أبدت الولايات المتحدة استعدادها للمساعدة في تقريب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتشجيعهم على عقد محادثات مباشرة، بعد زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة التقى خلالها الطرفين.

وقالت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث، لـ "المملكة"، السبت، إن "الولايات المتحدة على استعداد لتقديم كل المساعدة المطلوبة لتقريب الجانبين وتشجيعهم على المحادثات المباشرة، لكن كان من الضروري بداية أن تكون الولايات المتحدة على تواصل مع الجانبين ولذلك الإدارة الأميركية قامت بمناقشات وزيارات للطرفين".

بايدن قال الجمعة، من بيت لحم: "حتى لو لم يكن الوضع مناسبا في هذه اللحظة لاستئناف المفاوضات، لن تتخلى الولايات المتحدة وإدارتي عن محاولة التقريب... بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ورأت الناطقة الإقليمية في التواصل الذي دار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد والرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا قبيل عيد الأضحى، "مؤشرا إيجابيا".

"الحل الأنسب"

وتحدثت غريفيث عن اهتمام كبير من بايدن بحل الدولتين، وقالت إن الإدارة الأميركية تراه "الحل الأنسب" للطرفين لأنه "يضمن التدابير المتساوية من الحرية والأمن والازدهار للشعبين".

بايدن تحدث الجمعة، من بيت لحم عن ضرورة "وجود أفق سياسي يمكن للشعب الفلسطيني أن يراه أو أن يشعر به"، وكرر التزام إدارته بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن الرئيس الأميركي، قال إن "حل الدولتين قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود الحالية على الفلسطينيين"، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة، أن "فرصة حل الدولتين على حدود 1967 قد تكون متاحة اليوم فقط …".

غريفيث أشارت إلى أن زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة "تؤكد عزم واهتمام هذه الإدارة بحل الدولتين وبأهمية نبذ العنف والأعمال الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض إمكانية التوصل لحل الدولتين وتأجيج الصراع الذي طال أمده".

"الرئيس بايدن قالها بشكل صريح خلال زيارته إلى الضفة الغربية، إن الولايات المتحدة لن تتخلى عن السلام ولن تتخلى عن حل الدولتين"، بحسب غريفيث.

تغيير عبر التواصل والمساعدات

الناطقة الإقليمية دافعت عن طريقة تعاطي الإدارة الأميركية الحالية مع الفلسطينيين، مقارنة بإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقالت إن "الإدارة الحالية اتخذت الكثير من الإجراءات والخطوات التي ساهمت بشكل مباشر في تحسين حياة الفلسطيني"، بعد أن قطعت الإدارة السابق "كل سبل التواصل بينها وبين السلطة الفلسطينية".

"جاءت إدارة بايدن لتغير ذلك عبر التواصل مع السلطة الفلسطينية وحتى مع الشعب الفلسطيني والمجتمع المدني"، وفق غريفيث التي أشارت إلى استئناف إدارة بايدن للمساعدات المقدمة لوكالة أونروا، وزيارات نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو المتكررة للأراضي الفلسطينية المحتلة.

"هذه الإدارة ترى أن حل الدولتين سوف يساهم أيضاً في إنعاش الاقتصاد وتحسين ظروف الحياة لكلا الشعبين ليتمتعوا بالقدر نفسه من الازدهار وبدون شك"، وفق بايدن.

البيت الأبيض أعلن، الجمعة، عن مساعدات ومبادرات عدة لدعم الفلسطينيين يبلغ مجموعها 316 مليون دولار.

وقوبلت زيارة بايدن بشكوك عميقة من الفلسطينيين الذين يقولون إن مخاوفهم بشأن قضايا من بينها تقرير المصير وبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة نُحِّيَت بفعل محاولة إدخال إسرائيل في ترتيبات أمنية إقليمية مع الدول العربية.

ويقولون أيضا إن واشنطن تقاعست عن الوفاء بتعهداتها فيما يتعلق بإعادة فتح قنصليتها للفلسطينيين في القدس، التي أغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2019.

بايدن وخلال زيارته ولقائه بالمسؤولين الإسرائيليين، "سلط الضوء على الدعم الأميركي الصارم لأمن إسرائيل وأهمية إدماجها في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام"، وفق الناطقة الإقليمية.

المملكة