شهدت العقود الآجلة للسلع تراجعات حادة خلال تعاملات الثلاثاء، ليعود بمستويات مؤشر 19 سلعة رئيسية في العالم إلى مستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا.

وتظهر تحليلات اقتصادية، تزايد مخاوف ركود اقتصادي عالمي بسبب التشديد النقدي القوي من قبل البنوك المركزية العالمية، والذي من شأنه أن يبطئ الطلب العالمي، إضافة إلى ارتفاع العرض والانتاج ومخزونات مرتفعة.

- أسعار النفط تتراجع -

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 9% خلال تعاملات الثلاثاء، حيث توازنت المخاوف المتزايدة من أن الركود سيضر بالطلب مع استمرار مخاوف تراجع الإمدادات.

وفي تسليط الضوء على شح المعروض، قال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، في تصريح سابق، إن صناعة النفط يجري "تحت الحصار" بسبب سنوات من نقص الاستثمار، مشيرا إلى إمكانية تخفيف النقص إذا تم السماح بإمدادات إضافية من إيران وفنزويلا.

في غضون ذلك، كانت أسعار النفط تتراجع منذ منتصف حزيران/يونيو، حيث هزت المخاوف بشأن ركود محتمل الأسواق المالية.

وقالت مجموعة سيتي بنك إن أسعار النفط قد تنخفض إلى 65 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام إذا ضرب الاقتصاد العالمي ركودا، مرجحا ذلك بشكل متزايد.

- عقود القمح تنخفض -

وتراجعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى 7.9 دولار للبوشل، وهو أدنى مستوى منذ بداية الحرب في أوكرانيا، متتبعة انخفاض أسعار السلع الزراعية في جميع أنحاء العالم وسط مخاوف من التباطؤ الاقتصادي والعرض القوي.

وخفضت روسيا ضرائب تصدير القمح لتضيف إلى التوقعات السابقة بكمية قياسية من القمح المتاح للشحن مع حصاد أكبر مصدر في العالم لمحصول وفير.

في غضون ذلك، أشارت بيانات الزراعة الجديدة لوزارة الزراعة الأميركية إلى زيادة مساحة الحبوب ومستويات مخزون أعلى من المتوقع، مما أضاف إلى توقعات زيادة الإمدادات.

ويواصل المستثمرون مراقبة إمكانية الصادرات المنقولة بحرا من أوكرانيا، بعد أن أشار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى أن الممرات التجارية قد تفتح قريبًا.

وتشير التقديرات إلى أن 24 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في صوامع الميناء منذ توقف الشحنات في 24 شباط/فبراير.

وانخفض الشوفان إلى أدنى مستوى له في 46 أسبوع مقتفيا هبوط أسعار القمح.

- عقود زيت النخيل -

وواصلت العقود الآجلة لزيت النخيل الماليزي خسائرها إلى ما دون مستوى 4000 رينغيت ماليزي للطن، وهو أدنى مستوى منذ تموز/يوليو 2021، حيث تجاوز العرض الطلب.

وفي غضون ذلك، انخفض فول الصويا إلى أدنى مستوى في 13 أسبوع متتبعا انخفاض أسعار زيت النخيل.

وزادت إندونيسيا، التي تعتبر أكبر منتج لزيت النخيل، حصتها التصديرية، حيث تسمح الآن لمنتجي زيت النخيل بتصدير سبعة أضعاف الكمية المباعة محليًا، بزيادة عن خمسة أضعاف سابقا، لتقليل المخزونات المحلية المرتفعة.

وأعلنت إندونيسيا مؤخرًا عن خطة لتسريع الصادرات لشحن ما لا يقل عن مليون طن من زيت النخيل الخام ومشتقاته، كما خفضت الحد الأقصى لمعدل ضريبة الصادرات والرسوم المفروضة على زيت النخيل الخام إلى 488 دولارًا للطن من 575 دولارًا للطن لتعزيز الشحنات.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يزداد الإنتاج في في ماليزيا خلال الأشهر المقبلة مع زيادة المحاصيل وعودة العمال المهاجرين.

ومن المحتمل أن تكون مخزونات زيت النخيل في ماليزيا في نهاية حزيران/يونيو قد قفزت إلى أعلى مستوياتها في سبعة أشهر، حيث انخفضت الصادرات لشهر حزيران/يونيو ما بين 10٪ و 13.4٪ عن نفس الفترة أيار/مايو.

- تراجع عقود الذرة الآجلة -

وأظهر تقرير وزارة الزراعة الأميركية لشهر حزيران/يونيو أن الولايات المتحدة زرعت 89.9 مليون فدان من الذرة؛ أي أكثر من 89.5 مليون فدان مخطط لها في أذار/مارس

ويتطلع التجار حاليا إلى توقعات الطقس للأسابيع القليلة المقبلة حيث تدخل الذرة المرحلة التي ستحدد إلى حد كبير المحاصيل خلال موسم الحصاد الذي يبدأ في أيلول /سبتمبر.

وعلى جانب الطلب، أدت البيانات الاقتصادية العالمية الضعيفة والتشديد النقدي القوي من البنوك المركزية إلى زيادة المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي، ومع ذلك، فإن العقود الآجلة للذرة ليست بعيدة عن أعلى مستوى في 10 سنوات تقريبًا عند 8.1 دولار الذي سجلته في نيسان /أبريل، وسط مخاوف مستمرة بشأن تعطل الإمدادات من منطقة البحر الأسود حيث لا تظهر الحرب في أوكرانيا أي علامات على التراجع.

- انخفاض جديد للألمنيوم -

تراجعت العقود الآجلة للألمنيوم إلى أقل من 2400 دولار للطن، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام ، بسبب ضغوط الطلب الضعيف ومستويات الإنتاج المرتفعة.

وتعرضت أسعار المعادن الأساسية لضغط كبير حيث زادت البنوك المركزية المتشددة بشكل متزايد من التأثير على توقعات البناء والنشاط الصناعي في جميع أنحاء العالم.

وشهد الطلب أيضا انخفاضًا في أكبر مستهلكين في الصين مما زاد من الشراء المحدود من أسواق السيارات والعقارات، وفي الوقت نفسه، واصلت المصاهر الصينية زيادة الإنتاج حيث تستأنف المصانع عملياتها بقدرة متزايدة بعد تخفيف إغلاقات كورونا.

وواصل النحاس؛ وهو مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد العالمي، خسائره ليسجل 3.4 دولار للرطل، وهو مستوى لم نشهده منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020 ، حيث استمرت المخاوف من ركود اقتصادي من شانه أن يقلل الطلب.

* محلل مالي

المملكة