توفي أستاذ النحو واللسانيات، نهاد الموسى مساء الجمعة عن عُمر تجاوز 80 عاما، ونعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار "شيخ النُحاة العرب المعاصرين".

وقالت النجار في بيان، "ننعى اليوم الأكاديمي وشيخ النُحاة العرب المعاصرين، نهاد الموسى، الذي أرسى مدرسة في الوعي والفهم البعيد عن التقليد والنمطية، وعُرف بوعيه وطرحه المتميز أستاذا جامعيا ورمزا من رموز علم النحو واللسانيات".

وأضافت، "بخسارة نهاد الموسى نخسر واحدا من الذين قدموا اللغة العربية للعرب وللعالم بأجمل القوالب والأساليب والصيغ وأمتعها، وهو أحد أهم الأشخاص الذين أظهروا جماليات العربية واستخداماتها في التفكير والتعبير والحوار، تاركا بصماته التجديدية في علومها وآدابها".

وقالت: "نتقدم بتعازينا الحارة لأسرته وزملائه وطلابه ومحبّيه، سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهمهم جميعا الصبر وحسن العزاء".

ونهاد الموسى هو نحوي، ولساني، وتربوي، وإداري، وأكاديمي، ارتبطت سيرته العلمية بالجامعة الأردنية طوال 45 عاما، شغل في أثنائها رتبة الأستاذية منذ عام 1980.

وعمل في هذه الأثناء رئيسا لقسم الدراسات العليا للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ورئيسا لقسم اللغة العربية وآدابها، وعميدا لكلية الآداب.

نشر دراساته المبكرة في النحو العربي، في الدوريات الجامعية الأكاديمية، وكان من مؤلفاته في هذا الشأن، كتابه: (في تاريخ العربية: أبحاث في الصورة التاريخية للنحو العربي)، وكتابه: (الصورة والصيرورة: بصائر في أحوال الظاهرة النحوية ونظرية النحو العربي).

وقد رفد دراساته بمنظور لساني حديث، فوضع كتابه: نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث (1980)، وكشف فيه عن وجوه الشبه بين أنظار النحاة العرب وأنظار علماء اللسان المحدثين.

كما استضاء نهاد الموسى باللسانيات التطبيقية والتخطيط اللغوي، فرسم مشروعا لحل مشكلة الازدواجية في العربية، بكتابه: قضية التحول إلى الفصحى في العالم العربي الحديث (1987)، وعمل خبيرا للغة العربية، لدى مؤسسة التطبيقات التكنولوجية في واشنطن في برنامج الترجمة الآلية، ووضع في هذا الشأن، كتابه: العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية (2000).

وانشغل بقضايا اللغة العربية في العصر الحديث، فأنشأ في ذلك، كتابه: الثنائيات في قضايا اللغة العربية من عصر النهضة إلى عصر العولمة (2003)، وكتابه: اللغة العربية وأبناؤها: أبحاث في قضية الخطأ وضعف الطلبة في اللغة العربية (1985).

وحين شاعت مقولة موت اللغات، أنشأ كتابه: اللغة العربية في العصر الحديث: قيم الثبوت وقوى التحول (2007).

أسهم نهاد الموسى في تطوير مناهج اللغة العربية وتأليف كتبها، في: الأردن وعُمان واليمن، وكان رئيسا للجنة خبراء اللغة العربية في مؤتمر التطوير التربوي في الأردن (1987)، ومستشارا لفرق تأليف كتب اللغة العربية نحو الاقتصاد المعرفي (2004/ 2005) في الأردن.

كما عمل مستشارا لليونسكو لتعليم العربية في الصين (1983)، وأنشأ في هذا الحقل، كتابه: الأساليب؛ مناهج ونماذج في تعليم اللغة العربية.

كان الموسى عضوا في هيئات التحرير لعدد من الدوريات الأكاديمية، وعضوا في لجنة تحكيم جائزة الملك فيصل، وهو عضو في مجلس أمناء جامعة إربد الأهلية، وفي مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية.

وتتلمذ عليه في هذه السيرة الممتدة، الكثيرون في الفضاءين التعليمي والجامعي، وأشرف على زهاء سبعين رسالة جامعية لدرجتي الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية وظواهرها وقضاياها.

أفرد وليد العناتي لجهوده في تعليم العربية كتابا مستقلا، عنوانه: نهاد الموسى وتعليم اللغة العربية: رؤى منهجية، وهو الذي أصدرت طبعته الأولى وزارة الثقافة في الأردن (2005).

كما أعد بعض تلاميذه ونخبة من زملائه، كتابا تكريميا له، أصدره مركز دراسات الوحدة العربية (2011)، عنوانه: آفاق اللسانيات (دراسات، مراجعات، شهادات)، كما أعدت باحثة في جامعة الخليل بفلسطين رسالتها للماجستير عن جهوده اللغوية (2011).

من مؤلفاته في تاريخ العربية، نظرية النحو العربي، وقضية التحول إلى الفصحى، والعربية نحو توصيف جديد، وقيم الثبوت وقوى التحول.

ونعى رئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات وأسرة الجامعة، الأستاذ الموسى.

وقال بيان صادر عن الجامعة الأردنية إن الموسى ارتبطت سيرته العلمية بالجامعة الأردنية على مدار 45 عاما، شغل خلالها رتبة الأستاذية منذ عام 1980.

وعمل الموسى في تلك الأثناء رئيسا لقسم الدراسات العليا للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ورئيسا لقسم اللغة العربية وآدابها، وعميدا لكلية الآداب في الجامعة.

بترا + المملكة