قالت الولايات المتحدة الأربعاء إن روسيا مستمرة بتعزيز وجودها العسكري على حدود أوكرانيا، في وقت أكدت فرنسا أنها حصلت على تعهدات من الكرملين بألا يحدث "تصعيد" إضافي.

وصرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي خلال مؤتمر صحافي "لقد واصلنا، بما في ذلك في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ملاحظة تدفق قدرات إضافية من أجزاء أخرى من روسيا باتجاه الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس".

وأضاف كيربي "لن نعطي أرقاما محددة لكنها مستمرة في الزيادة" مشيرا إلى وجود "أكثر من 100 ألف" عسكري حاليا.

وتابع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "نرى أيضا مؤشرات على أن مجموعات قتالية أخرى في طريقها".

وشدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يواصل تعزيز قدراته العسكرية... كل يوم يمنح نفسه المزيد من الخيارات، كل يوم يعزز قدراته، كل يوم يواصل زعزعة الاستقرار في وضع متوتر للغاية بالفعل".

وأشار المتحدث إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها نية لتنفيذ أي عمليات في أوكرانيا غير العضو في حلف شمال الأطلسي، في حين بدأت طليعة 3000 عسكري أميركي أرسلوا "لطمأنة" حلفاء الجناح الشرقي للحلف في الانتشار في بولندا ورومانيا.

ولفت جون كيربي إلى أنه من المحتمل أن يشارك العسكريون الأميركيون في عمليات الإغاثة إذا تدفق رعايا أميركيون مقيمون في أوكرانيا على البلدين في حال حدوث غزو روسي، لكن ذلك قد لا يكون ضروريا.

وأعلنت الولايات المتحدة منذ أسابيع أنها لا تنوي إجلاء الأميركيين من أوكرانيا عسكريا كما فعلت في كابل الصيف الماضي.

وتتهم واشنطن موسكو بالتحضير لغزو محتمل واسع النطاق لأوكرانيا في المستقبل القريب، وإن كان المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن فلاديمير بوتين لم يتخذ بعد قرارا بشأن شن غزو. 

من جهته، التقى الرئيس الفرنسي نظيره الروسي في موسكو الاثنين، ثم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء في كييف.

وأكد إيمانويل ماكرون تلقيه تعهدات من الرئيس الروسي بعدم حدوث "تصعيد" إضافي، وتؤكد باريس أن هذه الزيارة مكنت من "المضي قدما" لتهدئة الموقف.

وأمرت بريطانيا 1000 من جنودها بالاستعداد لتقديم الدعم في حالة حدوث أزمة إنسانية نتيجة أي هجوم روسي على أوكرانيا، وذلك قبيل زيارة رئيس الوزراء بوريس جونسون لزعماء حلف شمال الأطلسي وبولندا الخميس.

ويزور جونسون بروكسل ووارسو للتأكيد على ضرورة التمسك بمبادئ الحلف، وبحث الطرق التي يمكن لبريطانيا من خلالها تقديم الدعم العسكري، مع حشد روسيا قواتها قرب حدود أوكرانيا.

تأتي زيارة جونسون وسط موجة من الدبلوماسية العالمية. والتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تعقد كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي اجتماعات مباشرة مع حلفاء وشركاء للولايات المتحدة في مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع المقبل.

ويزور وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان موسكو هذا الأسبوع أيضا لإجراء محادثات مع نظيريهما هناك.

وقال جونسون في بيان "لا يزال التزام المملكة المتحدة راسخا تجاه دعم الأمن الأوروبي... يتعين علينا كتحالف أن نحدد خطوطا ونكون واضحين بأن هناك مبادئ لن نتنازل بشأنها".

وكرر مكتب جونسون يوم الأربعاء أن أي توغل عسكري روسي في أوكرانيا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى نزوح جماعي على حدود أوروبا، وهو ما سيؤثر على دول منها ليتوانيا وبولندا.

وقال مكتب جونسون إن رئيس الوزراء سيبحث أيضا مع الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج عرض المملكة المتحدة لتعزيز دفاعات الحلف بما في ذلك مضاعفة عدد القوات في ليتوانيا ونشر مزيد من الطائرات المقاتلة في جنوب أوروبا، وإرسال سفينة الدورية ترينت ومدمرة أخرى إلى شرق البحر المتوسط.

أ ف ب +رويترز