هاجمت إسرائيل مواقع للجيش السوري اليوم الخميس بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان بعد تسلل طائرة بدون طيار إلى مجالها الجوي لكنها أشارت إلى أنها لن تعرقل معركة الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة جنوب سوريا من المعارضين.

وتمكنت القوات الحكومية السورية، بمساعدة قوة جوية روسية مكثفة، من اجتياح جنوب غرب البلاد. ومن المتوقع أن يتحول هجومها على المعارضة قريبا إلى القنيطرة المتاخمة للحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إفادة للصحفيين الإسرائيليين خلال زيارة لموسكو إلى أن إسرائيل لن تعمل ضد جهود الأسد لكنها ستعمل على ضمان خروج القوات الإيرانية التي تدعمه من البلاد.

ونقل مراسل لصحيفة ها أرتس الإسرائيلية عن نتنياهو قوله "لم يكن لدينا مشكلة قط مع نظام الأسد. على مدى 40 عاما (بعد حرب عام 1973) لم تطلق رصاصة واحدة على هضبة الجولان".

وأضاف نتنياهو بعد يوم من لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "جوهر المسألة هو استعادة حريتنا في العمل ضد من يعمل ضدنا وإخراج الإيرانيين من الأراضي السورية".

وقال الكرملين إن بوتين أجرى محادثات بشأن سوريا كذلك مع علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني في موسكو اليوم الخميس.

نازحون على الحدود مع الجولان

إسرائيل في حالة تأهب قصوى في الوقت الذي تحرز فيه القوات السورية تقدما أمام مقاتلي المعارضة في محيط هضبة الجولان التي استولت إسرائيل على أغلبها من سوريا في حرب عام 1967.

وتخشى إسرائيل أن يسمح الأسد لحلفائه الإيرانيين بالتمركز هناك أو أن تتحدى القوات السورية قيود نزع السلاح في الجولان المتفق عليها عام 1974.

وتمكنت القوات الحكومية السورية في الجنوب، خلال ثلاثة أسابيع، من السيطرة على أغلب مناطق محافظة درعا، مهد انتفاضة عام 2011، وتقدمت باتجاه الحدود.

وقالت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية اليوم إن الجيش أرسل تعزيزات إلى القنيطرة لشن عملية عسكرية موسعة واستعادة السيطرة على المحافظة بكاملها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل من المعارضة اشتبكت مع القوات الحكومية الليلة الماضية في القنيطرة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية إن قصف المعارضة أسفر عن إصابة خمسة أشخاص في مدينة البعث.

وتقول الأمم المتحدة إن القتال في المنطقة أدى إلى نزوح أكثر من 320 ألف شخص توجه أغلبهم إلى الحدود في أكبر عملية خروج جماعي منذ بداية الحرب. وقالت إسرائيل والأردن إنهما لن تسمحا للاجئين بالدخول ووزعتا مساعدات داخل سوريا وعززتا أمن الحدود.

وعملت وروسيا وإيران معا عسكريا على دعم الأسد منذ 2015. وهو الآن يسيطر على أغلب أراضي البلاد بعد أن سحق المعارضة بمساعدة حلفائه لكن تظل منطقة الحدود الشمالية مع تركيا وأغلب مناطق الشرق خارج قبضته.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية اليوم الخميس تقع قرب قرية حضر في محافظة القنيطرة بالقرب من هضبة الجولان المحتلة.

ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله "طيران العدو الإسرائيلي يطلق عدة صواريخ باتجاه بعض نقاط الجيش في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة واقتصرت الأضرار على الماديات".

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إنه أصاب ثلاثة أهداف ردا على انتهاك طائرة سورية بلا طيار للمجال الجوي الإسرائيلي أمس الأربعاء قبل إسقاطها فوق شمال إسرائيل.

وجاء في البيان "إن قوات الدفاع الإسرائيلي تحمل النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه وتحذره من أي عمل آخر يستهدف القوات الإسرائيلية".

ونشرت إسرائيل لقطات صورتها طائرات استطلاع باللونين الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين وآخر من خمسة طوابق وسط تضاريس تكثر بها التلال.

ويتزايد قلق إسرائيل من اتساع نفوذ إيران خلال الحرب التي تفجرت في سوريا منذ سبع سنوات، وهاجمت القوات الجوية الإسرائيلية عشرات الأهداف التي تصفها بأنها انتشار إيراني أو نقل للسلاح إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع قالت وسائل إعلام حكومية إن الدفاعات الجوية السورية أصابت مقاتلة إسرائيلية واعترضت صواريخ كانت تستهدف القاعدة الجوية التيفور في محافظة حمص. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي ذلك.


رويترز