شارك وزير الزراعة خالد الحنيفات الخميس، في اجتماع رباعي منعقد في العاصمة اللبنانية بيروت لوزراء زراعة (الأردن، سوريا، العراق، لبنان). تحت رعاية رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

وأكد الحنيفات في كلمته خلال الاجتماع أن الأردن سيبقى الدولة التي تفتح ذراعيها لأشقائها العرب، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تأثرت بإغلاقات صحية وحروب لم تكن طرفاً فيها إضافة لارتفاع كلف الشحن البحري والارتفاع الكبير في أسعار الحبوب والأسمدة وأسعار الطاقة.

ويحضر الاجتماع المنعقد في 29-28/ تموز،2022 وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري محمد حسن قطنا وزير الزراعة العراقي محمد كريم الخفاجي وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن.

وقد أشار الحنيفات في كلمته خلال حفل افتتاح الاجتماع على التحديات والأزمات الممتدة التي تعيشها المنطقة مما أدت إلى عزلة واضحة في التعاون المشترك.

وأكد الوزير ضرورة مد جسور الثقة واستئناف التعاون في التعامل مع الأزمات للتغلب على آثار التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تحقيق التعاون في مسارات سلاسل الإمداد والتزويد والتوريد وصولا إلى توفر الغذاء وتحقيق انعكاس إيجابي على القطاع الزراعي في الدول.

ونوه الحنيفات إلى التجربة الأردنية في خلق شراكة فاعلة مع دولة فلسطين، وبما يترجم الدعم الذي يجب علينا تجاه المزارع الفلسطيني بالدرجة الأولى ثم المزارع الأردني حيث تم تأسيس شركة أردنية فلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية، علماً بالتحديات التي تقف أمام نجاح هذه الشراكة، إلا أن الأردن يسعى لإنجاح التجربة بكل عزم آملين توسيع قاعدة العمل لتشمل جوارنا العربي.

وأضاف الحنيفات في كلمته أن المنطقة العربية "تأثرت بإغلاقات صحية وحروب لم تكن طرفاً فيها، وقد شهدت أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانيةً قيوداً على تجارة المواد الغذائية و التنقل وتعطل الخدمات اللوجستية و سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية و توافر الغذاء في الأسواق، وعانينا من ارتفاع كلف الشحن البحري والارتفاع الكبير في أسعار الحبوب والأسمدة وأسعار الطاقة، وظهرت بوادر أزمة الغذاء جلياً، وفي ذلك ما يدفعنا للإسراع في وضع حلول مشتركة تخفف من وطأة الآثار السلبية وتعين الحكومات والشعوب على التكيف."

وقال الحنيفات:"على المستوى الوطني قام الأردن بإعادة النظر بالإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بهدف زيادة القدرة على إدارة المخاطر والصمود في مواجهة الكوارث".

وتابع: "عملنا من أجل تطوير البنى التحتية اللازمة للري وتوفير مدخلات الإنتاج، وتوجيه المزارعين لاعتماد التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج، وتشجيع الاستثمارات الخاصة والعامة وإعـادة تكييف التقويم الزراعي على أسـاس أنمـاط الطقس المتغيرة من خلال وضع سياسة للزراعة الذكية مناخيًا، والتركيز على التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والاكتفاء الذاتي المحلي والمخزون الاستراتيجي وسلاسل الإمداد، والإشراف على إصدار شهادات الجودة بشكل أكثر فعالية، ومراجعة وتعديل التشريعات الخاصة بسلامة الغذاء."

وفي حديثه عن الاجتماع الرباعي قال الحنيفات إنها "شملت ما نرمو إليه من أجل الوقوف على إجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري واجراءات النقل والترانزيت، وتطوير مشاريع مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية التي تعنى بالمجال الزراعي وتبسيط اجراءات تسجيل مدخلات الإنتاج الزراعي والبيطري من أسمدة ومبيدات وبذار ولقاحات بيطرية وإضافات علفية".

وتأمل الحنيفات أن يثمر اللقاء توقيع اتفاقية تعاون رباعية مشتركة في المجال الزراعي في أقرب وقت.

وعبر عن طموحه تعزيز التبادل السلعي بين بلداننا على قاعدة المنفعة المتبادلة،

"الأردن سيبقى الدولة التي تفتح ذراعيها لأشقائها العرب ونحن على استعداد للتعاون في العديد من المجالات الزراعية ونقل التكنولوجيا المتقدمة ومشاركتكم نجاحاتنا في الابتكار العلمي والأخذ بيد أشقائنا لتجاوز الأعباء التي خلفتها الصراعات الإقليمية والدولية سعيا نحو تكامل غذائي وزراعي بين بلداننا." وفق الحنيفات

قضايا الاجتماع

وتتناول الاجتماع على مدار يومين تعزيز وتطوير التبادل التجاري والزراعي، وتذليل العقبات المتعلقة بإجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري بين الدول، وإجراءات النقل والترانزيت ، وكذلك مراجعة الرزنامة الزراعية مع مراعاة فترات الإنتاج المحلي في كل دولة و مناقشة إمكانية صياغة اتفاقية تعاون رباعية مشتركة في المجال الزراعي، وفق بيان صادر عن وزارة الزراعة.

ويناقش الاجتماع أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة، سيما ما يهدد الأمن الغذائي ومنها تحديات التغير المناخي والمياه وانتشار الامراض والأوبئة وغيرها.

وتبحث تطوير التعاون الفني وتبادل الخبرات ببن أجهزة الوزارات المختلفة وإنشاء لجان فنية دائمة مع بحث إمكانية تطوير مشاريع مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية التي تُعنى بالمجال الزراعي.

وستناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون العربي المشترك بين مختلف المنظمات العربية التي تُعنى بالزراعة و بحث تبسيط اجراءات تسجيل الإنتاج المحلي من الأسمدة والأدوية والبذور واللقاحات البطرية وكل ما يتعلق بمدخلات الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني بين الدول المجتمعة، والتي تُراعي المواصفات والمعايير المعتمدة في كل دولة .

ميقاتي

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قال في كلمته إن "تحقيق الأمن الغذائي يشكل للجميع أحد الأولويات الرئيسية لدولنا وسائر البلدان العربية، لا سيما في ضوء الأحداث الاخيرة في العالم والتي كشفت فعليا فجوة عميقة ينبغي التنبه لها."

وتابع: "هذه الفجوة تتعلق بضرورة تعديل سلّم الاولويات والتركيز بشكل اساسي على القطاعات الزراعية والغذائية وتبادل الانتاج وتكامله ، إضافة الى تبسيط اجراءات التصدير والاستيراد وانسياب الاشخاص والخبرات."

"أمام ما يعانيه العالم من أزمات إقتصادية وغذائية، أصبح لزاما علينا، كدول عربية متجاورة، حتمية التعاون التكاملي، من حيث الإنتاج والتسويق، مع ضرورة التنسيق في ما بيننا في المجالات الزراعية والصناعية، في إطار خطة متكاملة ومدروسة، من حيث التوازي العادل بين الإنتاج والإستهلاك، وبين الحاجة والفائض." وفق ميقاتي

ودعا للتركيز على تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية القطاع الزراعي والصناعات الغذائية وتسويق المنتجات الزراعية من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب.

"إنطلاقا من إيماننا بأهدافنا المشتركة، نرى أنه آن الأوان لكي نخرج بموقف عربي واحد وموحّد، يضع حدا لخلافاتنا الجانبية، ونصب جهدنا على قضيتنا العربية الأولى، من خلال دعمنا المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، وأحقيته في قيام دولته الموحدة وعاصمتها القدس" بحسب ميقاتي

لبنان

وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن قال: "لقاءنا اليوم يأتي في ظرف استثنائي يمر به العالم أجمع، حيث تلوح أزمة اقتصادية عالمية تكاد تخرج عن السيطرة، في ظل تدهور غير مسبوق في العلاقات الدولية، وتهديد للأمن الغذائي العالمي."

وقال إن "القطاع الزراعي في منطقتنا والعالم يتأثر بهذه المتغيرات المتسارعة وإن كان بنسب متفاوتة، مما يحتم علينا التنبه والارتقاء بهذا القطاع لما له من انعكاس على الإنتاج والتعافي الاقتصادي ليس فقط على لبنان وسوريا والأردن والعراق بل على الدول أجمع."

وأضاف "إننا نطمح من خلال هذه الاجتماع أن نناقش أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة، سيما تحديات التغير المناخي وندرة المياه وانتشار الأمراض والأوبئة والبحث في سبل مواجهتها عبر تفعيل التعاون المشترك وصوغ الشراكات الحقيقية فيما بيننا، وتطوير التعاون الفني عبر اللجان المتخصصة".

وأكد على السعي للوصول الى حلول عملية وناجعة فيما يتعلق بتذليل العقبات امام التبادل التجاري الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، عبر تبسيط إجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري، ورفع التوصيات المتعلقة بإجراءات نقل وعبور المنتجات الزراعية الى اصحاب القرار لمعالجتها.

سوريا

وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري محمد حسن قطنا قال إن الانطلاق نحو المستقبل يعتمد على كيفية التعامل مع أزمات الماضي ،وحل أزمات المنطقة الاقتصادية والمناخية ، ولن يكتب لها النجاح إلا من خلال التوصل إلى وضع ما ، يتم الاتفاق عليه سابقاً ، وما سيتم الاتفاق عليه حالياً موضع التنفيذ .

وبين أن الزراعة والإنتاج الزراعي لم يعد خياراً بل هي مصلحة وطنية عُليا في بلداننا وذلك باعتباره القطاع الوحيد الذي يحمل بين طياته طوق النجاة ويُخرجنا من ظلمات انعدام الأمن الغذائي إلى مزايا وفوائد الاكتفاء الذاتي.

"أعتقد بأن اجتماعنا اليوم خطوة مهمة بل هي الأهم على طريق تحقيق التكامل الذي تبحث عنه دولنا في هذا القطاع وأن تقود دفة هذا القطاع باتجاه الإنتاج الصحيح بما يعود بالفائدة على أوطاننا الغالية على قلوبنا." وفق قطنا

وأكد قطنا أن التعاون المشترك والتضامن والتكامل الاقتصادي الزراعي فيما بيننا يرفع من قدرات بلداننا على التصدي للأزمات العالمية الكبرى الناشئة ومنها نقص إمدادات الغذاء واضطربات في أسواق الطاقة وصعوبات النقل وتغير المناخ ويعزز إمكانياتها على احتواء تبعات هذه الأزمات والتعافي من آثارها.


المملكة