قررت فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفق ما أعلن رئيسها ورئيسة الوزراء الأحد، في خطوة تعد نتيجة مباشرة للقصف الروسي لأوكرانيا.

وقال الرئيس ساولي نينيستو "اليوم وافق رئيس الجمهورية ولجنة السياسة الخارجية الحكومية بشكل مشترك على أن تتقدّم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد التشاور مع البرلمان. إنه يوم تاريخي وبداية حقبة جديدة". 

وستتمثّل الخطوة التالية بانعقاد البرلمان الفنلندي الاثنين لمناقشة القرار، فيما تظهر التوقعات الحالية بأن غالبية أعضاء البرلمان البالغ مجموعهم 200 يدعمون الترشّح.

قالت رئيسة الوزراء سانا مارين "توصلنا اليوم إلى قرار مهم بالتعاون الجيد مع الحكومة ورئيس الجمهورية. نأمل بأن يثبّت البرلمان القرار للتقدم بطلب الترشح لعضوية الناتو خلال الأيام المقبلة. سيتم ذلك على أساس تفويض قوي".

وبقيت فنلندا التي تتشارك مع روسيا حدودا يبلغ طولها 1300 كلم غير منحازة عسكريا على مدى 75 عاما.

لكن بعدما قصفت جارتها الشرقية أوكرانيا في شباط/فبراير، تحوّل الرأي العام والسياسي بشكل كبير ليصب في صالح العضوية، بينما دعا الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء الخميس إلى انضمام فنلندا في الناتو "من دون تأخير".

وأجرى الرئيس الفنلندي اتصالا هاتفيا السبت مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإبلاغه بترشيح بلاده "في الأيام القليلة المقبلة" في محادثة وصفها بأنها "صريحة ومباشرة ولم تشهد توترا". وقال نينيستو الذي كان محاورا منتظما للرئيس الروسي في السنوات الأخيرة إن "تجنب التوتر اعتبر أمرا مهمًا"، موضحا أن "الاتصال تم بمبادرة من فنلندا".

وأوضحت موسكو أن الرئيس الروسي قال خلال الاتصال مع نظيره الفنلندي أن إنهاء سياسة الحياد العسكري التاريخية لفنلندا سيكون "خطأ بما أنه ليس هناك أي تهديد لأمن فنلندا".

- "لا خيار آخر" -

تفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى الحلف تجاوزت الثلاثة أرباع أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا.

وفي السويد أيضا، ارتفعت نسبة مؤيدي الانضمام إلى الناتو لكنها بلغت نحو 50% مقابل 20% يرفضون ذلك.

ويعقد كبار المسؤولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون اجتماعا بعد ظهر الأحد للبت في ما إذا كان على الحزب التخلي عن خطه التاريخي المناهض للانضمام إلى الناتو والذي تم تأكيده مجددا في مؤتمر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. 

وارتفعت أصوات في الحزب تدين ما اعتبرته قرارا متسرعا وتهربا من النقاش. 

لكن محللين يرون أنه من غير المرجح أن يقرر الحزب عدم السير في الركب بينما روسيا غارقة في حربها في أوكرانيا.

واعترف روبرت دالشو المحلل في وكالة أبحاث الدفاع السويدية "قد لا يكون هناك نفس الشعور بالإلحاح" كما هو الحال في فنلندا. وأضاف لفرانس برس "لكن القادة السويديين أدركوا أنه ليس لديهم خيار آخر وما إن تذهب فنلندا إلى هناك سيكون عليهم أن يفعلوا الشيء نفسه".

وظهرت عقبة لم تكن متوقعة تذكر بأن الطريق بين الترشيح والانضمام طويل ويستغرق بضعة أشهر ويتطلب مصادقة الدول الأعضاء بالإجماع.

أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه لانضمامهما إلى الحلف.

ويأخذ الرئيس التركي على هذين البلدين تحولهما إلى "فندق لإرهابيي حزب العمال الكردستاني" الذي تعده أنقرة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "منظمة إرهابية". 

لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قبل اجتماع للحلف في العاصمة الألمانية يشارك فيه نظيراه الفنلندي والسويدي أكد أنه مستعد لمناقشة الأمر مع البلدين ومع الدول الأخرى الأعضاء في الحلف.

من جهته، أبدى وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو السبت ثقته بإمكان التفاهم مع تركيا وقال إثر إجرائه سلسلة مشاورات مع أعضاء الناتو بما في ذلك تركيا، في برلين إنه "واثق من أننا سنجد حلا في النهاية، وأن فنلندا والسويد ستصبحان عضوين" في  الحلف.

أ ف ب