لم يُسفر مؤتمر التعهدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، عن سد العجز المالي للوكالة التي تلقت خلال المؤتمر تعهدات قيمتها 160 مليون دولار أميركي.

وقالت الناطقة الرسمية للوكالة الأممية تمارا الرفاعي لـ"المملكة" إن "مجموع التعهدات التي قُدمت في مؤتمر استضافته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس، 160 مليون دولار، بالإضافة إلى ما تلقته الوكالة خلال 2022، ودفعات ما زالت تتوقعها الوكالة خلال الصيف تضع الوكالة أمام عجز يفوق 100 مليون دولار".

وتحدث المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة عبر "المملكة" عن دعم سياسي "كبير وغير مسبوق" في المؤتمر الذي استضافته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس.

لكن أبو حسنة قال: "هناك مشكلة وعجز مالي لا يزال قائما، يقدر بـ100 مليون دولار وقد يزيد" مضيفاً بشأن نتائج المؤتمر على العجز المالي: "أنا أقول بوضوح لم يتم سداد العجز المالي".

"اعتراف واضح"

الرفاعي وهي أيضاً مديرة الاتصالات الاستراتيجية في أونروا تحدثت عبر "المملكة" عن الحصول على دعم من الدول الأعضاء في الجمعية العامة ومن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للوكالة في دورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وكذلك "دعم كبير لإدارة أونروا متمثلة بالمفوض العام لمحاولاته الدائمة لجذب التمويل" وفق الرفاعي التي أشارت إلى وجود "اعتراف واضح" لدور الوكالة في مناصرة اللاجئين والدفاع عن حقوقهم الأساسية كالحق في التعليم والصحة من خلال برامجها.

وهناك اعتراف بدور الوكالة بـ"ضخ الاستقرار والأمل في منطقة عالية الأزمات".

المشكلة المالية "قائمة"

الوكالة الأممية تحتاج بشكل "عاجل" إلى 48 مليون دولار للاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن، بحسب المفوض العام فيليب لازاريني.

المستشار الإعلامي لوكالة أونروا عدنان أبو حسنة، قال لـ"المملكة" بعد نهاية المؤتمر، إن "المشكلة المالية قائمة حتى الآن" لكن المؤتمر "نجح سياسيا".

وتحدث أبو حسنة عن تحديات مقبلة على أونروا حتى نهاية العام الحالي.

"ركود"

وقال المفوض العام خلال كلمته في المؤتمر، إن الأموال التي أتيحت لأونروا على مدى السنوات العشرة الماضية أصابها الركود.

واعتبر لازاريني أن "انقطاع التمويل وانخفاضه من المانحين الرئيسيين، بمن فيهم المانحون من المنطقة، وانعدام قدرة أونروا على التنبؤ بالدخل أرغم الوكالة على العمل على مدى عقد من الزمن بمتوسط عجز يبلغ نحو 100 مليون دولار" سنوياً، في ظل ازدياد احتياجات لاجئي فلسطين، وارتفاع تكلفة تقديم الخدمات ذات الجودة.

أونروا تلقت حتى حزيران/يونيو 313 مليون دولار فقط من إجمالي 817 مليون دولار مخصصة لميزانية البرامجوكالة أونروا

وأدى الوضع في أوكرانيا إلى تفاقم "الارتفاع الملحوظ" في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وفق لازاريني الذي اعتبر أن "الأمر يؤثر تأثيراً خطيراً على الاقتصاد الأسري المعيشي للاجئين الفلسطينيين".

وتحدث عن ارتفاع معدلات الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة الخمسة، ووصولها إلى 80% أو أكثر في لبنان وسوريا وغزة.

وارتفعت تكلفة السلة الغذائية للوكالة بأكثر من 40% بالمقارنة مع متوسط تكلفتها في العام الماضي، الأمر الذي يؤدي إلى فجوة تمويلية في 2022 تبلغ 72 مليون دولار، للحفاظ على إمدادات الغذاء إلى ما بعد الربع الثالث من العام لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني، بحسب المفوض العام.

وتطرق المفوض العام إلى قضية الشراكات، وقال، إن الوكالة "تستكشف أيضاً إمكانية عقد شراكات مع وكالات الأمم المتحدة".

تعتزم أونروا سن سلسلة من الإصلاحات الإدارية الداخلية لتحديث الطريقة التي تقدم بها الخدمات ولتعزيز الشفافية والمساءلة والكفاءةالمفوض العام لأونروا فيليب لازاريني

وأعلنت الوكالة مطلع العام الحالي عن ميزانية برامج لعام 2022 يكون النمو فيها صفرا، وذلك للسنة الثالثة على التوالي، وتغطي هذه الميزانية تعليم أكثر من نصف مليون فتاة وفتى، وتقديم الرعاية الصحية الأولية لما يقرب من مليوني شخص، وتوفير شبكة أمان اجتماعي لنحو 400 ألف لاجئ فلسطيني من الأكثر فقراً.

ولتقديم الخدمات، قال لازاريني، إن أونروا تحتاج 817 مليون دولار "بالتمام والكمال".

وتأسست الوكالة عام 1949 بقرار حمل رقم 302، وجاء بعد عام واحد على إنشاء دولة إسرائيل، التاريخ الذي يعدّه الفلسطينيون "يوم النكبة".

"أولوية للأردن"

المندوب الدائم للأردن في الأمم المتحدة، محمود الحمود، أكد أن قضية أونروا تشكل أولوية للأردن ليس لاستضافتها نحو 42% من اللاجئين، بل لأن القضية الفلسطينية كانت وستبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي.

وقال الحمود، إنّ الأردن مستمر في بذل كل جهد ممكن لحشد التأييد الدولي السياسي والمالي لدعم الوكالة، وتمكينها من الاستمرار في القيام بواجباتها تجاه أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني وفق تكليفها الأممي.

"لا يمكننا أن نخذلهم"

وتعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتباع "كل السبل للحفاظ على الخدمات المقدمة للاجئي فلسطين بما يتماشى مع تفويض أونروا" وقال "دعونا نتعهد بدعم أونروا وألا نترك أحدا يتخلف عن الركب".

وتحدث غوتيريش عن الحاجة إلى وضع الوكالة على "أساس مالي دائم" الأمر الذي يتطلب تمويلا مستقرا للوصول إلى "تمويل كافٍ ويمكن التنبؤ به ومستدام".

"يعتمد الملايين من لاجئي فلسطين علينا للتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم على بناء مستقبل أفضل ... لا يمكننا أن نخذلهم"أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

وتُمول أونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية التي لم تواكب "مستوى النمو في الاحتياجات" ونتيجة لذلك تعاني الموازنة البرامجية التي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسية من عجز كبير.

وتشمل خدمات أونروا التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

المملكة