قد يكون الخط العربي شكلا فنيا قديما وضربا من ضروب الموهبة منذ زمن قديم، لكن الكتابة الزخرفية صنعت لنفسها مكانا في الكثير من التطبيقات الحديثة، بما في ذلك أعمال مصمم الجرافيك الأردني حسين الأزعط.

وقال الأزعط، وهو أيضا فنان خطاط في عمّان، إن الكتابة بالخط اليدوي هي واحدة من أهم المخرجات الثقافية في العالم العربي.

ووقع الأزعط في حب هذا الفن بعد أن قرأ مقالا عنه في مجلة للأطفال. ومنذ ذلك الحين توصل إلى المزيد من الأساليب والطرق لدمج الخط اليدوي في تصاميمه.

وقال المصمم البالغ من العمر 37 عاما "بداية شغلي بالخط بلش معي كهواية من وأنا صغير وحاولت إني أوظفه بتطبيقات مختلفة.. فبعمل أحيانا بعض اللوحات، لكن إلي بحب أعمله دائماً أدخل الخط بمنتجات تصميمية، أو حتى في صناعة العلامات التجارية لشركات ولمؤسسات ولمشاريع. فدائماً الخط العربي بيكون حاضر في شغلي".

وسواء تم حفره على شعارات (لوجو)، أو وضعه بشكل دائم في شكل أنماط خط على الكمبيوتر، فإن الفنانين والمصممين مثل الأزعط يجدون طرقًا وأساليب جديدة لاستخدام هذا النوع من الفن وجعله جذابا للجمهور في العصر الحديث.

وعلى الرغم من الطفرة الجديدة في شعبية الخط اليدوي في العالم العربي، إلا أن الفنانين لا يزالون قليلي العدد، حيث يقول كثيرون إن السبب هو أن الناس لم يعودو يطلعون على الخط العربي في المدارس ويتدربون عليه.

ويعمل الأزعط على تحديث الأنماط الكلاسيكية للنص المكتوب، واستخدامها سواء في تطوير العلامات التجارية للشركات أو في إبداع رسومات حديثة.

وقال "الخط مادة حية.. كل حرف إله قصة.. أسلوب بالكتابة نشأ عبر تطوير مئات السنين.. ومش لازم نقف نحن كمان.. هي رسالة للأجيال الجديدة.. مش لازم نقف عند الشي إلي انعمل من قبل.. إحنا لازم نطور أكثر ونشوف مناحي الحياة تبعنا الحالية شو بتطلب استخدامات وتطبيقات جديدة للخط العربي".

وقام الفنان الأردني بتصميم أنماط أحرف كمبيوتر عربية جديدة، ليمكن المزيد من المصممين من دمج الكتابة العربية في أعمالهم.

وأضاف "بالنسبة للتكنولوجيا هي مكملة للعمل الفني.. وبالنسبة إلي ما في غنى عن إنه أبلش عملية التفكير، عملية تطوير فكرة العمل بالقلم الرصاص وعلى الورقة وهذا الشي بخلي عملية التواصل تصير كمان أفضل بين اليد وبين العين وبين العمليات الدماغية.. فبالأخير لما أمسك العمل بسكتش بشوف نسبه.. بشوف أبعاده.. بعمل عدة تجارب".

لكنه يؤكد أن التكنولوجيا لا ينبغي أن تحل محل الأشكال التقليدية للخط.

ويقول "في فنون ثانية.. فنون زخرفية أو فنون معمارية. لكن بضل فن الخط العربي يحمل خاصية معينة.. أنا بالنسبة إلي هي خاصية التواصل، يعني الكلمة وقوة الكلمة وقوة الحرف هذا شي رئيسي في أهمية الخط العربي، وهذا الشي إلي جذبني إله وبخليني دائما أعرف الناس على هذا الموضوع وكمان بصيروا يحبوه زيي".

وإلى جانب عمله كمصمم، أسس الأزعط "بيت الحرف" وهو مساحة يجمع فيها عشرات الكتب والمصادر المتعلقة بالخط العربي وتاريخه.

وفي بيت الحرف، يستضيف السياح والسكان المحليين المهتمين بالخط العربي، ويوفر للباحثين والطلاب إمكانية الوصول بشكل كامل إلى ما لديه من موارد.

لكن الأهم بالنسبة للمصمم الأردني هو الدروس التي يقدمها للطلاب الشباب المهتمين باللغة العربية، لأنه يعتقد أن هذا هو الذي سيضمن هذا الشكل الفني لن يندثر أو يموت.

رويترز