أطلقت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤخراً مفهوماً جديداً في السياحة البيئية يسمى "السياحة التجريبية" وهو مفهوم جديد يعيش من خلاله الزائر طقوس المجتمع المحلي وعاداته وتقاليده ويتذوق من مطبخه.

ويتميز الأردن بتنوع ثقافي وبيئي وجغرافي فريد، لطالما كان السبب في ثراء هذا الوطن وغناه التاريخي والحضاري والاجتماعي، وأدركت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مبكراً أن هذا التنوع هو أحد أسباب ثراء الوطن، لتستثمر في الإنسان والبيئة، وتطلق البرامج التي تعزز من حماية الطبيعة وتمكين المجتمعات المحلية في ذات الوقت.

في الأزرق وعلى مشارف واحتها الشهيرة، تقع محميتها المائية التي استطاعت أن تشكل محطة تنموية في صحراء الأردن، وإلى جانب حماية الطبيعة وصون الأنواع النادرة والحفاظ على الطيور المهاجرة فوق ربوعها، شكلت المحمية محطة تنموية حيث يصل عدد الموظفين الدائمين في المحمية إلى 48 موظفا من أبناء المجتمع المحلي، وتستفيد من وجود المحمية مئات الأسر في الأزرق من خلال شراء الحاجيات والطعام من السوق المحلي بالإضافة للأسر التي تم إدماجها في السياحة التجريبية بحسب ما قال مدير المحمية حازم الحريشة.

وبين الحريشة أن مجموع استفادة المجتمع المحلي في مدينة الأزرق للعام 2019 بلغ قرابة 351 ألف دينار في حين كان الرقم للعام 2018 قرابة 514 ألف دينار، في حين بلغ مجموع استفادة المجتمع المحلي، وبشكل تراكمي من المحمية قرابة 2.5 مليون دينار.

وأدخلت المحمية بحسب الحريشة السياحة التجريبية، وهي التجربة البدوية والدرزية والشيشانية، وتهدف "السياحة التجريبية" إلى إطالة مدة إقامة الزائر وتعرفيه على العادات والتقاليد المختلفة إضافة إلى إشراك السكان المحليين في منظومة عمل الجمعية وتحقيق هدف تنمية المجتمعات المحلية بحسب ما قال الحريشة.

وأضاف يمكن للزائر المشاركة في صنع الطعام وتجربة الملابس، والحديث مع السكان من خلال برنامج متكامل أعدته الجمعية محمية الأزرق المائية بما يعكس حقيقة التنوع الثقافي الفريد في المنطقة.

تنطلق التجربة البدوية في محمية الأزرق بقيادة الدراجات الهوائية من نزل الأزرق باتجاه الخيمة البدوية التي تبعد 4 كم عن النزل، وعند الوصول تكون العائلة بانتظار استقبال ضيوفها بفنجان من القهوة العربية الأصيلة ذات المذاق الرائع ورائحة الهيل الزكية.

ويستمتع الزوار بتبادل أطراف الحديث مع الأسرة، وتبدأ تجربة لا مثيل لها من خلال المشاركة في رعي الأغنام، والتعرف على أساسيات الرعي، وتناول شاي الحطب، والتعرف على تاريخ المنطقة.

كما يشارك الزائر في التعرف على العادات البدوية الأصيلة في حلب الماعز، وتذوقه وتجربة صناعة اللبن المخيض، وخض اللبن (السقا) داخل القربة المصنوعة من جلد الماعز أو البقر، حيث تعتبر هذه التجربة من إحدى العادات اليومية للنساء البدويات، بالإضافة إلى تذوق إحدى الوجبات البدوية الشهيرة كالمنسف، أو الرشوف، بالإضافة إلى تعلم كيفية تحضير القهوة العربية على أصولها.

التجربة الشيشانية وبحكم التنوع الثقافي في الأزرق لا بد للزائر أن يستمتع بالتجربة الشيشانية خاصة، وأن شيشان الأزرق من أقدم المجتمعات المحلية التي عاشت في المنطقة وباستطاعة الزوار التعرف على الحياة الشيشانية كما هي على أرض الواقع، بالإضافة لأشهر العادات والتقاليد عندهم وتناول كأس من الشاي يتبعها جلسة تعريفية عن الثقافة الشيشانية والحضارة القديمة، والتعرف على اللباس التقليدي والرسومات اليدوية الإبداعية عن الحضارة الشيشانية. وتذوق الوجبات التقليدية والحلويات الشهية.

ولا يفوت الزائر مشاهدة، عرض للرقص الشيشاني الذي يعكس عمق الثقافة الشيشانية .

التجربة الدرزية من بين تلك الثقافات التي تعيش في منطقة الأزرق المجتمع الدرزي العريق، وتنطلق التجربة من نزل الأزرق باتجاه جمعية درزية محلية، وسيتم استقبال الزوار من قبل المجتمع المحلي الدرزي مع جلسة تعريفية عن الثقافة الدرزية وما يتصل بها من عادات وتقاليد.

تليها رقصة اللوحة الدرزية باللباس الدرزي التقليدي.ويستمتع الزوار بمشاهدة تجربة الطهي على الطريقة الدرزية وتذوق مأكولات المطبخ الدرزي في أحد بيوت المجتمع المحلي ، ومن خلالها يتعلم الزوار طريقة إعداد وجبة غداء كاملة من المطبخ الدرزي مكونة من طبق رئيسي، يتبعها طبق من الحلوى، وأخيراً الاستمتاع بوجبة الغداء.

المملكة