يستقبل جلالة الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي يصل عمّان في زيارة رسمية.

ويبحث جلالته مع ولي العهد السعودي، تعزيز العلاقات التي تربط البلدين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وشهد البلدان، في الآونة الأخيرة، زيارات رسمية متبادلة لكبار المسؤولين، ووقعت اتفاقيات ثنائية عدة، فيما يشهد الأردن زيارة العديد من قادة دول المنطقة، لبحث التعاون المشترك والأحداث المستجدة على الساحتين العربية والإقليمية.

رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قال، لـ "المملكة"، إن زيارة ولي العهد السعودي تأتي في إطار العمل على تعزيز العلاقات الأردنية السعودية بمختلف المجالات، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين وقضايا أمتنا العربية.

وأضاف الفايز، أن الزيارة تحمل أهمية "بالغة"، فهي تأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة، ومن شأنها بحث مجمل القضايا الإقليمية وتنسيق الرؤى والمواقف بخصوصها، إضافة إلى بحث سبل البناء على العلاقات الأخوية وتعزيزها وتطويرها، بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية.

"نعتز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين الأردن والسعودية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، وفقا للفايز.

وتابع "العلاقات تنطلق من ثوابت واستراتيجيات، وتعزز مفهوم الأمن المشترك ووحدة المصير"، مؤكدا، أن الأردن يعد السعودية عمقا استراتيجيا له، كما تعد السعودية الأردن عمقها الاستراتيجي.

وأشاد الفايز بمواقف السعودية بقيادة الملك سلمان الداعمة للأردن لتمكينه من مواجهة الصعوبات التي يمر بها جراء الأوضاع المحيطة به.

وبين، أن زيارة ولي العهد السعودي للأردن تأتي أيضا لتوحيد الجهود الثنائية والعمل معا لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الأمة العربية والأمن الغذائي العربي.

- علاقات تاريخية ثنائية -

وفق وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، تبادلت حكومتا إمارة شرقي الأردن والسعودية الاعتراف المتبادل في آذار/ مارس 1933، من خلال برقيتين تبادلهما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والأمير عبدالله بن الحسين (آنذاك). وعلى إثر الاعتراف المتبادل شرعت الحكومتان بمباحثات نتج عنها عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقات والتعاون بين البلدين وتنظيم الحدود بينهما.

وبين الأردن والسعودية تعاون ثنائي في المجالات كافة من خلال، مجلس تنسيق أردني سعودي أسس في 2016 يتولى الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس.

ومجلس الأعمال الأردني السعودي، هو هيئة خاصة مستقلة مقرها عمّان، تسعى لتكريس الخبرات من أجل دعم القطاع الخاص ونشاطاته، لتنمية العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية.

إضافة إلى لجنة الصداقة البرلمانية، التي تهدف إلى تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين عبر التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم 9 أعضاء.

ولجنة الأخوة في مجلس الأعيان، وهي تقوم بنفس عمل لجنة الأخوة البرلمانية من خلال التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم 15 عضوا.

كما يشارك الأردن في اجتماعات الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدورية من خلال برنامج تعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون في 11 قطاعا.

- القضية الفلسطينية -

وتتقدم دائما القضية الفلسطينية كقضية مركزية، محادثات الأردن في اللقاءات والمحافل العربية والدولية من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

ويؤكد البلدان دائما ضرورة التحرك بشكلٍ سريعٍ وفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 سبيلا وحيدا لتحقيق السلام وفق القانون الدولي، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

- اتفاقيات ومذكرات تفاهم -

يرتبط بين البلدين العديد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات تفاهم، حيث يوجد حوالي 40 اتفاقية ومذكرة.

والاتفاقيات في مجالات التعاون التجاري والصناعي والاستثماري والمالي، إضافة إلى التعاون في مجالات الصحة والدواء والنقل والزراعة والطاقة والتعاون بين فعاليات القطاع الخاص من الجانبين.

ووقع صندوق الاستثمار الأردني وشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، مؤخرا، اتفاقية استثمار وتطوير لتنفيذ مشروع استثماري في قطاع الرعاية الصحية بحجم استثمار يصل إلى نحو 400 مليون دولار أميركي في 6 حزيران/ يونيو 2022.

ومشروع الرعاية الصحية والتعليم الطبي يتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي، لرفع سوية القطاع الطبي عامة لتوفير ما يستحقه الأردنيون من خدمة صحية وتعليمية أفضل.

ووقع الأردن، ممثلا بصندوق الاستثمار الأردني، مذكرة تفاهم أخرى مع شركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، لغايات تمكين الصندوق السعودي الأردني للاستثمار من بحث فرصة الاستثمار في مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية.

ويلزم الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، بـ 3 مليارات دولار توجه للاستثمار في مشاريع كبرى في الأردن.

وسجلت الصادرات الوطنية إلى السعودية نمواً هو الأعلى منذ 5 سنوات بنسبة 27.3% خلال الفترة بين 2020 -2021، بقيمة نحو 1.03 مليار دولار، فيما بلغت قيمة المستوردات خلال العام الماضي نحو 3.21 مليار دولار، بمعدل نمو 50% مقارنة مع عام 2020، وفق وكالة الأنباء الأردنية.

ويصدّر الأردن إلى السعودية، منتجات الخضار والفواكه والحبوب والضأن الحي ومواد غذائية، ومواد صناعية كيماوية، وأدوية، وأسمدة، وأحجار بناء، ودهانات، ومواد بلاستيكية وورقية، وأقمشة وأحذية وأثاث وأفران طبخ.

في المقابل، يستورد الأردن من السعودية، البترول الخام والتمور وسكر القصب، ومحضرات غذائية، وحليبا سائلا وقشطة وكبريت وزيوت التشحيم، وأكسيد التيتانيوم، والبولي اثيلين.

ويستورد الأردن من السعودية أيضا؛ البولي بروبلين، والبوليسترين، وآلات تكييف الهواء، وحديدا ومصنوعاته وأسلاكا كهربائية ونحاسية وحديدية ومواد كيماوية وبلاستيكا وعبوات تعبئة المبيدات الحشرية الزراعية والمشروبات الغازية.

ويُقدّر حجم الاستثمارات السعودية القائمة في الأردن بقيمة تتجاوز 12 مليار دولار، موزعة على قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والمصرفي والتجارة والإنشاءات والسياحة.

المملكة