أفلت المنتخب الإسباني من الطوق الدفاعي الذي فرضه المنتخب الإيراني ومدربه البرتغالي كارلوس كيروش وخرجت فائزة بصعوبة بالغة 1-صفر السبت في قازان ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، معززة حظوظها بالتأهل الى ثمن نهائي مونديال روسيا 2018 في كرة القدم.

ورغم سيطرتها المطلقة ومحاصرتها الإيرانيين في منطقتهم، احتاجت إسبانيا الى الحظ لتترجم إحدى فرصها النادرة عبر دييغو كوستا الذي ارتدت الكرة من ركبته الى الشباك خلال محاولة تشتيتها من الدفاع الايراني (54)، ليسجل هدفه الثالث في مباراتين. كما ألغى الحكم هدفا لصالح إيران بداعي التسلل، وذلك بعدما احتسبه بداية قبل اللجوء الى تقنية الفيديو.

وحتى بعد تسجيل الهدف وخروج الإيرانيين من منطقتهم بحثا عن التعادل، لم يتمكن أبطال 2010 الذين خاضوا مباراتهم الثانية بقيادة مدرب "العجلة" فرناندو هييرو، من تقديم أداء يطمئن جمهورهم، حالهم كحال المباراة الأولى ضد البرتغال حين عادلهم النجم كريستيانو رونالدو قبل دقيقتين من النهاية (3-3)، مكملا الـ "هاتريك" في مرمى دافيد دي خيا.

لكن الأهم أن اسبانيا الساعية لتعويض خيبة فقدان اللقب والخروج من الدور الأول في 2014، تصدرت المجموعة بأربع نقاط وبفارق نقاط اللعب النظيف عن البرتغال التي تغلبت الأربعاء أيضا على المغرب بالنتيجة ذاتها، وأقصت أسود الأطلس من المنافسة.

بالنسبة لهييرو "ما يمكنني قوله ان في رصيدنا ثلاث نقاط إضافية. كنا ندرك بأنها ستكون (مباراة) صعبة"، واصفا اياها بـ "المعقدة جدا".

وكشف "خلال استراحة الشوطين علمنا بأن لدينا خطة وأعتقد أننا طبقناها. لاعبو فريقي قاموا بما يجب القيام به. ايران فريق قوي ومن الصعب التسجيل ضده (...) قدم لاعبو فريقي كل شيء".

أضاف "نحن فريق واحد وبهذه الطريقة سنلعب حتى النهاية هنا. ندرك انه ما زال علينا ان نتحسن لكننا نأمل في مواصلة الفوز والتحسن في الوقت ذاته".

- "ما زلنا على قيد الحياة" -

وتجمد رصيد ايران عند النقاط الثلاث التي نالتها من فوزها على المغرب بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع سجله عزيز بوحدوز عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الجولة الأولى.

وبعد مباراة الأربعاء، اعتبر كيروش أن فريقه "أظهر أن بإمكانه (تحمل) المعاناة وجاهز للمنافسة. شعرت أننا كنا نستحق نتيجة أفضل. لا شك بأن إسبانيا لعبت بطريقة رائعة، كرة جميلة لكني أعتقد أننا كنا نستحق أفضل جراء الطريقة التي لعبنا بها".

وهنأ كيروش هييرو وإسبانيا، مؤكدا "سنتعلم من هذه المباراة. فكروا بالأمر كأنها مباراة في كرة المضرب، حصلنا على فرصة لحسم المباراة اليوم وسنحصل على أخرى ضد البرتغال. كل الاحتمالات مفتوحة".

أضاف "ما زلنا على قيد الحياة وما زلنا نحلم".

وستكون الجولة الأخيرة الاثنين حاسمة لتحديد هوية المتأهلَين، اذ تواجه ايران الطامحة ببلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى في مشاركتها الخامسة، مع البرتغال في سارانسك، واسبانيا مع المغرب في كالينينغراد.

- عجز تام أمام السد الإيراني -

وكما كان متوقعا، ضغطت اسبانيا منذ البداية وسط تكتل دفاعي من الإيرانيين الذين حاولوا اقفال المنطقة بانضباط والانطلاق بهجمات مرتدة، لكن "لا روخا" أطبق الطوق.

وعلى رغم السيطرة المطلقة والاستحواذ على الكرة، عجز الإسبان عن تخطي الخطوط الدفاعية وارتدت تسديداتهم البعيدة من المدافعين قبل أن تصل الى الحارس علي رضا بيرانفاند.

وباستثناء بعض الركلات الحرة التي لم يجد الحارس الإيراني صعوبة في التعامل معها، عجز لاعبو هييرو عن التسديد على المرمى حتى الدقيقة 30 حين وصلت الكرة الى دافيد سيلفا فسددها خلفية فوق العارضة.

وكانت تلك الفرصة الجدية الوحيدة للاسبان خلال الدقائق الـ45 الأولى التي بلغت فيها نسبة استحوذ "لا روخا" على الكرة 73 بالمئة، باستثناء أخرى في الثواني الاخيرة بتسديدة لدافيد سيلفا مرت جانب القائم الأيمن.

وبقي الوضع على حاله في الشوط الثاني، مع خطورة اضافية من الاسبان. واضطر الحارس الإيراني للتدخل على دفعتين للوقوف في وجه تسديدة بعيدة لسيرجيو بوسكيتس (50).

وكاد لاعبو كيروش يفاجئون منافسيهم بهدف في أول محاولة لهم على المرمى اثر رمية جانبية وصلت بعدها الكرة الى كريم أنصاري فرد الذي أطلقها صاروخية لكنها هزت الشباك الجانبية لمرمى دي خيا (53).

وأثمر الضغط الإسباني عن هدف احتسب لدييغو كوستا بعدما ارتدت الكرة من ركبته والى الشباك عندما حاول رامين رضائيان تشتيتها اثر تمريرة في العمق من اندريس إنييستا (54)، ليسجل مهاجم أتلتيكو مدريد هدفه الثالث في روسيا 2018 بعد ثنائية في مرمى البرتغال.

- لحظات صعبة على الإسبان -

واضطر الايرانيون للخروج من منطقتهم بعد الهدف وكانوا قريبين من إدراك التعادل برأسية لمهدي طارمي، لكن محاولة مهاجم الغرافة القطري مرت بجانب القائم الايمن (59).

واعتقد الايرانيون أنهم أدركوا التعادل برأسية سعيد عزت اللهي (64) اثر ركلة حرة، لكن الحكم الاوروغوياني اندريس كونيا استعان بتقنية الفيديو التي أظهرت ان لاعب وسط أمكار بيرم الروسي كان متسللا، فألغي الهدف بعدما احتفل لاعبو المنتخب الايراني به.

وكاد الرد الإسباني أن يكون مثمرا بعد تسديدة من سيرخيو راموس احدثت معمعة أمام باب المرمى بعدما ارتمى المدافعون والحارس على الكرة وحتى أن أحدهم لمسها بيده مرتين لمنع دييغو كوستا وجيرار بيكيه من تسديدها، قبل أن يتدخل الحكم لمنح ايران خطأ بسبب الدفع والركل الجماعي (70).

وكاد الاسبان ان يدفعوا ثمن التراخي في الدقائق العشر الأخيرة. واقتربت ايران من التعادل بعدما تلاعب وحيد اميري ببيكيه على الجهة اليسرى ومرر عرضة حولها طارمي برأسه قوية علت عارضة دي خيا (82).

ا ف ب