تدخل الأردن لمحاولة الحد من العنف ووقف موجة أخرى من النزوح عبر حدوده مع سوريا يوم الأحد، وذلك عبر التوسط لإجراء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا الحليفة الرئيسية لحكومة دمشق بهدف التوصل إلى هدنة في جنوب غرب البلاد.

وفشلت المحادثات في مدينة بصرى الشام يوم السبت مع استعادة القوات الحكومية السورية مزيدا من الأرض خلال حملتها وانهيار خطوط المعارضة في بعض المناطق وقبول العديد من البلدات والقرى بسيادة الدولة بعد قصف مكثف.

وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن المحادثات كانت صعبة. وقال مفاوضو المعارضة إنهم لن يقبلوا سوى باتفاق يجعل الأردن ضامنا لسلامة مدنيي محافظة درعا البالغ عددهم 800 ألف وأضافوا أن استمرار الضربات الجوية خلال المحادثات قوض الثقة في العملية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حدة القتال والقصف تراجعت ليلة السبت/الأحد، لكن القتال تجدد يوم الأحد حول مدينة طفس الواقعة شمال غربي مدينة درعا مدعوما بضربات جوية مكثفة.

وتهدف حملة الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب غرب البلاد إلى استعادة أحد آخر معقلين للمعارضة في سوريا. والمعقل الثاني هو إدلب ومناطق مجاورة لها في شمال غرب البلاد. وكان الجيش السوري استعاد هذا العام آخر مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق وحمص.

واتفقت روسيا والأردن والولايات المتحدة العام الماضي على أن يكون جنوب غرب سوريا "منطقة خفض تصعيد". وحذرت واشنطن من أنها ربما ترد على الانتهاكات لهذا الاتفاق لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن. وقالت المعارضة الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة أبلغتها بألا تتوقع أي دعم عسكري أمريكي.

واتهم نصر الحريري، كبير مفاوضي المعارضة في محادثات سلام أوسع ترعاها الأمم المتحدة، الولايات المتحدة بالتواطؤ في حملة الحكومة السورية على جنوب غرب البلاد وقال إن وجود "صفقة خبيثة" هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأميركي على الهجوم.

وانهارت محادثات السلام في مدينة بصرى الشام،‭‭‭ ‬‬‬التي تضم أحد المواقع التراثية المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يوم السبت بعد رفض قوات المعارضة شروط روسيا لاستسلامهم لكن إبراهيم الجباوي، المتحدث باسم المعارضة، قال إنها استأنفت المحادثات الأحد برعاية أردنية.

في غضون ذلك، أفادت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله، حليف الأسد، يوم الأحد ومراسل للتلفزيون السوري بأن مسلحي المعارضة في بصرى الشام وافقوا على تسوية مع الحكومة.

وذكرت في بيان "المسلحون في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي يوافقون على المصالحة مع الحكومة ويبدأون بتسليم أسلحتهم تمهيدا لدخول الجيش السوري إلى المنطقة".

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال إن المملكة تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة مع كل أطراف الصراع للمساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار بما يخفف من معاناة النازحين.

وكان الصفدي قال على تويتر السبت "نتحرك في كل الاتجاهات ومع كل الاطراف لوقف النار و حماية المدنيين".

وذكر عدنان مصالحة، وهو منسق لجنة بالمعارضة مكلفة بتوجيه المفاوضين "نظرا لضبابية الرؤية والطرح، وعدم الوضوح في محاور التفاوض بشكل يثير الشكوك..

وأضاف "ونظرا لتعنت الروس في محاولة فرض شروطهم، ونظرا لعدم رغبتهم بإيقاف القصف أثناء عملية التفاوض، (هذا) يشكل لدينا سببا كافيا لعدم الثقة بهم وللخوف المبرر والمشروع على أبنائنا في الجيش السوري الحر بعد انتهاء المفاوضات وتسليم السلاح".

وقالت الأمم المتحدة إن الضربات الجوية على جنوب غرب سوريا منذ بدء الهجوم قبل أسبوعين أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن 160 ألف شخص.

وقال عمال إنقاذ إن عشرة مدنيين على الأقل قتلوا جراء إلقاء قنابل على قرية غصم التي تسيطر عليها المعارضة. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يربوا على 100 مدني قتلوا منذ تصعيد القتال منذ يوم 19 يونيو.

ونزح كثيرون ممن فروا إلى أراض قرب الحدود الأردنية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، حيث رفض الجانبان استقبال لاجئين سوريين.

لكن وزعت القوات المسلحة الأردنية المساعدات على النازحين قرب الحدود.

رويترز