نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله الثلاثاء إن إيران لن تدخل مطلقا في محادثات مع الولايات المتحدة وإن سياسة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن على طهران ستبوء بالفشل.

ونسب التلفزيون إلى خامنئي قوله أيضا "المسؤولون الإيرانيون لن يتحدثوا مطلقا مع أميركا ... هذا جزء من سياستهم (الأميركية) للضغط على إيران ... سياسة الضغوط القصوى التي يتبعونها ستبوء بالفشل".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الاثنين، إنه "يبدو" أن إيران تقف وراء هجوم استهدف منشأتي نفط في السعودية، لكنّه أضاف انه "يود بالتأكيد تجنّب" اندلاع حرب مع طهران.

وصرّح ترامب للصحافيين لدى استقباله ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة أنه "يبدو" أن الجمهورية الإسلامية هي من استهدف المنشأتين النفطيتين في السعودية، لكنّه أضاف أن واشنطن تريد أن تعرف "بشكل مؤكد" من المسؤول عن الهجوم، مؤكدا "تصميمه على مساعدة الرياض.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الاثنين، إن الهجمات التي شنها الحوثيون على منشآت نفط في السعودية هي "دفاع عن النفس".

وصرح في مؤتمر صحافي في أنقرة، وإلى جانبه الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، أن "اليمن مستهدفة بعمليات قصف يومية... والشعب اليمني مجبر على الرد، أنهم فقط يدافعون عن أنفسهم". 

جاء ذلك التصريح بعد ساعات من إعلان التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، أن الهجوم شُن بأسلحة إيرانية.

وقال روحاني في مؤتمر صحفي مع نظيريه الروسي والتركي في أنقرة "الشعب اليمني يمارس حقه المشروع في الدفاع ... الهجمات جاءت ردا بالمثل على عدوان على اليمن منذ سنوات".

وأعلنت جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء، مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع السبت وتسبب في وقف أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي وتدمير أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. 

المتحدث باسم التحالف الذي يشن حملة عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، العقيد السعودي تركي المالكي، قال إن الأسلحة المستخدمة في الهجوم على منشآت نفطية في السعودية "إيرانية".

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجه الاتهام إلى طهران.

وقال المالكي أن هذه الضربة لم تأت من الأراضي اليمنية كما يقول الحوثيون الذين وصفهم بأنهم "أداة في أيدي الحرس الثوري الإيراني والنظام الإيراني ".

إدانات عربية ودولية

ندد وزير الخارجية القطري، الاثنين، بالهجمات على منشآت النفط السعودية، قائلا: "إنه ينبغي بذل جهود لوقف الصراعات في المنطقة".

وقال الوزير الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عبر تويتر: "ندين الهجمات على المرافق الحيوية والمدنية وآخرها بقيق. يجب لهذه الحروب والصراعات أن تتوقف، وأن تتكاتف الجهود لتحقيق الأمن الجماعي المشترك في المنطقة".

بريطانيا، قالت الاثنين، إن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية "خطير وشائن" لكن ثمة حاجة للوقوف على جميع الحقائق بشأن المسؤول عنها قبل الرد عليه.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب، إن الهجوم: "انتهاك سافر للقانون الدولي" مضيفاً أن بريطانيا تقف بقوة وراء السعودية.

وأضاف: "الصورة ليست واضحة تماما فيما يتعلق بالمسؤول ... أريد أن تتكون لدينا صورة واضحة تماما وهو ما سيحدث قريبا".

ومضى يقول "هذا هجوم خطير للغاية على السعودية والمنشآت النفطية، وله تداعيات على أسواق النفط العالمية والإمدادات ... إنه عمل خطير للغاية وشائن، ويتعين أن يكون لدينا رد دولي واضح وموحد لأقصى حد عليه".

وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس،قال، إن بلاده تعمل مع شركائها لمعرفة منفذ الهجمات على منشآت النفط السعودية، مضيفا أن الهجمات تثير خطر تصاعد الأوضاع.

وقال ماس في مؤتمر صحفي: "نعكف حاليا مع شركائنا على تحليل الموقف لمعرفة المسؤول عن هذا الهجوم وكيف حدث".

وزارة الخارجية الصينية، قالت، إن تحميل أحد المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية من دون حقائق دامغة يعد تصرفاً غير مسؤول، متبعة نهجا حذرا إزاء الهجمات بعد أن حمّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عنها.

وقال هوا تشون ينغ خلال إفادة صحفية مقتضبة في بكين، إن بلاده تأمل في أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس.

وأضاف "التفكير فيمن ينبغي إلقاء اللوم عليه في ظل غياب تحقيق شامل هو في اعتقادي تصرف غير مسؤول في حد ذاته. موقف الصين هو أننا نعارض أي خطوات توسع نطاق الصراع أو تصعده".

وأضاف "ندعو الأطراف المعنية لتجنب الأفعال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة. ونأمل أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس، وأن تعمل معا على حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

المفوضية الأوروبية، قالت، إن من الأهمية بمكان معرفة الحقائق قبل تحديد المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية.

وأضافت متحدثة باسم المفوضية "من المهم أن نقف على الحقائق بوضوح، وحينها نحدد المسؤولية عن هذا الهجوم المؤسف" مكررة إلى حد بعيد بيانا أصدره الاتحاد الأوروبي الأحد.

وقال متحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا تحث الدول في الشرق الأوسط وخارجه على عدم استقاء "استنتاجات متسرعة" بشأن من نفذ الهجمات على منشآت النفط.

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعرض المساعدة على السعودية للتعامل مع عواقب الهجمات، التي لم تؤثر على الاستعدادات لزيارة بوتين المقبلة للسعودية.

رئيس الاتحاد البرلماني العربي عاطف الطراونة، أدان الهجوم الإرهابي على المعملين التابعين لشركة أرامكو النفطية، وقال في بيان، إن الاتحاد يرفض بشكل قاطع جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب ومظاهره الإجرامية، ولا سيما استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية الحيوية والاستراتيجية.

وأعرب الطراونة عن تضامن الاتحاد مع السعودية والوقوف إلى جانبها صفاً واحداً ضد كل ما يهدد أمنها واستقرارها ودعم جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سلامة مواطنيها والعاملين على أرضها، فضلاً عن دورها المحوري في الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي.

قال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، إنه اتفق مع نظيره الأميركي مايك بومبيو على أن الاقتصاد العالمي سيتأثر إذا زعزعت الهجمات على منشآت نفطية سعودية الوضع في الشرق الوسط.

وأضاف موتيجي للصحفيين بعد أول اتصال هاتفي له منذ تعيينه الأسبوع الماضي مع بومبيو :"اتفقنا على أنه إذا أصبح الوضع في الشرق الأوسط غير مستقر، فإن ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمي".

وقالت جماعة الحوثي اليمنية، الاثنين،إن معامل معالجة النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية لا تزال في مرماها، وقد يتم استهدافها "في أي لحظة".

وقال العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين عبر تويتر، إن طائرات مسيرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة نفذت الهجمات على منشأتي أرامكو في "بقيق وخريص" في المنطقة الشرقية في السعودية.

وأضاف أنه ينبغي على السعودية وقف "عدوانها وحصارها على اليمن".

المملكة + أ ف ب + رويترز