تبدأ الجهة النقابية الرئيسية في تونس الخميس، إضرابا عاما بعد فشل التوصل لاتفاق مع الحكومة لرفع رواتب 670 ألف موظف، حيث قالت الأخيرة إنها لا تستطيع تنفيذ الاتفاق بشكل غير متناسب مع إمكانيات الدولة المادية. 

ووأوضح رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد إن الإضراب العام الذي دعا إليه اتحاد الشغل، الجهة النقابية الرئيسية في تونس، سيكون "مكلفا للغاية"، لكن الحكومة "لا تستطيع رفع الأجور بشكل غير متناسب مع إمكانيات الدولة المالية".

وأضاف الشاهد في خطاب بثه التلفزيون الرسمي "اقترحنا زيادة هامة في الأجور، لكن للأسف تم رفضها من قبل الاتحاد ... سيكون الإضراب الوطني مكلفاً للغاية، ولكن لا يمكننا تقديم زيادات لا تتلاءم مع قدرة البلاد".

أضاف أن الزيادة التي طرحها الاتحاد العام التونسي للشغل ستزيد التضخم، وتؤدي إلى المزيد من الاقتراض أو زيادة الضرائب، وهو ما لا يجب أن يكون.

وقالت مصادر إن الحكومة اقترحت حوالي 400 مليون دولار، في حين طلب اتحاد الشغل ما يقارب 850 مليون دولار.

وتتعرض تونس لضغوط قوية من صندوق النقد الدولي لتجميد الأجور في القطاع العام للمساعدة في الحد من عجز الميزانية في البلاد.

وقالت شركة الخطوط التونسية إنها تتوقع اضطرابا في حركة الطيران الخميس، بسبب الإضراب المخطط له على مستوى البلاد، وحثت العملاء على تغيير حجوزات الرحلات الجوية.

وسيشمل الإضراب، الذي سيبدأ منتصف الليل، جميع المطارات والقطارات والموانئ والمدارس والمستشفيات ووسائل الإعلام الرسمية والمكاتب الحكومية.

ويعاني اقتصاد تونس من أزمة حادة منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في عام 2011، مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم إلى مستويات غير مسبوقة.

وتهدف الحكومة إلى خفض فاتورة الأجور في القطاع العام إلى 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 من النسبة الحالية البالغة 15.5%، وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لصندوق النقد الدولي.

وتضاعفت فاتورة الأجور في القطاع العام إلى حوالي 16 مليار دينار (5.5 مليار دولار) في 2018 مقارنة مع 7.6 مليار دينار في عام 2010.

وكانت تونس وقعت اتفاقا مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر 2016 لبرنامج قرض قيمته نحو 2.8 مليار دولار لإصلاح اقتصادها المتعثر مع خطوات لخفض العجز المزمن وتقليص الخدمات العامة المتضخمة، لكن التقدم كان بطيئاً.

المملكة + رويترز