قال قائد الحرس الثوري الإيراني اليوم الثلاثاء إن إيران لا تعتزم زيادة مدى صواريخها في الوقت الراهن لأن المدى الحالي وهو 2000 كيلومتر كاف لحمايتها، وذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأميركية على طهران بشأن برنامجها الصاروخي.

واستبعدت الحكومة الإيرانية مجددا إجراء مفاوضات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قدرات طهران العسكرية ونفوذها الإقليمي، قائلة إن مثل هذه المحادثات تتعارض مع قيم الجمهورية الإسلامية.

وانسحب ترامب الشهر الماضي من الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده عام 2015 مع إيران وقوى عالمية أخرى وقلصت طهران بموجبه أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات.

وقال إن الاتفاق معيب بشدة لأنه لم يحجم برنامج إيران للصواريخ الباليستية أو دعمها لوكلائها في الصراعات بسوريا والعراق واليمن. وذكر أن واشنطن ستعاود فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن الميجر جنرال محمد علي جعفري قوله "لدينا القدرة العلمية التي تتيح زيادة مدى صواريخنا، لكن هذا ليس ضمن سياستنا الحالية لأن معظم أهداف الأعداء الاستراتيجية تقع بالفعل ضمن مدى 2000 كيلومتر. هذا المدى كاف لحماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وقال جعفري اليوم إن المفاوضات السابقة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي كانت "استثناء"، ووصف الساسة والنشطاء الإيرانيين الذين يؤيدون إجراء محادثات جديدة مع ترامب بأنهم "خونة ومعادون للثورة".

ورحب أكثر من 100 ناشط مرتبطين بمعسكرات معتدلة وإصلاحية في المشهد السياسي الإيراني يوم السبت باتفاق ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الذي يضع تصورا لنزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.

وفي بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية حث النشطاء طهران على بدء مفاوضات مباشرة مع واشنطن "دون شروط مسبقة" لإنهاء العداء القائم منذ عقود بين البلدين.

ورفض جعفري هذه الدعوة ونسبت إليه وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء قوله "الزعيم الكوري الشمالي ثوري لكنه شيوعي وليس إسلاميا. ولهذا السبب استسلم، لكننا لن نسير على دربه".

وكرر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت تصريحات جعفري. ونسبت إليه وكالة الطلبة للأنباء قوله "لا يوجد سبب أو منطق للحديث مع هذا الشخص (ترامب). الرأي العام لن يرحب بذلك أيضا".

وسبق أن قال جعفري إن مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية يستند إلى حدود وضعها الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يقود القوات المسلحة.

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، تسرع الدول الأوروبية الموقعة عليه، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الخطى لضمان احتفاظ إيران بمزايا اقتصادية كافية لإقناعها بعدم الانسحاب.

في غضون ذلك، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله اليوم إن المقترحات الأوروبية لإنقاذ الاتفاق لا ترضي طهران.

وقالت الوكالة إن صالحي عبر عن عدم رضا إيران تجاه المقترحات الأوروبية خلال اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

كما نقلت الوكالة عن صالحي قوله "إذا استمر ذلك فسوف تخسر كل الأطراف" وذلك في إشارة إلى دور إيران الإقليمي المهم.

رويترز