استهدف هجوم صاروخي فجر الجمعة، مطار بغداد الدولي، مسببا أضرارا مادية بما في ذلك لطائرة مدنية كانت متوقفة على أرض المطار، من دون وقوع ضحايا، حسبما ذكرت مصادر أمنية عراقية.

وغالبا ما تستهدف هجمات متكررة بطائرات مسيرة أو صواريخ، مصالح أميركية في العراق ولقوات التحالف الدولي من دون أن يتم تبنيها، بينما تطالب فصائل عراقية موالية لإيران بخروج الجنود الأميركيين من البلاد.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس، إن "مطار بغداد الدولي تعرض فجر اليوم (الجمعة) لهجوم بستة صواريخ أدى إلى وقوع أضرار مادية" مشيرا إلى أن "طائرة مدنية أصيبت بأضرار بدون ووقوع ضحايا".

وأكد مصدر رفيع في مطار بغداد الدولي أن "الطائرة المتضررة طراز ‘بوينغ 767‘ تابعة للخطوط الجوية العراقية، كانت متوقفة لأغراض الصيانة منذ مدة".

وأكد بيان رسمي للخطوط الجوية العراقية التابعة لوزارة النقل، أن "القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد الدولي فجر اليوم الجمعة، أدى إلى تضرر إحدى طائرات الشركة الخارجة عن الخدمة الجاثمة في محيط المطار" مشددا على أن "رحلاتنا المباشرة مستمرة".

ونشرت وزارة النقل العراقية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للطائرة المصابة وهي جاثمة على أرض مطار بغداد، ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ووقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة مفخخة ضد السفارة الأميركية داخل "المنطقة الخضراء" المحصنة في بغداد، ومركز دبلوماسي أميركي يقع ضمن مطار بغداد الدولية وقواعد عسكرية عراقية توجد فيها قوات التحالف الدولي.

صواريخ ومسيرات

في الثالث من كانون الثاني/يناير، أسقطت القوات الأميركية طائرتين مسيرتين أستهدفتا قوات التحالف الموجودة في مطار بغداد، وفقا لمصادر في التحالف الدولي.

وكانت الطائرات المسيرة تستهدف "مركز الدعم الدبلوماسي" التابع للسفارة الأميركية، وهو مجمّع "يضمّ عدداً قليلاً من القوات اللوجستية للتحالف وطاقماً من المتعاقدين والمدنيين".

بعدها بعشرة أيام وقع هجوم صاروخي آخر. ووقع أحد الصواريخ على مدرسة داخل المنطقة الخضراء وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفلان بجروح. كما سقط صاروخان آخران داخل مجمع السفارة الأميركية، من دون وقوع أصابات.

ومنذ اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني/يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية في العراق بصواريخ أو طائرات مسيرة أحياناً.

ولا يتم تبني تلك الهجمات عادةً، لكن واشنطن تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب مراراً بانسحاب كامل القوات الأميركية الموجودة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأعلن العراق رسميا في التاسع من كانون الأول/ديسمبر أن وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021، وأن المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط.

وسيبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق.

وتقدم هذه القوات المشورة والتدريب منذ صيف 2020 للقوات العراقية، فيما غادرت غالبية القوات الأميركية التي أرسلت إلى العراق عام 2014 كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وتأتي هذه الهجمات كذلك، في سياق سياسي مضطرب على خلفية تشكيل أكبر كتلة برلمانية واختيار رئيس وزراء جديد.

وسقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا الثلاثاء في محيط منزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، بعد ساعات على مصادقة المحكمة الاتحادية على إعادة انتخابه على رأس هذه الهيئة التشريعية.

أ ف ب