قالت وزارة الطاقة والثروة المعدنية، الأحد، إن مشروع استكشاف الفوسفات في شرق المملكة حقق إنجازات ونتائج مؤملة وعالية تتعلق بنوعية وسماكة الخام، إذ قدر الاحتياطي الجيولوجي الأولي بـ 600 مليون طن متري من خام الفوسفات ضمن المنطقة التي تم الانتهاء منها حتى الآن.

وأضافت الوزارة، أن "أعمال الحفر والتنقيب مستمرة وتستهدف الانتهاء من المرحلة الأولى مع نهاية هذا العام لتغطي ما مساحته 120 كيلومترا مربعا وإصدار تقرير فني نهائي".

وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة أطلق في شهر كانون الأول/ديسمبر 2021، مشروع استكشاف خام الفوسفات في منطقة الريشة/ الرويشد، لتحقيق تكاملية العلاقة ما بين حقل الريشة الغازي ومشروع استكشاف الفوسفات الذي يعد مشروعا وطنيا ينفذ بسواعد وقدرات وطنية.

وأكد الخرابشة في وقت سابق، أن الوزارة تركز جهودها حاليا على الصناعات التحويلية لقطاع التعدين لتعظيم الفائدة من القطاع والتوسع في فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحيطة بهذه المشاريع خاصة وأنها مجتمعات بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع.

وبحسب آخر النتائج التي أعلنتها الوزارة في تقرير لها، فقد تم تحليل السماكات للفوسفات من النوعية المتوسطة والعالية بين 4 إلى 8 أمتار وبحدود قصوى وصلت لـ 10 أمتار ذات تراكيز عالية من الفوسفات، مع انخفاض للشوائب الطينية المرافقة التي لم تتجاوز 0.1%، مؤكدة أنها أقل بكثير من الحدود الدنيا العالمية المطلوبة للصناعات التحويلية للفوسفات.

ووفقا للتقرير، تم الانتهاء من حفر أكثر من 46 بئرا تراوحت سماكتها بين 25 و35 مترا بمجموع أطوال تجاوزت 1000متر وتم جمع وتحليل أكثر من 960 عينة.

وبلغ متوسط الغطاء الرسوبي في منطقة الدراسة في حدود 10 أمتار في جميع الآبار التي تم حفرها، فيما تراوحت نسب تركيز الخام بين 25% إلى 35% لخامس أكسيد الفسفور P2O5.

وتراوحت نسب المعادن المشعة المرافقة، حسب تحليل العينات في هيئة الطاقة الذرية، بين 60 إلى 91 جراما في الطن الواحد من عنصر اليورانيوم، بالإضافة لتراكيز مرافقة من عنصر الثوريوم، وبلغت نسبة التقدم في مشروع الاستكشاف نحو 55% من مجمل الخطة المستهدفة غطت ما مجموعة 70 كم كمساحة تأثيرية.

يشار إلى أنه تم اكتشاف الفوسفات في شرق المملكة للمرة الأولى من خلال فريق المسح الجيولوجي الأردني في عام 2008 وأصدر خريطة جيولوجية وتقريرا مفصلا، وظهرت هذه التكشفات في منطقة الريشة / الرويشد، حيث أشارت الاكتشافات الأولية إلى تواجده ضمن تكوين أم رجام الصواني.

وتم إعداد وتنفيذ خطة تنقيب واستكشاف شاملة من قبل وزارة الطاقة وأنطلق العمل بها في نهاية عام 2021، واستهدفت الدراسة مساحة 3000 كم قُسمت لمراحل استكشاف، كل مرحلة تقدر بـ 120-150 كم.

وتقع منطقة الدراسة في منطقة الرويشد في الجزء الشرقي من المملكة على الحدود المحاذية للسعودية والعراق بمساحة مستهدفة تقدر بـ 120 كم.

وتم تقسيم نوعية طبقات الفوسفات اعتمادا على عدة عوامل أهمها نسبة تركيز P2O5، ونسب الشوائب المتوفرة في كل طبقة بالإضافة للنسبة الكلية للأكاسيد السيلكاتية والمعدنية إلى نسب أكاسيد الفوسفور ليتم تصنيفه وتحديد مدى ملائمته للصناعات التحويلية.

وأظهرت نتائج أكثر من 15 بئرا، نسبا يتجاوز متوسطها 25% لنوعية P2O5 وهو من النوعية الممتازة التي يتجاوز بها نسب TCP أكثر من 55% من نوعية الفوسفات ذو الجودة العالية، في حين تراوحت النسب المتبقية والتي ظهرت بأكثر من 20 بئرا متوسط جودة للفوسفات تتراوح بين 20 إلى 25% ضمن الآبار الأولية التي تم حفرها، علما بأن أقصى قيمة تم تسجيلها تجاوزت 36% ما يعادل 80% من معيار TCP.

وبحسب التقرير، فقد تم إجراء تصوير جيوفيزيائي لآبار الفوسفات التي تم حفرها، حيث تم مقارنة نتائج التحليل المخبري لنسبةp2o2 مع إشعاع غاما الطيفي، وأظهرت نتائج التصوير لـ 80 بئرا تم اختيارها من ضمن منطقة الدراسة نتائج مطابقة لنتائج التحليل الكيميائي وتجاوزت في حدها الطيفي أعلى من 200 CP في حدها العام.

ويمتاز الفوسفات الصخري في منطقة الريشة بقلة نسب الشوائب الطينية والتي تم احتسابها من خلال نسب مجموع أكاسيد الألمنيوم والحديد والمغنيسيوم إلى نسب أكسيد الفسفور، وكانت النتائج لنسبة هذه الشوائب قليلة جدا وصلت في بعض الأحيان الى أقل من 0.04%، وهي نسبة منخفضة عالمياً وهي التي تدفع بهذا الخام ليكون ملائماً لصناعة الأحماض الفسفورية والصناعات التحويلية المختلفة.

وعن نسب اليورانيوم والثوريوم، فقد تم تحليل عينات من فوسفات الريشة لتقييم تراكيزها، في مختبرات هيئة الطاقة الذرية الأردنية، وأظهرت النتائج أن نسب اليورانيوم تتراوح بين 60 إلى 91 جزءا من المليون وهي نتائج جيدة ليشكل اليورانيوم منتجا ثانويا أثناء الصناعات التحويلية، علما أن دولا مثل الصين تستخلص اليورانيوم من الفوسفات الصخري ضمن تراكيز تتعدى 70 جزءا من المليون.

بترا