية العام الماضي.

وثمّن الصفدي المواقف التي أعلنتها الولايات المتحدة حول دعم حل الدولتين، الذي أكّد الصفدي أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، وحول عدم شرعية المستوطنات وضرورة وقف الإجراءات الأحادية التي تقوض فرص التوصل لحل عادل وشامل ودائم للصراع، واستئناف دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وشكر الصفدي بلينكن على الدعم الإضافي لأونروا بقيمة 99 مليون دولار الذي أعلنته الولايات المتحدة الشهر الماضي، والذي جاء بعد تقديم الحكومة الأميركية دعما وصلت قيمته 318 مليون دولار العام الماضي.

وبحث الصفدي وبلينكن الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، واتفقا على أهمية استمرار الدعم الدولي للاجئين.

وأكّد الصفدي مركزية الدور الأميركي في جهود تفعيل العملية السلمية وحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

وثمن بلينكن الجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل تجاوز التحديات الإقليمية والتوصل لحلول لها وتحقيق السلام والاستقرار.

واتفق الوزيران على إدامة التواصل والتنسيق في إطار شراكتهما الاستراتيجية لتطوير العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات المشتركة.

وشارك الصفدي في جلسة حوارية نظمها معهد بروكينغز الأميركي حول الشراكة الاستراتيجية الأردنية-الأميركية، ورؤية الأردن حول المستقبل وآخر المستجدات الإقليمية.

وأكّد الصفدي في حديثه في الجلسة ضرورة التحرك بشكل فاعل وسريع من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام وفق حل الدولتين وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

واستعرض الصفدي الجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق ذلك. كما أشار إلى الجهود التي تبذلها المملكة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وأكد ضرورة دعم العراق واستقراره. وتحدث الصفدي أيضا حول الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تقوم بها المملكة.

والتقى الصفدي الخميس عدداً من ممثلي المراكز البحثية في واشنطن.

المملكة