وصل وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إلى السعودية، الاثنين، وسط تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وسعي روسيا لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

وسيجتمع إسبر على الأرجح مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أول زيارة يقوم بها لحليف واشنطن الرئيسي في الشرق الأوسط منذ تولى منصبه هذا الصيف، وهي زيارة تهدف جزئياً لطمأنة الرياض بخصوص العلاقة الثنائية.

وعقب هبوط طائرته في الرياض اجتمع إسبر مع رئيس القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وأفغانستان.

وبلغ التوتر بين واشنطن وطهران مستويات مرتفعة جديدة منذ أيار/مايو 2018 عندما انسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران عام 2015.

وبينما مثلت العقوبات التي أُعيد فرضها ضغطا على الاقتصاد الإيراني، وقعت سلسلة هجمات تنحي واشنطن وحلفاؤها المقربون باللائمة فيها على إيران التي تنفي مسؤوليتها.

ونشرت الولايات المتحدة قوات قوامها نحو 3 آلاف جندي إضافي منذ أيار/مايو لتعزيز الدفاعات السعودية، بينها قوة للاستطلاع الجوي وأفراد دفاع جوي.

ورغم القوات الإضافية تُثار تساؤلات بشأن مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة بعد أن أعلن ترامب انسحاباً مفاجئاً من شمال شرق سوريا فاتحاً الباب أمام روسيا لتزيد نفوذها في الشرق الأوسط.

ووصفت تلك الخطوة بأنها خيانة للحلفاء الأكراد الذين قاتلوا على مدى سنوات إلى جانب القوات الأميركية ضد "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش". وقال إسبر، الاثنين، إن بعض القوات على الأقل قد تبقى لمنع وصول "داعش" الإرهابي وآخرين للحقول النفطية.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، طلب عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة ما زالت تريد أن يُنظر لها باعتبارها الشريك المُفضل في المنطقة وإن روسيا لا يمكن الاعتماد عليها، سواء فيما يتعلق بمستوى التدريب أو المعدات العسكرية التي يمكنها تقديمها.

وأضاف المسؤول "ما يقال هو أن الخليج يشعر بأنه غير حصين. يشعرون أنهم مكشوفون بشكل مفهوم. لهم علاقات دبلوماسية مع كل الأطراف المعنية في المنطقة. وتُظهر روسيا، لا سيما منذ أنشطتها في سوريا، نفسها باعتبارها لاعبا في المنطقة الآن".

ودلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي عندما قام بأول زيارة للسعودية منذ أكثر من 10 سنوات، مدعوماً بالمكاسب العسكرية الروسية في سوريا والعلاقات القوية مع منافسي الرياض الإقليميين والتعاون في مجال الطاقة.

تحالف طويل الأمد

اجتمع مسؤولون عسكريون من دول عربية، إضافة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وباكستان وكوريا الجنوبية، في الرياض، الاثنين، لبحث حرية الملاحة والأنشطة الإيرانية في المنطقة.

وقال جون ألترمان خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن "أستشعر قدراً هائلاً من الانزعاج في الشرق الأوسط بخصوص ما تعنيه تحركات الرئيس (ترامب) مع الأكراد بالنسبة لمتانة علاقة أي دولة بالولايات المتحدة".

ويأتي الانتشار الإضافي وسط تشكيك كثير من أعضاء الكونغرس في التحالف الأمني الأميركي السعودي طويل الأمد ودعمهم لجهود عديدة، لم يحالفها التوفيق حتى الآن، لوقف بيع ترامب أسلحة للرياض دون موافقة الكونغرس أو تقديم الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية للقتال في اليمن.

رويترز