تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الثلاثاء، جائزة مؤسسة جون تمبلتون للعام 2018 وسط حضور عدد من الشخصيات العالمية، والقيادات السياسية والفكرية والدينية، وذلك تقديرا لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية.

وسلمت حفيدة مؤسس الجائزة هيذر تمبلتون ديل جلالة الملك الجائزة، التي تعد أعلى الجوائز أهمية وقيمة في المجال الإنساني والديني، في حفل أقيم في كاتدرائية واشنطن الوطنية، تقديرا لجهود جلالته كأحد أهم القادة السياسيين على مستوى العالم في الوقت الحالي، الذي يعمل على تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين أتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم.

كما قلدت تمبلتون ديل جلالة الملك ميدالية شجرة الحياة، وقدمت شرحا لجلالته والحضور حول الرموز التي تضمنتها مخطوطة الجائزة، والتي تعبر عن إنجازات جلالة الملك في المجالات التي تحتفي بها الجائزة، والمتمثلة في نشر العلم والمعرفة ومبادرات جلالة الملك لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية، إلى جانب رموز وطنية تعبر عن الأردن.

واستهل جلالة الملك كلمته بالطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت استذكارا لضحايا الفيضانات التي اجتاحت الأردن.

وكانت مؤسسة جون تمبلتون قد أعلنت، في 27 يونيو منح الملك عبدالله الثاني جائزتها للعام 2018 عبر فيديو مسجل لرئيسة مؤسسة جون تمبلتون، هيذر تمبلتون ديل. وتبع الإعلان كلمة شكر مسجلة للملك. 

وأشادت هيذر تمبلتون ديل في كلمتها بجهود جلالة الملك بتعزيز السلام والوئام فيما بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين وفقا للوصيتين المشتركتين بين الديانتين: "حب الله وحب الجار"، مشيرة إلى أن مبادرات جلالة الملك من رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان تؤكد على الواجب الأخلاقي لفهم قيم السلام الموجودة في صميم كل الأديان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش خلال الحفل "إنه لشرف عظيم أن نكون هنا هذه الليلة لنحتفي بجلالة الملك عبدالله الثاني. والحقيقة أن هذا التكريم لا يفاجئ من يعرف جلالة الملك كما أعرفه بنفسي. فجلالة الملك عبدالله الثاني يستحق هذه الجائزة المرموقة بجدارة".

وقال رئيس وعضو هيئة التدريس في  كلية الزيتونة في جامعة بيركلي بكاليفورنيا، الشيخ حمزة يوسف إن التعاليم النبيلة التي تحث عليها الأديان السماوية هي التي صاغت مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز السلم، لاسيما وأننا نعيش في عالم موسوم بكثرة اللبس وسوء الفهم، وممزق بحروب  غير شرعية وثورات.

وقال بروفيسور علم اللاهوت في جامعة ييل، ومؤسس ومدير مركز ييل للأديان والثقافة، ميروسلاف فولف، إن الإنجازات في المجال الديني التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني "كبيرة وجليلة".

وكان عميد كاتدرائية واشنطن الوطنية، القس راندولف مارشال هوليريث، قد رحب بجلالة الملك، في بداية الحفل، مشيدا بجهود جلالته في تعزيز الحوار بين الأديان والسعي نحو تحقيق السلام.

وتخلل حفل تسليم الجائزة عرض فيلم يستعرض أبرز مبادرات الوئام بين أتباع الأديان والمذاهب التي اطلقها جلالة الملك، والقيم التي تميز النسيج الاجتماعي الأردني من المحبة والتسامح والتآخي والعيش المشترك، وأداء فقرات فنية متنوعة تعبر عن التراث الأردني والعالمي، قدمتها الفنانة زين عوض ومغنية الأوبرا الأردنية إيمان بيشة، وجوقة دوزان وأوتار، وأوركسترا المعهد الوطني الأردني للموسيقى بإشراف المنتج وعازف البيانو طلال أبو الراغب.

وتأسست جائزة تمبلتون عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأميركي البريطاني الراحل جون تمبلتون، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية. 

وتُمنح الجائزة تقديرا لأشخاص يقدمون إسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان، مثل الأعمال الخيرية، أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي، أو المساهمة بشكل بناء عبر وسائل الإعلام في الحوارات المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية.

وتتميز الجائزة بأنها تُمنح لأشخاص على قيد الحياة، بهدف تسليط الضوء على إنجازاتهم وتمكينهم من الاستمرار والتوسع بها.

وهذه المرة الأولى التي تمنح فيها الجائزة لقائد سياسي، زعيم دولة، وثاني مرة تمنح لشخصية إسلامية، ما يؤكد التقدير العالمي للملك كرجل سلام يسعى إلى إحلال الأمن والاستقرار.

ومُنحت جائزة تمبلتون منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، من أبرزهم الأم تريزا في العام 1973، والدالاي لاما في العام 2012، والقس ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013. 

وحضر حفل تسليم الجائزة، سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي للملك، ومستشار الملك، مدير مكتب الملك، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ومستشار الملك للشؤون الاقتصادية، والسفيرة الأردنية في واشنطن، ومندوبة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة، وعدد من كبار علماء المسلمين ورجال الدين المسيحي.

المملكة