حذرت الصين الولايات المتحدة، قائلة إنه يتعين عليها "الكف عن التدخل" في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة التي تنطلق في بكين الشهر المقبل.

وتستضيف الصين دورة الألعاب الأولمبية من 04 إلى 20 شباط/فبراير وتأمل في تأكيد قدرتها على تنظيم حدث كبير في خضم الجائحة وتحويله إلى انتصار في إطار استخدام القوة الناعمة.

لكن الضغوط الغربية وخصوصا الأميركية تصاعدت في الأشهر الأخيرة على بكين المتهمة بانتهاك حقوق أقلية الأويغور العرقية الصينية في إطار حربها ضد الإرهاب.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وانغ يي تحدث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي الخميس قال خلاله إن "الأولوية الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي هي أن تكف الولايات المتحدة عن التدخل في أولمبياد بكين الشتوي".

وأعلنت الولايات المتحدة خصوصا "مقاطعة دبلوماسية" لأولمبياد بكين، أي أنها لن ترسل، ممثلين دبلوماسيين إلى الحدث بسبب معاملة الأويغور في منطقة شينجيانغ معتبرة أنها ترقى إلى "إبادة". وأقنعت واشنطن العديد من الحلفاء الغربيين بفعل الشيء نفسه.

واتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان اللجنة الأولمبية الدولية بالتغاضي عما يعتبرونه تجاوزات في الصين بما يشمل التيبت وحملتها لقمع حرية التعبير في هونغ كونغ.

وللفت النظر إلى هذه المسألة قام ناشطون برفع علم التيبت ولافتة كتب عليها "لا إبادة" خلال حفل إضاءة الشعلة الأولمبية في اليونان.

نددت الصين تكرارا بما اعتبرته "تسييسا" لحدث رياضي فيما وجهت اللجنة الأولمبية الدولة من جهتها دعوة مماثلة للفصل بين الرياضة وعالم الأعمال.

وعقد الرئيس الصيني شي جينبينغ لقاء نادرا في فترة الوباء مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ هذا الأسبوع.

فيما تقوم الصين بالتضييق على معارضين قبل بدء الألعاب، تحدثت وكالة فرانس برس أيضا مع عدة ناشطين في مجال حقوق الإنسان وأكاديميين في الصين تم حجبهم عن تطبيق وي تشات للرسائل في الأسابيع الماضية.

واعتقلت السلطات أيضا ناشطَين بارزَين في مجال حقوق الإنسان فيما اعتبر محام حقوقي ثالث مفقودا منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر ويعتقد أقرباؤه أنه محتجز في مكان سري.

- نقاط ساخنة -

تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن في السنوات الماضية على عدة جبهات بينها التجارة والتكنولوجيا.

خلال الاتصال بحث المسؤولان أيضا التوتر المتزايد في أوروبا بشأن أوكرانيا حيث أبلغ وانغ بلينكن بأنه يجب أخذ قلق روسيا الأمني "على محمل الجد".

وقال وانغ "كل الأطراف يجب أن تتخلى بالكامل عن عقلية الحرب الباردة وأن تشكل آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ودائمة عبر المفاوضات".

بيان وزارة الخارجية الأميركية عن الاتصال الهاتفي لم يأت على ذكر الألعاب الأولمبية إنما ركز على أوكرانيا.

يتزايد القلق الدولي بخصوص احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا بعدما حشدت موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود بين البلدين في الأسابيع الماضية.

ردا على ذلك تقوم الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي بجهود دبلوماسية مكثفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما قدمت دعما عسكريا لأوكرانيا.

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها من حلف شمال الأطلسي إنهم مستعدون لأي احتمال.

ونفت روسيا أي خطط لاجتياح أوكرانيا لكنها أكدت أيضا أنها تريد ضمانات بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي ليشمل كييف بشكل خاص.

وأكد الوزير الصيني أنه يجب على واشنطن أيضا "الكف عن اللعب بالنار" بشأن قضية تايوان أو "إنشاء فصائل صغيرة من كل الأنواع لمعارضة الصين".

وتنظر الصين باستياء إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان. وقد ضاعفت الطائرات الصينية طلعاتها الجوية في منطقة تحديد الدفاع في الجزيرة في الأشهر الأخيرة. 

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الأسبوع الماضي بمواجهة طموحات بكين في آسيا والمحيط الهادئ. 

ويفترض أن يزور الرئيس الأميركي اليابان في نهاية الربيع بمناسبة انعقاد قمة "الحوار الأمني الرباعي" (كواد) وهو تحالف يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، ولا يخفي رغبته في التصدي للصين.

كما أعلن حلف شمال الأطلسي الذي يركز نظريا على الدفاع عن أوروبا أنه يريد جعل الصين أولوية جديدة.

أ ف ب