تجاهلت أحزاب فرنسية من اليمين واليسار نداء الرئيس إيمانويل ماكرون للمساعدة في الخروج من مأزق البرلمان المعلق الذي أسفرت عنه الانتخابات التشريعية هذا الشهر، وطالبته بتوضيح التنازلات التي يمكن أن يقدمها لكسب تأييدها.

وقبيل توجهه لحضور قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ألقى ماكرون في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء خطابا تلفزيونيا أقر فيه بأن نتائج الانتخابات البرلمانية كشفت عن "انقسامات عميقة" في المجتمع الفرنسي.

واستبعد ماكرون تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه دعا زعماء الأحزاب المنافسة إما إلى مناقشة خيارات تشكيل ائتلاف محتمل مع تحالفه الوسطي أو النظر في تقديم الدعم لإصلاحاته على أساس كل مشروع قانون على حدة.

لكن هذا قوبل بالرفض على نطاق واسع باعتباره محاولة لحشد الأحزاب خلف سياساته دون تقديم تنازلات تذكر.

وقالت النائبة الاشتراكية فاليري رابو لإذاعة فرانس إنتر "إذا تمسك بمشروعه، فهو لا يملك أغلبية مطلقة... سيكون هو الذي يعطل فرنسا، وليس نحن".

كما استبعد برونو ريتايلو، عضو مجلس الشيوخ عن حزب (الجمهوريون) اليميني، أي شكل من أشكال التحالف مع ماكرون قائلا إنه ليس لدى حزبه أي ثقة في الرئيس.

وأضاف "بالنسبة لنا سيكون (الدعم) على أساس كل حالة على حدة".

ورفض لويس أليوت، نائب زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان والذي يعد الآن ثاني أكبر حزب في البرلمان، نداء ماكرون. بينما وصف الزعيم اليساري المتطرف جان لوك ميلينشون خطاب ماكرون بأنه يشبه "الراتاتوي"، وهو طبق جنوبي تقليدي يُصنع من خلال المزج بين الخضراوات والكثير من زيت الزيتون.

كان ماكرون يتمتع بالسيطرة الكاملة على البرلمان خلال فترة ولايته الأولى منذ عام 2017. لكن الناخبين الذين أعادوا انتخابه رئيسا في أبريل نيسان اختاروا برلمانا معلقا، غضبا من ارتفاع التضخم وما يعدونه عدم اكتراث من جانب الرئيس.

رويترز