قالت إسرائيل الأحد، إن ضربة جوية ضد ذراع للحرس الثوري الإيراني في سوريا تتهمها بالتخطيط "لهجمات بطائرات مسيرة هجومية" تظهر لطهران أن قواتها معرضة للاستهداف في أي مكان.

وذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا كبيرا في الحرس الثوري نفى الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية في سوريا في ساعة متأخرة من مساء السبت، وقال "مراكزنا الاستشارية لم تُصب بضرر".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن طائراته "استهدفت قوة فيلق القدس ومليشيات شيعية كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة". وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، وهو أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، للصحفيين، إن هذه القوات كانت تعد الخميس لإطلاق "عدد من الطائرات المسيرة الهجومية" في توقيت متزامن على شمال إسرائيل، وإن كل طائرة منها كانت ستحمل بمتفجرات تزن عدة كيلوغرامات، لكن إسرائيل أجهضت هذه الخطة.

ولم يكشف المتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في ذلك اليوم، لكنه وصف "الطائرات المسيرة الهجومية" بأنها شديدة الدقة.

وأوضح كونريكوس أن الطائرات المسيرة وصلت إلى مطار دمشق قبل أسابيع مع "عملاء إيرانيين"، ثم نُقلت إلى مجمع يديره فيلق القدس في إحدى القرى جنوب شرقي المدينة.

وقال كونريكوس، إن إسرائيل شنت هجوما السبت بعدما علمت أن محاولة إطلاق الطائرات المسيرة الإيرانية كانت وشيكة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجيش أحبط هجوما إيرانيا مزمعا.

وأضاف عبر تويتر: "لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني ... إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولا".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عضوين في جماعة حزب الله اللبنانية وإيرانيا قتلوا في الضربات.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، إن الدفاعات الجوية تصدت "لأهداف معادية" في دمشق الليلة الماضية. وقال شهود في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات، وشاهدوا أثرها في السماء.

وقال الجيش السوري في بيان "تم تدمير أغلبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".

لكن كونريكوس قال، إن أثر الضربات الإسرائيلية كان "كبيرا". وأضاف أن القوات الإسرائيلية في الشمال "في حالة تأهب" استعدادا لأي رد.

وتقول إسرائيل، إنها شنت مئات الهجمات في سوريا ضد أهداف إيرانية تحاول إقامة وجود عسكري دائم هناك، وضد شحنات أسلحة متطورة لجماعة حزب الله اللبنانية.

وتساند إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ 8 أعوام. وغضت روسيا، حليف الأسد، الطرف إلى حد بعيد عن الضربات الجوية الإسرائيلية.

وقال مكتب نتنياهو، إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة.

ولم تعلق إسرائيل على ما قال الجيش اللبناني وحزب الله إنه سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تهيمن عليها الجماعة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وقال مسؤولون من حزب الله، إن إحدى الطائرتين كانت محملة بالمتفجرات وسبب انفجارها بعض الأضرار بالمركز الإعلامي للجماعة.

ولمح نتنياهو الخميس إلى احتمال ضلوع إسرائيل في سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية والتي استهدفت مخازن أسلحة وقواعد لفصائل عراقية مسلحة كثير منها مدعوم من إيران.

وقال الحشد الشعبي، وهو مظلة لجماعات مسلحة عراقية معظمها شيعية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة سمحت لـ 4 طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أميركية، وتنفيذ مهام على أراض عراقية.

ونفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويقاتل "تنظيم الدولة" الإرهابي، المعروف بـ "داعش"، في العراق ذلك، كما نفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وقال رون بن يشاي معلق الشؤون العسكرية على موقع (واي نت) الإخباري الإسرائيلي، إن خطط إيران لإرسال "طائرات مسيرة هجومية" كانت ردا من طهران على الضربات المزعومة للطائرات الإسرائيلية المسيرة في العراق، مضيفا أن العدوين يستخدمان الأسلحة ذاتها.

المملكة + رويترز