غادرت ثلاث سفن محملة بالحبوب الموانئ الأوكرانية الجمعة بينما، من المقرر أن تصل إلى أوكرانيا في وقت لاحق الجمعة، أول سفينة شحن واردة منذ بداية الهجوم الروسي في الوقت الذي دعت فيه كييف إلى توسيع اتفاق الممرات الآمنة ليشمل منتجات أخرى مثل المعادن.

ويشكل اتفاق 22 يوليو تموز انفراجة دبلوماسية نادرة في ظل احتدام الحرب شرقي أوكرانيا ومحاولة كييف إعادة بناء اقتصادها المدمر بعد صراع مستمر منذ أكثر من خمسة أشهر.

وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على فيسبوك بعد مغادرة السفن "نتوقع أن يستمر سريان الضمانات الأمنية التي قدمها شريكا الاتفاق، الأمم المتحدة وتركيا، وبالتالي ستستقر عملية تصدير المواد الغذائية من موانئنا وسيسهل التنبؤ بها لجميع المشاركين في السوق".

وكانت أول سفينة محملة بالحبوب قد غادرت أوديسا يوم الاثنين.

وقال نائب وزير الاقتصاد الأوكراني تاراس كاتشكا لصحيفة فايننشال تايمز إن "هذا الاتفاق يتعلق بالخدمات اللوجستية وحركة السفن عبر البحر الأسود...ما الفرق إذا كانت الشحنة من الحبوب أو من خام الحديد؟"

وقال الكرملين إنه لا يمكن إيجاد حل إلا إذا كان مرهونا برفع القيود عن منتجي المعادن في روسيا.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق العبور الآمن بين موسكو وكييف بعد تحذيرات أممية من تفشي المجاعة في العالم بسبب توقف شحنات الحبوب من أوكرانيا.

وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير شباط، مما تسبب في اندلاع أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وأدى إلى أزمتي طاقة وغذاء عالميتين.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن سفينتين محملتين بالحبوب أبحرتا الجمعة من تشورنومورسك والثالثة من أوديسا حاملة ما يصل مجموعه إلى 58 ألف طن من الذرة.

وقالت الإدارة المحلية في أوديسا إن من المتوقع وصول الناقلة التركية أوسبري إس التي ترفع علم ليبيريا إلى تشورنومورسك الجمعة لتحميل الحبوب.

وعادة ما تنتج روسيا وأوكرانيا نحو ثلث الإنتاج العالمي من القمح كما أن روسيا هي المزود الأساسي لأوروبا بالطاقة. لكن روسيا قالت الجمعة إنها قد لا تصل إلى حصادها المتوقع البالغ 130 مليون طن من الحبوب بسبب عوامل جوية ونقص قطع الغيار لمعدات أجنبية.

وذكرت وزارة الزراعة الأوكرانية أن صادرات البلاد من الحبوب تراجعت 48.6% على أساس سنوي مسجلة 1.23 مليون طن حتى الآن لهذا الموسم.

منطقة عازلة

بعد مرور خمسة أشهر من القتال، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع الضغط الذي تتعرض له قواته المسلحة في منطقة دونباس شرقي البلاد بأنه "جحيم".

وتسعى موسكو للسيطرة على منطقة دونباس التي تقطنها أغلبية من المتحدثين بالروسية والمؤلفة من لوغانسك ودونيتسك حيث سيطر انفصاليون موالون لموسكو على مناطق بها بعد أن ضم الكرملين شبه جزيرة القرم في الجنوب في 2014.

وتحدث زيلينسكي عن معارك شرسة حول بلدة أفدييفكا وقرية بيسكي المحصنة حيث اعترفت أوكرانيا بأن العدو الروسي حقق "نجاحا جزئيا" في الأيام القليلة الماضية.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن قوات الانفصاليين قولها إن روسيا والقوات الموالية لها سيطرت بالكامل على بيسكي. كما قالت إن القتال يدور في مدينة بخموت إلى الشمال من دونيتسك.

وقضت أوكرانيا السنوات الثماني الماضية في تحصين مواقع الدفاع في بيسكي، واعتبرتها منطقة عازلة في مواجهة القوات التي تدعمها روسيا التي تسيطر على مدينة دونيتسك على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي.

رويترز