انطلقت فعاليات ورشة العمل الإقليمية للتدريب على "المنهج التدريبي التقني لمخاطر خطوط الطاقة على الطيور والتدابير المناسبة للتخفيف من آثارها"، التي تنظمها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع مؤسسة بيردلايف إنترناشيونال.

ويأتي تطوير المنهاج، من خلال مجموعة من المشاريع الدولية المختصة، منها مشروع المسارات الأمنة لهجرة الطيور في المتوسط، الممول من قبل مؤسسة مافا السويسرية والمنفذ من قبل بيردلايف إنترناشونال، ومشروع الطيور الحوامة المهاجرة، الممول من مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومشروع المحافظة على طائر الرخمة (النسر المصري) والممول من الاتحاد الأوروبي.

وقال مدير وحدة مشاريع الطيور في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة طارق قنعير خلال افتتاح الورشة التي حضرها عدد من المختصين من الدول العربية والمعنيين من مختلف المؤسسات الوطنية، إن المنهاج يعتبر جزءا من برامج الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة الإقليمية، لضمان رفع كفاءة أصحاب العلاقة من شركات توزيع الكهرباء والجهاز الحكومي على المستوى المحلي والإقليمي في حماية الطيور المهاجرة من المهددات خاصة تلك التي تتعرض لحوادث الاصطدام أو الصعق الكهربائي من أبراج وخطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المتوسط.

وتتناول الورشة التي تقام في الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة – عجلون ويدرب بها الخبير المختص في الطيور من المملكة العربية السعودية محمد شبراق، الحديث عن الدليل وأهدافه والطيور وخطوط الكهرباء والحاجة لتطوير برامج تدريبية ومسارات الهجرة وأهمية الطيور وحماية مساراتها، وأسباب تناقصها، وتداعيات ذلك وعلاقتها بالمحافظة على مسارات الهجرة وأنواع برامج الطاقة المؤثرة على الطيور والعديد من القضايا المهمة.

وبحسب قنعير، يتضمن المنهاج عدد من المواضيع ومنها تأثير خطوط الكهرباء على الطيور، وأنواع خطوط الكهرباء والعوامل المساهمة في حدوث الصعق الكهربائي أو الارتطام مع خطوط الكهرباء، وأنواع الطيور المتأثرة بخطوط الكهرباء، والتدابير المعمول بها لتفادي التأثيرات السلبية لخطوط الكهرباء، إضافة إلى القرارات من المعاهدات البيئية لحماية الطيور من الآثار السلبية لبرامج الطاقة.

وقال إن خطوط الكهرباء تربط بين مصدر إنتاج الكهرباء إلى المراكز الاستهلاكية كالمدن الصناعية ومنها للقرى وذلك من خلال شبكة عنكبوتية كبيرة من خطوط الكهرباء تعبر مناطق طبيعة ذات بيئات مختلفة منها المحمي بموجب النظام ومنها ما هو خارج نطاق المناطق المحمية، وهذا ربما يؤدي إلى حالة لا مفر منها من التصادم أو التقاطع بين استكمال البنية التحتية والمهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبين المحافظة على البيئة والتنوع الحيوي.

بدوره قال المدير الإقليمي لسكرتاريا الشرق الأوسط – بيردلايف انترناشيونال إبراهيم خضر إن الورشة تعتبر نوعية ورائدة خاصة أنها تعالج مسألة حساسة وأن المنهاج يعتبر رائدا على المستوى الإقليمي في حماية الطيور خاصة من مخاطر التكهرب التي باتت من أكثر التحديات التي تواجه الطيور المهاجرة.

وأضاف خضر أن البيردلايف تعتز بشبكة الشراكة الممتدة في أكثر من 115 دولة في العالم لا سيما في الأردن ودول الإقليم معتبراً أن هذه الشراكة المثمرة أسهمت في حماية الطيور من كثير من التحديات وفي كثير من المناطق الساخنة وأن هذه الشراكة ممتدة لتقديم المزيد من الحماية للطيور.

بدوره قال مدير مركز مراقبة التنوع الحيوي في الجمعية الدكتور نشأت حميدان إن سلامة الطيور تعتبر مؤشرا مهما لسلامة النظام الحيوي بأكمله كما أن سلامة الطيور تحافظ بشكل أو بآخر على الإنسان من خلال نظام حيوي سليم وآمن.

وبين أن أهمية هذا المنهاج جاءت من الحوادث التي شهدها العالم مؤخرا ومنها في الأردن وتتعلق بحوادث اصطدام الطيور بخطوط الكهرباء مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وتوقف آبار ضخ المياه ونفوق هذه الطيور وهو الأمر الذي تداركته الجمعية من خلال مشاريع عزل خطوط الكهرباء في المناطق التي تشهد هجرات للطيور.

ويعمل المنهاج على التعريف على مدى تفاقم مشكلة نفوق العديد من الطيور المرتبطة بخطوط الكهرباء على المستوى المحلي والإقليمي والاستفادة من الإرشادات والأدوات المتاحة لرفع القدرات على المستوى الإقليمي لكل من المتخصصين بالحفاظ على الطيور ومتابعتها، ومستشاري تقييم الأثر البيئي، وأصحاب المصلحة من الجهات الحكومية والخاصة وذوي الصلة المباشرة أو غير المباشرة وذلك لتطوير وحدات تدريب إقليمية مصممة تقنيًا بشأن تهديدات خطوط الطاقة على الطيور والتعريف بالتدابير المناسبة للتخفيف من هذه المشكلة

ويعتبر خطر الصعق الكهربائي للطيور بخطوط الطاقة من أكبر أسباب النفوق غير الطبيعية للطيور وقد تنبهت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لحوادث الصعق الكهربائي للطيور المهاجرة وأثرها على الاقتصاد الوطني والتداعيات الاجتماعية لها، وكذلك الحفاظ على الطيور المهددة بالانقراض كثروة وطنية ودولية، والحفاظ على سمعة الأردن عالمياً كدولة رائدة في مجال حماية الطبيعة.

ويأتي إطلاق المنهاج التدريبي استجابة للتحديات التي تواجهها الطيور المهاجرة حيث يواجه كوكب الأرض اليوم العديد من المهددات المترابطة والمتداخلة كالتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي نتيجة للأنشطة البشرية، ويشير تقرير الفريق الحكومي الدولي للعلوم والسياسات بشأن خدمات التنوع البيولوجي والنظام البيئي إن فقدان التنوع البيولوجي وصل لمعدلات غير مسبوقة قدر بمليون نوع معرضون لخطر الانقراض، كما يشير إلى أن ثلاثة أرباع البيئات البرية ونحو 66% من البيئة البحرية قد تغيرت بشكل كبير بفعل الأنشطة البشرية. وقد ربط التقرير بين الآثار السلبية للنشاطات البشرية على المناخ والذي يعتبر محرك مهم لفقدان التنوع الأحيائي.

وتشير الدراسات إلى أن البنية التحتية للطاقة، ربما تكون أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض عدد كبير من الطيور المهاجرة والمقيمة، ويتوقع أن يزيد هذا التأثير على الطيور بزيادة الحاجة العالمية للطاقة في ظل زيادة أعداد سكان العالم، حيث تشير التوقعات لحاجة العالم إلى زيادة بالطاقة إلى 30% بين 2016-2040م.

المملكة