قال استشاري جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري في الخدمات الطبية، الطبيب المقدم راكان اللوزي، الذي رافق لجلالة الملك عبدالله الثاني خلال علاجه في مستشفى بمدينة فرانكفورت الألمانية، إن جلالة الملك بألف خير وصحة وعافية ووضعه الصحي الآن ممتاز بعد إجرائه عملية جراحية صعبة ومعقدة".

وأضاف لـ "المملكة"، الثلاثاء، أن جميع الأعراض التي سبقت العملية قد اختفت تماما، والتي كانت السبب في الوصول إلى التشخيص والأخذ بقرار إجراء العلاج الجراحي لجلالة الملك. 

وبين اللوزي أن "الانزلاقات في الفقرات الصدرية التي أصابت جلالة الملك نادرة وتحصل بنسبة واحد بالمليون سنويا".

ووصل جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، الثلاثاء، إلى أرض الوطن، بعد إجراء جلالته عملية جراحية لمعالجة انزلاق غضروفي (ديسك) في منطقة العمود الفقري الصدري، تكللت بفضل الله ورعايته بالنجاح.

ورافق طائرة جلالة الملك، سرب من طائرات سلاح الجو لدى دخولها الأجواء الأردنية، حيث حطّت في مطار عمّان المدني في ماركا، وكان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والعائلة الهاشمية، في مقدمة مستقبلي جلالة الملك.

اللوزي، قال "في البداية وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان جلالة الملك يعاني من آلام في الظهر والتي تلتف على منطقة الصدر من الجانب الأمامي، حيث قمنا بإجراء فحوصات شعاعية وصور رنين مغناطيسي له".

"تبين أن جلالة الملك كان يعاني من انزلاق غضروفي في إحدى الفقرات الصدرية يضغط على النخاع الشوكي، ولكنه في تلك المرحلة لم يكن يعاني من أي أعراض على الأطراف السفلية، فكان القرار في حينها أن تتم متابعته وعلاجه تحفظيا"، وفق اللوزي. 

وأشار اللوزي إلى أنه "في الأيام القليلة التي سبقت العملية الجراحية، تطورت الحالة المرضية عند جلالة الملك وأصبح يعاني من بعض الأعراض على الأطراف السفلية على شكل ضعف متقطع ويشتد على فترات ثم يعود بشكل طبيعي، وخلال الفترات التي كان فيها الضعف صاحبه عدم اتزان، فكان لا بد من اتخاذ قرار سريع بإجراء جراحي لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي وتم التشاور سريعا مع مدير الخدمات الطبية وقسم جراحة الأعصاب وقسم الأشعة واتخاذ القرار بضرورة إجراء عمل جراحي بأسرع وقت ممكن". 

وقال إن "قرار العلاج في ألمانيا كان لعدة أسباب؛ الأول لتشكيل فريق أردني ألماني لإجراء العملية، وكان هذا الفريق مني أنا شخصيا كوني الطبيب الوحيد المتخصص في هذا المجال من العمليات في الأردن وفي دول المنطقة، والدكتور دانيال في ألمانيا هو الطبيب الوحيد في ألمانيا وأجرى عمليات من هذا النوع لأكبر عدد من المرضى في العالم، وكان الهدف من هذا القرار أيضا تشارك الخبرات الأردنية الألمانية لإعطاء جلالة الملك أحسن فرصة لنتائج العملية".

وتابع "أما السبب الثاني، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية حصل هناك بعض التطورات على الأجهزة والعدد الجراحية اللازمة والمستخدمة في هذا النوع من العمليات، ونحن قيد الحصول عليها، ولكن لم نحصل عليها مسبقا بسبب جائحة كورونا، وجلالة الملك كان حريصا أن يسرع إحضار جميع هذه الأجهزة والمعدات الجراحية التي تلزمنا في هذا النوع من العمليات من أجل رعاية المرضى وتقديم الخدمة الأفضل لهم بما يضاهي الخدمة في ألمانيا، ومن حرصه أن نبقى رائدين في هذا المجال الصحي في المنطقة".

وقال اللوزي إن "الانزلاقات الغضروفية في الفقرات الصدرية تعتبر نادرة، ونسبيا هي تحصل واحد بالمليون في السنة، وإذا تم مقارنتها بالانزلاقات الغضروفية في الفقرات القطنية، فتقريبا تحدث من كل 500 حالة ديسك بالفقرات القطنية، وهناك حالة انزلاقات غضروفية بالفقرات الصدرية، وهي نادرة ولها خطورة لأنها تضغط على النخاع الشوكي في منطقة حساسة، وإذا أصبح هناك ضعف في الأطراف السفلية ولم يتم علاجها جراحيا في الوقت المناسب قد تؤدي إلى ضعف شديد أو شلل، لذلك يجب التخلص من الضعط على النخاع الشوكي في أسرع وقت".

وتابع "بالنسبة لجلالة الملك، أجرينا العملية في الوقت المناسب وبدون أي تأخير والحمدلله كانت النتائج مثالية وجميع الأعراض التي كان يعاني منها ما قبل العملية اختفت تماما، وفي اليوم الأول ما بعد العملية، كان جلالة الملك يمشي بدون أي ضعف أو عدم اتزان ولا نتوقع أن يكون هناك أي مضاعفات مستقبلية كون الضغط الذي كان على النخاع الشوكي قد أزيل تماما".

"لخصوصية جلالة الملك، نحن نوصي بأن يكون هناك فترة راحة وبعض المعالجات الطبيعية من أجل ضمان النتائج المثالية أن تبقى"، وفق الطبيب، الذي قال: "نريد أن لا يضغط جلالة الملك على نفسه، حيث كان متحمسا جدا، وكان يسأل بعد العملية متى يعود لرفاق السلاح وللعمليات الخاصة والقفز المظلي". 

وأشار إلى أن الحالة التي أصابت جلالة الملك هي "نتيجة عمله في القوات المسلحة والتدريبات القاسية والعمليات الخاصة والقفز المظلي بالعدد الهائل من القفزات وكل هذه الأمور كان لها تأثير". 

وعن شعوره، قال الطبيب إن "الشعور كان غريبا وعندما دخلت لإجراء العملية لجلالة الملك، شعرت أنني دخلت لأجري العملية لوالدي فكانت العاطفة كبيرة وممزوجة بالخوف والحرص عليه".

"جلالة الملك كان من أهنأ المرضى الذين تعاملت معهم بحياتي، فكان بسيطا في التعامل وسهلا ومتواضعا ومتعاونا ومتفهما وشاكرا ومقدرا لكل شيء طبي يقدم له، وأعطانا أريحية كاملة بالتعامل فنيا وصحيا مع الحالة، مما انعكس على النتائج التي توصلنا إليها من العملية الجراحية"، وفق اللوزي.

وأضاف "صدقا شعرت بالثقة من جلالة الملك وأنا أدخل إلى العملية، وبأنه سيكون هناك أحد أبنائه في العملية الجراحية ولا يكون أحد أحرص منا عليه، وأفضل من هذه النتائج لن يكون بهذا النوع من الديسكات الخطيرة، إضافة إلى أن عودته في هذه الأيام المباركة بصحة وعافية هي أكبر هدية للأردنيين، والله هو الشافي وأكرمه بالشفاء وأكرمنا بأن نكون وسيلة". 

وكان الديوان الملكي الهاشمي قد أعلن أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أجرى الثلاثاء 12 نيسان/ أبريل 2022، عملية جراحية لمعالجة انزلاق غضروفي (ديسك) في منطقة العمود الفقري الصدري، وتكللت بفضل الله ورعايته بالنجاح.

المملكة