قال السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ ،الثلاثاء، إن الصين تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث السلع، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أميركي العام الماضي، بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

في 7 نيسان/ أبريل 1977، أقامت المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية العلاقات الدبلوماسية رسميا، الأمر الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين الممتد لآلاف السنين، وفق السفارة الصينية.

وأضاف السفير في كلمة له خلال حفل استقبال افتراضي أقامته السفارة بالذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والصين:" نجتمع عبر الإنترنت لاستعراض تاريخ الصداقة بين الصين والأردن واستشراف مستقبل العلاقات الثنائية، ورسم خارطة الطريق لتعزيز التعاون بيننا".

وقال إن الصين حاليا هي أكبر دولة تقدم فرص تدريب الموارد البشرية في الأردن، حيث تجاوز عدد الأردنيين من شتى المجالات الذين درسوا في الصين أو شاركوا في الدورات التدريبية بشكل وجاهي أو عبر الإنترنت 1000 شخص في السنوات الثلاث الماضية.

وأضاف أن الأردن يعدّ من أوائل الدول العربية التي أقبل الصينيون على السفر إليها، وقد زاد عدد السياح الصينيين إلى الأردن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ودخل مركز الثقافة الصينية بعمّان إلى مرحلة التشغيل التجريبي، ممّا بنى جسرا جديدا للتواصل بين الشعبين.

وبين أن الاستثمار الثنائي حافظ على زخم نمو جيد، حيث زاد الاستثمار الأردني المباشر في الصين في عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام الماضي.

وأضاف السفير أنه على مدى السنوات الـ45 الماضية، ترسخت العلاقات بين الأردن والصين باستمرار، حيث عمل البلدان يدا بيد على حماية السيادة والأمن الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالرغم من تغيرات الأوضاع الدولية، ممّا شكل نموذجا للتعايش بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة.

"أصبحت بعض المشروعات مثالا مميزا للتعاون العملي بين البلدين مثل شركة البوتاس العربية وشركة جرش لصناعة الملابس والأزياء ومدينة العقبة الصناعية الدولية ومجموعة طلال أبو غزالة العالمية والبنية التحتية المتعلقة بالاتصالات والطاقة التي شاركت في بنائها الشركات الصينية والمدينة الصناعية والمدينة الرياضية والمباني السكنية والمستشفيات ومرافق إمداد المياه المبنية بالدعم والمساعدة من الحكومة الصينية، فضلا عن المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين للاجئين السوريين في الأردن، لقد أتت هذه المشروعات التعاونية بالفوائد الحقيقية على الشعبين. منذ اندلاع وباء كورونا، تكاتف البلدان للتغلب على المحنة، الأمر الذي جسّد الصديق في وقت الشدة." بحسب السفير.

وقال إن التبادل الثقافي والإنساني بين الصين والأردن توثق بشكل مطرد خلال السنوات الـ45 الماضية حيث شهد التعاون الثنائي على أصعدة التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة وغيرها إنجازات عديدة.

وأكد السفير أنه في المرحلة المقبلة، ستقوم السفارة بسلسلة من الأنشطة الاحتفالية على مدار العام لإحياء الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن، بما فيها الأنشطة الثقافية والشبابية وندوة رجال الأعمال وما إلى ذلك.

ودعا السفير إلى ترجمة التوافق الهام الذي توصل إليه قادة البلدين إلى أرض الواقع، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما.

"علينا التشارك في بناء الحزام والطريق بجودة عالية، وتعميق التكامل للاستراتيجيات التنموية بين البلدين، وإيجاد فرص جديدة للتعاون الاقتصادي، لتعود المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بالمزيد من الفوائد على الشعب" بحسب السفير.

وأضاف: "علينا تعزيز التواصل الثقافي والتعلم المتبادل بين الحضارتين، وزيادة التبادل الإنساني في مختلف المجالات لتحقيق التقارب بين الشعبين والازدهار المشترك للحضارتين الصينية والعربية".

وتابع: "علينا الحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن الشؤون الدولية والإقليمية، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، ودفع بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية. طالما لم تحلّ القضية الفلسطينية، فلن يتوقف نضالنا من أجل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني".

الأمين العام لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين يوسف البطاينة قال في كلمة له خلال الاحتفال إن كلمة السفير الصيني أظهرت عمق العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن العلاقات الأردنية الصينية متينة وتشهد تقدما ملحوظا بمختلف المجالات.

وبيّن البطاينة أن الصين أكبر ثاني شريك استراتيجي للأردن معبّرا عن شكره لدعم الصين للأردن خلال جائحة كورونا، مشيرا إلى عقده لقاءات شبه يومية مع السفير الصيني خلال كورونا للتنسيق لغايات تقديم الدعم للأردن ودعم القطاع الطبي.

وقال البطاينة إن الأردن يقدر موقف الصين الثابت والداعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويقدر بشكل خاص دعم الصين لجهود الأردن وللوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

وقال إن العلاقات الثنائية بين الأردن والصين شهجت خلال السنوات الماضية تقدماً مضطرداً في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها حيث أصبحت معها الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.

" تحتل العلاقات الثقافية مساحة واسعة في مجالات التعاون الثنائي خاصة في مجال التعليم العالي في جامعات بلدينا أو من خلال المعاهد والمراكز الثقافية والتعليمية التي تعزز المعرفة المتبادلة والتبادل الثقافي والحضاري بين شعبينا" وفق البطاينة

كما أشاد وزير الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي بدعم جمهورية الصين الشعبية لمشروع طريق السلط العارضة عبر تقديمها منحة لتأهيل الطريق الهام على الصعيد الزراعي والسياحي.

أحالت وزارة الأشغال العامة والإسكان في نهاية آذار/مارس الماضي عطاء إعادة تأهيل وتحسين طريق السلط/ العارضة الممول من جمهورية الصين الشعبية على ائتلاف مقاولين (مقاول صيني ومقاول أردني).

وقالت الوزارة في وقت سابق إنه سيتم بدء تنفيذ الأعمال في المشروع بعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة كافة، مشيرًة إلى أن المدة الزمنية المتوقعة لانتهاء الأعمال في المشروع تبلغ 18 شهرًا من تاريخ بدء التنفيذ.

وأضافت الوزارة أن الأعمال في المشروع تتضمن إعادة إنشاء وتأهيل الطريق من تقاطع الصبيحي لغاية تقاطع العارضة، بطول (12.5 كم) ليصبح أربعة مسارب مفصولة مع أكتاف وإنشاء تقاطع حمرة الصحن، كما يتضمن العمل إعادة ترتيب الجزر الوسطية في تقاطع العارضة لتتناسب مع أعمال التحسين.

كما يشمل العمل إنشاء وتحسين عبارات تصريف مياه الأمطار وأعمال الحماية اللازمة وأعمال جدران استنادية، بالإضافة لأعمال السلامة العامة كافة من إشارات ومتطلبات السلامة المرورية وأعمال الإنارة، وفق أعلى المعايير الهندسية المتبعة عالميًا.

المملكة