رغم استراحة طبيّة أثارت المخاوف حيال إمكانية انسحابه، تغلّب الإسباني رافايل نادال، المصنف رابعاً عالمياً، على أوجاعه وعبر إلى نصف نهائي بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، بفوزه بالـ"سوبر تاي بريك" على منافسه الأميركي تايلور فريتز، لملاقاة "المشاغب" الأسترالي نيك كيريوس الذي يخوض أوّل مشاركة له في المربع الذهبي في "غراند سلام".

وبعدما خسر المجموعة الأولى واضطر إلى أخذ استراحة طبيّة في الثانية، فاز نادال على فريتز بنتيجة 3-6، 7-5، 3-6، 7-5، و7-6 (10/4)، في مباراة مثيرة استمرت أربع ساعات و21 دقيقة.

ويسعى نادال إلى إحراز لقبه الثالث توالياً في "غراند سلام"، بعد تتويجه في أستراليا المفتوحة مطلع العام الحالي، ثم بطولة رولان غاروس الفرنسية الشهر الماضي، رافعاً غلته إلى 22 لقبا كبيراً.

وسبق للإسباني أن حقق لقبين في بطولة ويمبلدون على الملاعب العشبية في عامي 2008 و2010.

وبدأ نادال المباراة بقوة متقدماً 3-1، قبل أن يسقط في خمسة أشواط متتالية أمام المصنف الحادي العشر وبالتالي يخسر المجموعة الأولى.

وتبادل اللاعبان كسر الإرسال في المجموعة الثانية، لكن نادال لم يكن مرتاحاً في حركته، وعندما تقدم 4-3 جلس على كرسيه وهو يهز رأسه ناظراً لفريقه.

ودخل الإسباني بعد ذلك في استراحة طبيّة، لعلاج ما يبدو أنه إصابة في عضلات البطن.

وبعد عودته، نجح فريتز في إرساله، مع استمرار نادال باللعب بحركة غير مريحة.

لكن الإسباني حافظ على إرساله مرتين بشكل مريح ليتقدم 6-5، وبضربة خلفية ختم المجموعة الثانية لصالحه، وسط صيحات الجمهور.

في المجموعة الثالثة، ارتكب نادال (36 عاماً) خطأ مزدوجاً مانحاً الأريحية لمنافسه الذي عاد وحسم المجموعة الثالثة.

وفي الرابعة، عادل نادل النتيجة، واتجه الاثنان إلى مجموعة حاسمة ماراثونية وصلت إلى الـ"سوبر تاي بريك" بعد التعادل 6-6، وحسمها نادال لصالحه 10-4.

وقال الإسباني بعد المباراة، "لعدة لحظات كنت أفكر في أنني لن أتمكن من إنهاء المباراة، لكن الجماهير والطاقة... شكراً على ذلك".

وأضاف: "أنا بصراحة أستمتع كثيراً بلعب مباريات مماثلة أمامكم يا رفاق. لا يمكنني أن أشكركم بما يكفي على الدعم".

كيريوس للحاق بـ "السفينة"

وسيلاقي الإسباني، كيريوس الذي فاز على التشيلي كريستيان غارين بثلاث مجموعات نظيفة، بنتيجة 6-4، 6-3، و7-6 (7/5).

وقال كيريوس بعد المباراة، "لم أعتقد أبداً أنني سأكون في نصف نهائي إحدى البطولات الكبرى. اعتقدت أن السفينة قد أبحرت من دوني وربما أهدرت تلك النافذة الصغيرة في مسيرتي".

وأضاف: "أنا سعيد لأنني تمكنت من القدوم إلى هنا مع فريقي وتقديم أداء جيد. شعرت أنني كنت اعتمد الاسلوب الدفاعي كثيراً. غارين لاعب مخيف. لقد حالفني الحظ في نقطتي كسر إرسال، لذا سآخذ ذلك وسأستعد لمباراتي المقبلة".

ويُعد كيريوس الذي ذاع صيته عندما هزم نادال في البطولة عندما كان مصنفاً 144 قبل ثماني سنوات، أول لاعب أسترالي يصل إلى نصف النهائي في ويمبلدون منذ ليتون هيويت في 2005.

دخل كيريوس المباراة وسط موجة جديدة من الجدل، إذ يبدو أنه سيمثل أمام محكمة أسترالية الشهر المقبل للمساءلة حيال مزاعم باعتداء.

هاليب للقب كبير ثالث

لدى السيدات، بلغت الرومانية سيمونا هاليب، المصنفة أولى عالمياً سابقاً و18 راهناً، نصف النهائي للمرة الثالثة في مسيرتها، بفوزها على أنيسيموفا (25) 6-2 و6-4، بعد ثلاث سنوات من تتويجها باللقب على العشب الإنجليزي.

وبعمر الثلاثين، تبحث هاليب عن ثالث ألقابها الكبرى، علماً انها متوجة في رولان غاروس الترابية عام 2018، وهي تلاقي في المربع الأخير الكازاخستانية إيلينا ريباكينا (23) الفائزة على الأسترالية أيلا تومليانوفيتش (44) 4-6 و6-2 و6-3 والتي بلغت نصف نهائي أول بطولة كبرى في مسيرتها.

قالت هاليب "من الجميل أن تعود إلى نصف النهائي، أنا متأثرة جداً".

تابعت: "لعبت ضد خصمة قوية جداً اليوم، كانت قادرة على إرسال كرات صاروخية في النهاية".

لكن الأميركية تأخرت بسرعة في النتيجة وحاولت في المجموعة الثانية العودة إلى أجواء المباراة بتقليص الفارق إلى 4-5، لكن الرومانية المخضرمة حسمت المواجهة.

تابعت هاليب: "تعيّن عليّ البقاء صلبة على قدمي اللتين ساعدتاني اليوم. كنت بحاجة أيضاً إلى إرسالي. سارت الأمور على ما يرام وأنهيت المواجهة بشكل جيد".

لم تخسر أي مجموعة حتى الآن في البطولة، وهي اللاعبة الأقل تواجداً، من حيث الوقت، في أرض الملعب. فبعدما خاضت 4 ساعات و35 دقيقة في أربع مباريات، أنهت مباراة الأربعاء في ساعة و3 دقائق لتخطي أنيسيموفا.

أضافت هاليب التي تعمل منذ نيسان/أبريل الماضي مع باتريك موراتوغلو المدرب السابق للأميركية سيرينا وليامس، "أقدّم أفضل مستوياتي في التنس، دون أي شك. أحاول استعادة ثقتي بنفسي".

الإرسال مفتاح نجاح ريباكينا

من ناحيتها، علقت ريباكينا عقب تأهلها إلى نصف النهائي "الأمر غير معقول. أنا سعيدة لأني بلغت نصف النهائي بعد مباراة صعبة".

ولدت ريباكينا في موسكو وتبلغ حالياً 23 عاماً وهي باتت أول لاعبة من كازاخستان لدى الرجال والنساء تصل إلى المربع الذهبي لـ "غراند سلام".

وسبق لريباكينا التي قررت أن تدافع عن كازاخستان بدلاً من روسيا في عام 2018 أن وصلت إلى ربع نهائي بطولة رولان غاروس الفرنسية 2021، ولكن لم تنجح في تخطي دور ثمن النهائي في ويمبلدون.

وتابعت "بدأت بنمط بطيء، ولم تكن إرسالاتي جيدة في البداية. ربما لأني كنت متوترة قليلاً".

وأردفت متحدثة عن منافستها "لعبت بشكل جيد، خصوصاً في الدفاع، ولكنت بذلت قصارى جهدي لأركز على إرسالي في محاولة مني لإيجاد ثغرة، ووجدتها".

واستهلت تومليانوفيتش المباراة بكسر إرسال منافستها، قبل أن تدخل الكازاخستانية أجواء اللقاء، إلاّ أنّ الأسترالية حافظت على أفضليتها حتّى النهاية وبدت صلبة.

ولكن مع بداية المجموعة الثانية، قلبت ريباكينا الطاولة على منافستها بفضل إرسالها (4 إرسالات ساحقة و88% من النقاط الناجحة بعد الإرسال الأوّل و11 نقطة ناجحة)، لتعادل الكفة 1-1.

وتابعت ريباكينا على المنوال ذاته، لتتقدم في المجموعة الثالثة 5-1، لتحسمها لصالحها فالمباراة.

أ ف ب