قال الأمين العام لوزارة الثقافة هزاع البراري، الجمعة، إن القاصّ والكاتب فخري قعوار قامة أردنية مبدعة ومميزة، وإنه تعلّم منه أن الكاتب لا يفنى ولا يغيب، باعتبار أن كتاباته باقية عبر الأزمنة.

جاء ذلك خلال ندوة احتفائية بعنوان "فخري قعوار" أقيمت الجمعة، في المركز الثقافي الملكي نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين.

وأشار البراري خلال ندوة بعنوان "فخري قعوار" في المركز الثقافي الملكي نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين، إلى أن رؤية وزارة الثقافة بالاحتفاء بفخري قعوار والمبدعين الأردنيين، تأتي للمحافظة على القامات الأدبية التي تكتب باللغة العربية وهي من تحافظ على هويتنا العربية وبوصلتنا القومية.

وقدّم الناقد نزيه أبو نضال، شهادة إبداعية في الندوة التي أدارها القاصّ جعفر العقيلي، تناول فيها محطات من ذكرياته مع فخري قعوار المستمرة منذ ستين عاما ومبادئ فخري ورؤاه وإبداعاته.

وقال، إن القارئ لكتابات فخري قعوار يدهشه التنوع الإبداعي ذو المستوى العالي، موضحا أن الكاتب المحتفى به كان يؤمن بقانون إنساني ثلاثي يضمّ حرية الإنسان والعدالة بين المواطنين ووحدة الأمة.

كما استذكر عاطف قعوار شقيق الكاتب وابنته مجد في كلمتين لهما مبادئ فخري ومواقفه ورسالته وأثر كتاباته في الأدب الأردني والعربي والعالمي.

قعوار ولد في الرويشد، وهو من الجيل الثاني في حقل القصة القصيرة، وتناول القضايا اليومية التي يلامسها من خلال انخراطه بالعمل الصحفي، ومتابعته لقضايا الناس وهمومهم.

ووُصف بأنه "متنوع الحقول بين الصحافة والقصة والنقد والترجمة".

وتميزت تجربة قعوار بخوضه "بحور النثر كلها وإخلاصه للقصة القصيرة وهموم الناس".

وعُرف قعوار الذي يرقد على سرير الشفاء بنشاطه النقابي والبرلماني، وله كتابات كثيرة تدعم المرأة وحقوقها، وهو الأردني الوحيد الذي انتخب أمينا عاما للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مرتين على التوالي.

قعوار بدأ الكتابة القصصية وهو طالب في المرحلة الإعدادية، وأُذيعت أولى قصصه من دار الإذاعة الأردنية عام 1962، ونشر قصصه الأولى في مجلات وصحف أردنية وعربية.

وحصل على شهادة الثانوية العامة المصرية من الكلية الإبراهيمية في القدس عام 1964، والشهادة الجامعية من كلية الآداب بجامعة بيروت العربية في لبنان/قسم اللغة العربية وآدابها عام 1971.

البدايات

عمل قعوار معلما للغة العربية في المدارس الخاصة في الزرقاء وعمّان، ثم عمل في جامعة اليرموك (إربد)، وبدأ الكتابة القصصية وهو طالب في المرحلة الإعدادية في المدرسة الحكومية بالمفرق، وأُذيعت أولى قصصه من دار الإذاعة الأردنية منذ عام 1962.

لم يتوقف نشاط النشر القصصي عند قعوار محليا، بل انطلق عربيا من خلال المجلات والصحف العربية، منها: "القصة" المصرية، و"الأديب" اللبنانية، و"الأفق الجديد" المقدسية، وصحف "الجهاد" و"الدفاع" و"فلسطين" و"المنار".

كما نشط قعوار نقابيا، وشارك في تأسيس وعضوية العديد من الهيئات النقابية الثقافيّة المحلية والعربية، فهو عضو مؤسس لرابطة الكتاب الأردنيين (منتصف السبعينيات من القرن الماضي)، والتي انتُخب عضوا في هيئتها الإدارية عدة مرات، ونائبا للرئيس مرة واحدة، ورئيسا لها فيما بعد لمدة أربع دورات امتدت من عام 1991 وحتى عام 1999.

نائب في البرلمان

انتخب قعوار عام 1992 أمينا عاما للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في المؤتمر الذي عقد في عمّان، ثم أعيد انتخابه رئيسا للاتحاد مرة ثانية عام 1995 في المؤتمر الذي عقد في الدار البيضاء بالمغرب، وظل رئيسا للاتحاد العام لست سنوات.

وعلى الصعيد الإعلامي كان كاتبا في صحيفة الرأي، وهو عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين، وجمعية الأدب والفن الساخر البلغارية، والمنتدى القومي العربي، عمّان، بيروت، ومؤتمر القوى الشعبية العربية.

وعلى الصعيد السياسي عُرف قعوار بمواقفه الوطنية والقومية الثابتة العروبية، وانتخب عام 1989 نائبا في البرلمان الأردني.

تولى رئاسة تحرير مجلة "أوراق" الثقافية التي تصدر عن الرابطة، ورئيسا لتحرير صحيفة "وسام" الخاصة بالأطفال، ورئيسا لتحرير صحيفة "الوحدة" الأسبوعية السياسية الثقافية، منذ صدورها عام 2001.

القصة القصيرة

أصدر قعوار في مجال القصة القصيرة والرواية: "ثلاثة أصوات" (مشتركة)، و"لماذا بكت سوزي كثيرا"، و"ممنوع لعب الشطرنج"، و"أنا البطريك"، و"الخليل والليل"، و"البرميل" 1982، و"أيوب الفلسطيني"، و"درب الحبيب"، و"حلم حارس ليلي".

كما صدر له في الترجمة: "رجل وامرأة" (مترجمة)، والرواية: "عنبر الطرشان" "لا تغرب الشمس"، وترجمت روايته Party of the Deaf"" إلى اللغة الإنجليزية.

وصدر له في أدب الأطفال: "السلحفاة والأطفال" (حكايات مترجمة)، و"من الفراشة الملونة إلى الطيور المهاجرة"، و"وطن العصافير" (مسرحية) 1983، وظهرت كمسرحية في مهرجان جرش وفي مدن أردنية أخرى وفي بعض الأقطار العربية، و"حديث مع أُميمة" (في الأدب الشعبي).

وفي مجال الأدب الساخر، صدر له: "يوميات فرحان فرح سعيد"، «مراسيم جنازتي»، و"لحن الرجوع الأخير"، و"يوم الضحك" 2009.

وفي المقالات والدراسات: "أوراق في الفن"، و"ليالي الأنس"، و"شجرة الورد"، و"الديك والدجاجة"، و"بستان صاحبة الجلالة"، و"حوارات".

دراما إذاعية وتلفزيونية

قدم قعوار مئات الحلقات التلفزيونية والإذاعية اليومية التي بثها التلفزيون الأردني، والحلقات الإذاعية التي بثت على أثير الإذاعة الأردنية بشكل يومي، ورصدت خلال ذلك عبر كركترات صورها الكاتب من الحياة اليومية متناولا قضايا الناس البسطاء وهمومهم وانشغالاتهم الحياتية التي صورها فنيا من خلال التناقضات التي تفضي إلى المواقف الكوميدية.

وكتب في الدراما الإذاعية والتلفزيونية مسلسلا تلفزيونيا كوميديا في ثلاثين حلقة عن كتابه، "يوميات فرحان سعيد فرحان"، وقامت ببطولته شفيقة الطل ونبيل صوالحة وأشرف أباظة وآخرون، وأخرجه أحمد يوسف، وكتب برنامجا إذاعيا شعبيا ساخرا يوميا بثته الإذاعة الأردنية بعنوان «دار أبو ورّاد»، وكتب برنامجا إذاعيا شعبيا ساخرا يوميا بثته الإذاعة الأردنية، حمل اسم «كل يوم حكاية»، و«رجل فوق الشبهات» تمَّ بثه على أثير الإذاعة الأردنية.

جوائز وأوسمة

توّجت رحلة الأديب فخري قعوار بالأعمال القصصية الكاملة في القصة والرواية وبعدد من الجوائز والأوسمة والتكريمات من غير دولة في العالم.

وحصل على عدد من الجوائز، منها: جائزة سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين، والتقديرية في أدب الأطفال من رابطة الكتاب الأردنيين، وأفضل مسرحية للأطفال من جمعية المكتبات الأردنية، وجائزة الدولة التشجيعية لمجموعته القصصية "أيوب الفلسطيني"، وجائزة مهرجان الملتقى للمبدعين العرب الذي ترعاه جامعة الدول العربية في القاهرة.

تقلد وسام "الاستقلال" من الملك عبد الله الثاني عام 2008، وجائزة الحسين للإبداع الصحفي (أفضل مقالة) من نقابة الصحفيين الأردنيين (2001).

صدرت له "الأعمال القصصية" للمجموعات القصصية 2003، و"الأعمال الكاملة" رواية والمجموعات القصصية والتجربة القصصية 2006.

المملكة