أقيمت صباح الأحد، صلاة تذكارية في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك (أم الكنائس) بجبل اللويبدة عن راحة نفس شهيدة الكلمة الإعلامية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت باعتداء جبان في أثناء تغطيتها أحداثا قرب مخيم جنين.

وفي كلمة للأب نبيل حداد الذي ترأس الصلاة قال" نترحم اليوم على روحٍ باسلةٍ وعلى صاحبة هامة ظلت وستظل مرفوعة رغم أنف رصاصة الغدر الجبانة، فشيرين أرهبت الطغيان فكانت أشجع من الطغاة وظلت شيرين وعلم وطنها فلسطين تُرعب المحتل حتى في نعشها لقد رأينا أكبر تدنيس لكرامة الموت، فظهر في آن كارها للحياة وللموت فما كرم الحياة ولا احترم الموت، واليوم وفي عمّان الصادقة الوفية للقدس ومقدساتها ولفلسطين وحقّها، نتوقف لنصلي لأجل راحة نفس شهيدتنا التي في فصل من حياتها شربت من مياه اليرموك عندما جاءت إلى أطراف شمال الجبل، وقرأت التاريخ والحاضر الأردني، وأخذت دروسا في جامعتها، لتنقل علمها ممزوجا مع حبّ لوطنها وسعيا لخدمة الحقيقة، وتمرست في نقل الخبر، ورفضت وهي تحمل صوت قناة الجزيرة، أن تكون أسيرَة للاحتلال، فحلقت في فضاء نقل الخبر والمعلومة فكانت بحق رسولة للحقيقة.

وحضر الصلاة التذكارية حمدي مراد وأعضاء هيئة مركز التعايش الديني ومدير وموظفو مكتب الجزيرة في عمّان ووفد ديني يضم عددا من رجال دين من فلندا والنرويج، إضافة إلى حشد من وجهاء وأبناء الكنيسة.

وأشاد قندح بنضال ومهنية واحترافية أبو عاقلة في ممارسة عملها المهني والإنساني إلى أن سقطت على أيدي أعداء الإنسانية والسلام، داعيا إلى أن يعم السلام والاستقرار على الأردن وطنا وقيادة وشعبا.

كنيسة قلب يسوع للاتين

وأقامت كنيسة قلب يسوع للاتين في منطقة تلاع العلي، شمال غرب العاصمة عمّان، بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للإعلام، مساء الأحد، قداسا وجنازا لراحة نفس أبو عاقلة. وقد أتى القداس بالتزامن مع رفع الكنائس في فلسطين والأردن الصلوات لراحة نفسها خلال قداديس اليوم الأحد.

وقال الأب د. رفعت بدر، راعي الكنيسة ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، خلال عظة القداس الذي حضرته عمّة الشهيدة وعدد من أقاربها، وصحفيون، ولفيف واسع من المصلين: "نحن أمام شخصيّة أحببناها، ولكنها عاشت هذا الحب. إنها أحبّت مسيحها وإيمانها المسيحي، كما أحبت الإنسان ودافعت عنه ونقلت معاناة الشعب الفلسطيني إلى كلّ أرجاء الأرض"، موضحا بأن اسمها سيبقى لامعا في درب النضال، وفي استحقاق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي قدم العزاء شخصيا لشقيق الشهيدة، حيث يقود الدبلوماسيّة الأردنيّة دائما من أجل فلسطين ومدينة القدس الشريف ومقدساتها.

ولفت إلى أنّ شيرين أبو عاقلة قد أحبّت الإعلام، وكان لديها رسالة ساميّة في نقل ألم الإنسان وآماله عبر الصوت والصورة. وقال الأب بدر: "لقد نقلت ليس فقط أخبار الناس الممتعة، ولكن الأخبار المفجعة، والمآسي والويلات التي عاشها، وما يزال، الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال"، رافعا الشكر في هذا السياق على محبتها للإنسان، فعندما استشهدت وقف كلّ الشعب الفلسطيني، ومعه الشعب الأردني، وكل إنسان شريف، يشكرها ويطلب لها الرحمة ويجعلها رمزًا جديدًا من رموز النضال اللاعنفي، نضال الكلمة والصورة".

هذا ونقل الأب رفعت بدر باسم الكنيسة وفعالياتها، وباسم البطريركية اللاتينية، وباسم المركز الكاثوليكي، التعزيّة لعائلة شيرين أبو عاقلة وأقاربها الحاضرين في القداس. وقال: "إنّ دم شيرين عزيزٌ جدا، وقد أريق على الأرض الفلسطينيّة المقدّسة، وكما قال آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحيّة، عندما كان المسيحيون يضطهدون: ’إنّ دماء الشهداء هي بذار للإيمان‘، راجيا أن تكون دماء شيرين البريئة دافعا للأسرة الدوليّة بأن تتحرّك من أجل السلام والطمأنينة والاستقلال للشعب الفلسطيني، ولكلّ إنسان يحب فلسطين ويعتزّ بالمقدّسات فيها".

كنسية سيدة النياح

كما أقامت كنسية سيدة النياح للروم الكاثوليك في الصريح قداسا عن راحة نفس أبو عاقلة.

وترأس القداس الذي شاركت فيه الطوائف الكاثوليكية الأب سامي قندح الذي أكد أن دم الزميلة أبو عاقلة الذي روى ثرى فلسطين دفاعا عن الحق والحقيقة يؤكد على مدى استهداف قوات الاحتلال لكل صوت يعري أفعالهم ووحشيتهم، مشيرا إلى أن دم الفقيدة دم سكب دفاعا عن الأرض والإنسان والهوية والمقدسات.

وقال قندح إن اغتيال أبو عاقلة أظهر مدى التلاحم والتعاطف الشعبي والرسمي الأردني الذي شكل على الدوام أنموذجا في العيش المشترك ووحدة الصف والإرادة والتصميم برفض مخططات تهويد المدينة المقدسة والتمسك بالوصاية الهاشمية الشرعية والتاريخية عليها.

وأضاف أن كل الهويات الفرعية تذوب وتنصهر في بوتقة الدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات وصون حرية العبادات، مشددا على أن الأردن هو خط الدفاع الأول عن فلسطين وأن اغتيال أبو عاقلة أحزن كل بيت أردني وعربي مسلما كان أم مسيحيا.

المملكة + بترا