أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على دعم الأردن لإطلاق تحالف عسكري مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الشرق الأوسط، داعيا إلى أن يراعي هذا التحالف الارتباطات الأخرى مع دول العالم، والوصول إلى الصيغة المناسبة.

وشدد جلالته، خلال مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" تبث كاملة مطلع الشهر المقبل، على ضرورة "أن تكون مهمة التحالف واضحةً جداً".

وفي رده على سؤال غامبل حول وجود حاجة لوجود مثل هذا الحلف للشرق الأوسط، قال جلالته "قد تكون الأحلاف مسألة معقدة إذا لم نفهم ماهيتها ومهامها الأساسية، وأعتقد أنه يمكن بناء حلف يضم الدول ذات التوجهات المتشابهة".

"لدينا في الأردن قوات للتدخل السريع، ونعمل بفاعلية مع الناتو حول العالم منذ سنوات طويلة، والعلاقة مع الناتو من منظور أردني هي علاقة شراكة حقيقية، وأود أن أرى المزيد من دول المنطقة تنضم إلى هذه الشراكة، لكن علينا أن نحدد بوضوح طبيعة دورنا"، وفق جلالته، قائلا "تلك العلاقة مع الناتو مميزة جدا، فنحن نقاتل جنبا إلى جنب منذ عقود، وأود أن أكون من أوائل ممن يدعمون إطلاق تحالف مثل الناتو في الشرق الأوسط، لكن علينا مراعاة الارتباطات الأخرى مع دول العالم والوصول إلى الصيغة المناسبة".

ودعا جلالته أن تكون مهمة التحالف "واضحة جدا، وإلا ستربك الجميع".

وعن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة لدول المنطقة، قال جلالته، إن ما يقال بأن الولايات المتحدة لم تعد تتعامل عن قرب مع المنطقة وغيرها في العالم " ليس دقيقا"، مضيفا أنه "حتى لو لم تكن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة بأفضل حال في الآونة الأخيرة،إلا أن الأزمة الأوكرانية الروسية أدت إلى إعادة تحالف أميركي أوروبي قوي إلى الصدارة".

وبين جلالته أن من الرسائل التي قد يوجهها بايدن عند زيارته للمنطقة، هي "اعتمدوا على الغرب واعتمدوا على أوروبا واعتمدوا على الولايات المتحدة، لأننا سننخرط معكم بشكل فاعل"، مشيرا إلى أن "هذه الرسالة سيوجهها للأميركيتين ولإفريقيا وآسيا".

وقال جلالته إن "هناك عدد من المسائل التي يتم تقييمها على مستوى الإقليم، وعلينا النظر إلى الصورة الأشمل، وإحدى المسائل التي يتم تقييمها هي مشاريع التعاون الإقليمية (الاقتصادية)، التي نود أن ننظر في مدى إمكانية شمول جميع الأطراف فيها".

وتابع جلالته "عندما نتحدث عن إيران، قد تتساءل عن مكانها في هذه المشاريع الإقليمية وتقاربها مع الغرب"، متسائلا "هل نستطيع وضع الخلافات السياسية جانبا لخدمة شعوب المنطقة؟"، مضيفا "أعتقد أننا نمضي في هذا الاتجاه في مباحثاتنا في الإقليم".

وتناول الملك في المقابلة، التي بثت القناة مقتطفات منها الجمعة، وستبث كاملة في بداية شهر تموز/يوليو المقبل، رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة خلال العقد المقبل، وتلازم مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.

وتحدث جلالة الملك عن جهود التعاون الإقليمي للتصدي للتحديات الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، والعمل لتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة، إضافة إلى دور الولايات المتحدة في الإقليم، وضرورة تكثيف مساعي تحقيق السلام كمتطلب أساسي لتعزيز التعاون الإقليمي.

المملكة