توقد في السابع والعشرين من تموز/يوليو الحالي، شعلة مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ 36، معلنة انطلاق فعالياته الثقافية والفنية المتنوعة، وبمشاركة محلية وعربية وعالمية واسعة.

المهرجان الذي ينطلق تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، سيفتتح باحتفالية موسيقية للفنان طارق الناصر، يرافقها استعراضات فنية راقصة، وبمشاركة مجموعة فنانين أردنيين، تعكس الهوية الأردنية بتنوعها الثقافي والإنساني مستلهمة تاريخ الأردن وتراثه الفني، وتمثل سردية سمعية موسيقية تليق بالمهرجان والرسالة التي يحملها للعالم بوصفه جسرا للتواصل والحوار بين الثقافات، ومنصة للتعريف بالفنون والثقافة الأردنية.

وخلص المدير التنفيذي للمهرجان مازن قعوار إلى أن برنامج المهرجان للعام الحالي يحتوي على زخم كبير من الفعاليات التي تبلغ نحو 250 فعالية فنية وثقافية وحرفية، يشارك فيها 1500 مثقف وفنان وفنانة من الأردن والدول العربية ودول العالم، وهناك عروض لـ 25 فرقة فنية ثقام على "الساحة الرئيسية" التي تمثل "قلب المهرجان".

"نورت ليالينا"

وزيرة الثقافة هيفاء النجار، قالت إنّه "لا يمكن عزل مهرجان جرش عن احتفالية إربد كعاصمة الثقافة العربية"، داعية إلى أن "يكون المهرجان مشهد حي للتعافي الثقافي والفني بعد جائحة كورونا".

وأضافت خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن فعاليات المهرجان، أن مهرجان جرش يعتبر فرصة للفنان الأردني ومساحة لتعزيز السياحة الثقافية وحلقة من حلقات والوعي والارتقاء بالذائقة الفنية، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى لأن يكون المهرجان منصة للإبداع والابتكار الأردني.

وتحت شعار "نورت ليالينا"، تبدأ فعاليات البرامج الثقافية والفنية المختلفة في المدرجات والساحات والمسارح معلنة انطلاق الفرح في جنبات المدينة الأثرية خلال الفترة من 28 تموز/يوليو إلى 6 آب/أغسطس المقبل، وفق رؤية جديدة تكرس الفرح في فضاءاته.

قعوار، أكّد أن المهرجان يمثل رسالة ثقافية وطنية نسعى إلى ترسيخها من خلال نوعية المشاركة واتساعها وتنوعها محليا وعربيا وعالميا، مبينا أنه تم منح جائزة المهرجان السنوية للشاعر زياد العناني، وإطلاق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي سيقام في مقر رابطة الكتاب الأردنيين.

- الفنان الأردني ركيزة أساسية -

وتشتمل الساحة الرئيسية على برنامج فني كبير صمم بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين بمشاركة أكثر 500 فنان ومثقف وحرفي أردني علاوة على مشاركة نحو 80 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية، من السعودية، قطر، مملكة البحرين، سلطنة عُمان، الكويت، دولة الإمارات، مصر، اليمن، فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، المغرب، جمهورية الجزائر، الجمهورية التونسية، الولايات المتحدة المكسيكية، جمهورية كوريا الجنوبية، الهند، والسويد.

وخلال المؤتمر الصحفي، تعرّضت إدارة المهرجان لـ "انتقاد كبير" بشأن طريقة اختيار الفنانين الأردنيين والعرب.

وخلا البرنامج الفني من اسم أي فنان أردني، وإنما اكتفى بذكر عبارة "نقابة الفنانين الأردنيين" في الحفلة المخصصة للفنان الأردني، في المقابل أعلن البرنامج عن أسماء الفنانين العرب المشاركين.

وقال نقيب الفنانين محمد العبادي، في رده على الاكتفاء بعبارة "نقابة الفنانين الأردنيين"، إن كافة الفنانين الأردنيين "مشاركين في المهرجان إلا من اعتذر".

ونظرا لأهمية الفرق الفنية الشعبية ودورها في صناعة الفرح وإشاعة أجواء من المحبة، ولقدرتها على استقطاب العائلة الأردنية وأهميتها في إظهار التنوع الثقافي، أوضح قعوار أنه جرى اختيار العديد من هذه الفرق للمشاركة على الساحة الرئيسية وفي شارع الأعمدة وعلى المدرج الشمالي والجنوبي.

ولأن الفنان الأردني ركيزة أساسية في هذا المهرجان فقد تميزت هذه الدورة بتخصيص ربع موازنتها (250 ألف دينار) للفنان الأردني ومن خلال نقابة الفنانين الأردنيين التي تعتبرها إدارة المهرجان المظلة الوحيدة للفنان الأردني وبجميع مهنه، إضافة إلى تقديم كل ما يمكن لإنجاح حفلاتهم وإظهار الفنان الأردني بصورة تليق به وبمنجزه الإبداعي، وفي مختلف الحقول، لذلك حرصت إدارة المهرجان على تطوير هذه الشراكة التي تتيح مشاركة واسعة للفنان الأردني.

وتأتي هذه الدورة ونحن نعبر إلى المئوية الثانية، وبما تراكم خلال هذه المسيرة من إرث عميق، وما تحمل من تفاؤل بالأجيال وإبداعات الشباب، لذلك تم التركيز على المفردات التي تراعي ذوق الأسرة الأردنية بمختلف أجيالها وفئاتها، لتكون ضمن فعاليات الساحة الرئيسية التي تمثل حديقة المهرجان ومتنفس العائلة على صعيد البعد المحلي.

وركز قعوار على أن البرنامج الفني الذي يزخر بمشاركات واسعة ومهمة من دول عربية وأجنبية مختلفة لم تشارك في دورات سابقة، كما تم التركيز على شارع الأعمدة بعدد من الفعاليات لفرق أردنية وعربية وعالمية، وعدد من المطربين الأردنيين. باختيارات توازن بين مختلف المواقع لجهة تنوعها واستجابتها لمزاج الشباب واهتمامهم، ومن هنا ركز البرنامج في فقرات المدرج الشمالي على الجانب الفني الثقافي المحلي الراقي.

ومن الفرق المشاركة بحسب ما ذكر قعوار: الفنانة فايا يونان/ سوريا، ليلة أردنية تقيمها نقابة الفنانين الأردنيين، مسرحية غربة حب، فرقة تكات من سوريا، الفرقة الوطنية من السعودية، فرقة جدل من الأردن.

وكشف أيضا عن أسماء النجوم العرب الذين سيشاركون في إضاءة أمسيات المهرجان، على المدرج الجنوبي، وهم: عاصي الحلاني من لبنان، تامر حسني من مصر، رابح صقر من السعودية، مروان خوري من لبنان، محمود التركي من العراق، ماجد الرسلاني من السعودية، ليلة أردنية تحييها نقابة الفنانين، فرقة نادي الجيل من الأردن، زياد برجي من لبنان.

- جائزة خاصة لأفضل ديوان شعري -

وأعلن قعوار منح جائزة خاصة لأفضل ديوان شعري لهذا العام، وإقامة مؤتمر نقدي عربي تحت عنوان: "أثر التكنولوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة" وعلى مدار يومين، وإقامة سومبوزيوم لرابطة التشكيليين الأردنيين، إضافة لبرنامج اتحاد الكتاب الأدباء الأردنيين والبرنامج الثقافي للمجتمع المحلي والهيئات الثقافية في المدينة.

وأشار قعوار إلى أن البرنامج الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية برئاسة الأمين العام لوزارة الثقافة الأديب هزاع البراري يشارك فيه نحو 15 شاعرا وشاعرة عربية، وأكثر من 40 شاعرا وشاعرة أردنية. وأكثر من 15 قاصا، فضلا عن برنامج الاتحاد الذي يشارك فيه نحو 70 عضوا من أعضاء الاتحاد. إضافة إلى أكثر من 40 فنانا تشكيليا من رابطة التشكيليين الأردنيين. لافتا النظر إلى أهمية الشراكات المتجذرة مع الهيئات الثقافية النوعية، منها: رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ورابطة التشكيليين والمجتمع المحلي.

- حافلات خاصة للمهرجان -

ولتسهيل مهمة الراغبين بحضور الفعاليات المهرجان في المدينة الأثرية، قال قعوار إنه جرى تخصیص نقاط لانطلاق الحافلات من الدوار السابع والعبدلي,

وأضاف أنه سيتم توفير نقل من خلال حافلات خاصة عبر برنامج هيئة تنشيط السياحة "أردننا جنة" للذين يرغبون بالذهاب إلى المهرجان، وللراغبين في شراء البطاقات، جرى توفيرها على الموقع الإلكتروني للمهرجان. وسيكون الموقع الإلكتروني جاهزا ابتداء من اليوم، لرفع البرامج ومفردات المهرجان وبيع البطاقات. علما أن غالبية الفعاليات ستكون مجانا، عدا المسرح الجنوبي، وبعض فعاليات المسرح الشمالي.

وفي إطار المسؤولية الاجتماعية التي توليها إدارة المهرجان جل اهتمامها، أُنجزت مجموعة فعاليات منها تنظيم حفل خاص لفرقة "فوزي موزي" في مركز الحسين للسرطان للأطفال وذويهم.

وجرى تخصيص خيمة لعرض منتوجات مراكز الإصلاح والتأهيل في شارع الأعمدة، حيث تم التعاقد مع المركز لتصنيع عدد من الدروع للمهرجان.

وأدرج أيضا برنامج الملتقى التشكيلي الذي يحمل عنوان "عبق اللون"، الذي يعني بالأطفال المكفوفين ممن لهم شغف بالرسم ضمن فعاليات هذا العام، وهو مشروع ريادي يستحق الدعم. مضيفا أن المهرجان هذا العام قد أعاد مشروع " بشاير جرش" الذي يعني بالمبدعين الشباب والذي قدم هذا العام أوسع مشاركة في تاريخه لأكثر من 125 شابا وشابة مبدعة في حقوله والتي اشتملت على الغناء، والمسرح، والموسيقى، والشعر، والقصة، وفيلم الموبايل.

وعلى صعيد الصناعات الثقافية، أكد قعوار تركيز الدورة الحالية للمهرجان على المجتمع المحلي، للإسهام بشكل عام في التنمية من خلال تطوير الصناعات الثقافية لتكون ظاهرة وطنية تبرز التنوع الثقافي في الأردن وعلى مساحات المهرجان، وتوفير شروط تسويقها. والتعاون والمشاركة مع بلدية جرش وأجهزتها ولجانها التنظيمية من أجل الوصول إلى هذا الهدف.

وشدد أن وسائل الإعلام شريك حقيقي لمهرجان جرش في نقل صورة الأردن المشرقة على امتداد الأعوام الماضية، وهذا العام ستكون هناك غرفة إعلامية تبث رسالة إعلامية يومية شاملة، وترفع على موقع المهرجان الإلكتروني، وكذلك الأخبار المتعلقة بالمهرجان التي سيتم بثها على سائر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا قعوار أن مهرجان جرش للثقافة والفنون هو رسالة الوطن وصوته، يمثل منصة للحوار، علينا جميعا العمل على إنجاحه لأن نجاحه سينعكس علينا ثقافيا وفنيا واقتصاديا وسياحيا، وحتى يبقى يتربع على عرش المهرجانات العربية.

وأعرب قعوار عن شكره لكل الشركاء والرعاة الذين يسهمون بنجاحات المهرجان، مثمنا إصرارهم للوقوف إلى جانب المهرجان ودعمه ليكون صوت الأردن الثقافي والفني، ورسالته الحضارية.

المملكة