وقع تفجير بعبوة ناسفة صباح الأحد في العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري الذي أشار إلى اعتقال "الإرهابي" المسؤول، وذلك في حادثة نادرة في العاصمة السورية التي تُعد آمنة نسبياً.

وفيما أفاد الإعلام الرسمي عن عدم وقوع ضحايا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قتلى وجرحى من دون أن يتمكن من تحديد حصيلة.

واكتفى الإعلام الرسمي السوري صباحاً بالإشارة إلى أنباء أولية تتحدث عن "عمل إرهابي" عند الطريق السريع في جنوب العاصمة، من دون إضافة أي تفاصيل.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، في وقت لاحق أن "التفجير الذي سمع صوته في دمشق عبارة عن تفجير عبوة مفخخة دون وقوع ضحايا ومعلومات مؤكدة بإلقاء القبض على إرهابي".

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "الانفجار الكبير وقع قرب فرع أمني في جنوب دمشق، إلا أنه ليس واضحاً ما اذا كان ناتجاً عن عبوة ناسفة أو تفجير انتحاري"، مشيراً إلى أنه أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار.

وأوضح عبد الرحمن أن التفجير، الأول في دمشق منذ أكثر من عام، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من دون أن يكون بوسعه تحديد حصيلة حتى الآن. 

ومنذ 2011، بقيت دمشق نسبياً بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، إلا أنها تعرضت لتفجيرات دامية تبنت معظمها تنظيمات مسلحة وأودت بحياة العشرات، بينها تفجير تبناه "تنظيم الدولة" الإرهابيفي مارس 2017 واستهدف القصر العدلي مسفراً عن مقتل أكثر من 30 شخصاً.

وسبقه في الشهر ذاته، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من 70 شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.

ووقع آخر تفجير في العاصمة، وفق المرصد السوري، في ديسمبر 2017 ونجم عن انفجار عربة مفخخة في جنوب العاصمة، من دون أن يسفر عن سقوط قتلى.

منطقة أمنة 

ولطالما شكلت دمشق هدفاً لقذائف الفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أحياء في أطرافها ومناطق في محيطها، أبرزها الغوطة الشرقية.

لكن إثر عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء مع الفصائل المعارضة المسلحة، تمكن الجيش السوري في أبريل 2018 من السيطرة على الغوطة الشرقية، قبل أن يستعيد في مايو كافة أحياء مدينة دمشق ومحيطها. 

ولم تعد العاصمة تشهد تفجيرات، إلا أنه جرى استهداف مناطق قربها مرات عدة في قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه.

وبعد تأمين العاصمة ومحيطها، أزالت السلطات غالبية الحواجز الأمنية من شوارع دمشق الرئيسية، والتي لطالما تسببت بزحمة سير خانقة وخصوصا في ساعات الذروة في مدينة تعرف أساساً باكتظاظها.

وحققت قوات الحكومة السورية منذ 2015، عام التدخل الجوي الروسي دعما لها، انتصارات ميدانية واسعة على حساب الفصائل المعارضة و"تنظيم الدولة" الإرهابي، وباتت تسيطر على أكثر من 60% من مساحة البلاد.

وإلى جانب الانتصارات الميدانية، برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات على بدء انفتاح عربي تجاه دمشق، تمثل في زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة السورية، ليكون أول رئيس عربي يزورها منذ بدء النزاع، ثم بافتتاح كل من الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق بعد اقفالهما منذ 2012.

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المملكة + أ ف ب