دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأحد، إلى رد عربي إسلامي حاسم وفاعل في التصدي لمحاولات إسرائيل فرض حقائق جديدة على الأرض وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكد الصفدي على أهمية الموقف العربي والإسلامي الحاسم في إدانة إعلان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عزمه ضم المستوطنات "اللاشرعية" ومنطقة غور الأردن في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفضه رسالة واضحة أن القضية الفلسطينية كانت وما تزال القضية العربية والاسلامية المركزية الأولى.

وأضاف في مداخلة في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي في جدة، إن المواقف التي تبناها الاجتماع وتلك التي تبناها وزراء خارجية في جلسة طارئة في القاهرة الأسبوع الماضي تفند ما يروج من وهم أنه يمكن تجاوز القضية الفلسطينية وأولويتها في العالمين العربي والإسلامي.

وقال الصفدي إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات "اللاشرعية" في الاراضي الفلسطينية المحتلة خطوة أحادية مدانة تأتي في سياق سياسة ممنهجة لتكريس الاحتلال وقتل فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967.

وأكد على ضرورة "اتخاذ خطوات عملية لمواجهة السياسيات الإسرائيلية اللاشرعية ودعم الفلسطينيين، حيث لا بد من تحرك عربي إسلامي مشترك لدى مجلس الأمن والمجتمع الدولي للدفع باتجاه موقف دولي حاسم يرفض اعلان نتنياهو ويحول دون تطبيقه."

وشدد على أن الخطوات العملية تشمل توفير كل الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) لمواجهة محاولات قتل قضية اللاجئين وانهاء دور الوكالة.

وتابع: "يجب اتخاذ موقف واضح لمواجهة انتهاكات اسرائيل غير المسبوقة للمسجد الأقصى" ودعم صمود المقدسيين على أرضهم.

وقال الصفدي إن "الأردن في اشتباك يومي وجهد لا يتوقف لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، يكرس كل إمكانيات المملكة لحماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الاسلامية والمسيحية."

وأضاف الصفدي إن "السيادة على القدس المحتلة فلسطينية، والوصاية على مقدساتها هاشمية لكن حماية القدس ومقدساتها مسؤولية فلسطينية أردنية عربية اسلامية في ضوء مكانة القدس ومقدساتها، مشدداً على أنه "لا بد ان يكون هناك موقف واضح من جميع الدول الاسلامية ضد كل خطوة أحادية يتخذها الاحتلال لتكريس احتلاله."

وأكد أن إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي المدان والمرفوض ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ويدفع المنطقة نحو الصراع. منبهاً إلى أن "غياب هذه المواقف يوظف لترويج وهم ان اولوية القضية الفلسطينية تراجعت اسلامياً."

وبين أن "لا سلام ولا أمن ولا استقرار من دون زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشكر الصفدي السعودية رئيس الدورة الحالية للقمة الاسلامية على دعوتها للاجتماع لمواجهة تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وترأس وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الأحد وفد الأردن في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد في مدينة جدة السعودية، لبحث إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة.

وقال مصدر رسمي لـ "المملكة" إن مشاركة الأردن تهدف "للتأكيد على أن تصريحات نتنياهو تصعيد خطير، ويدفع المنطقة نحو العنف وتأجيج الصراع".

ورفض الأردن القاطع لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه ضمّ المستوطنات الإسرائيليّة "غير الشرعيّة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميّت.

الصفدي، في مقابلة مع قناة CNN حذر من التلاعب بمستقبل المنطقة لأغراض انتخابية، وأن إعلان نتنياهو يؤجج الصراع في المنطقة، ويدفعها إلى مزيد من العنف.

"الإعلان إنْ نفذ، سيقوض حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع، وسينهي العملية السلمية، ما سيكرس بيئة من اليأس ستتفجر غضبا وعنفا سيهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها" بحسب الصفدي.

وعبرت دول في الشرق الأوسط وقوى أوروبية عن قلقها من الخطة التي قال نتنياهو، إنه سينفذها إذا فاز في انتخابات تجرى هذا الأسبوع، وتحتدم المنافسة فيها.

وتعقد منظمة التعاون الإسلامي الاجتماع  في جدة لمناقشة "إعلان نتنياهو عزمه ضم غور الأردن والمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية لإسرائيل" حيث يقطن 65 ألف فلسطيني في غور الأردن، وفقا للمنظمة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم".

لقاءات

التقى الصفدي الأحد وزراء خارجية مشاركين في الاجتماع الطارئ، كان منهم وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، وأكد الصفدي للعساف موقف البلدين الواحد في رفض الاعلان الإسرائيلي وإدانته.

وأكد على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والشامل.

وشدد الوزيران على استمرار العمل على زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين.

وشدد الصفدي على إدانة الأردن "المطلقة" للعدوان "الإرهابي الجبان" الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو للنفط، مضيفاً أن أمن السعودية واستقرارها هما من أمن الاْردن.

والتقى الصفدي وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو في اجتماع أكد استمرار التنسيق من أجل مواجهة الإعلان الإسرائيلي والتصدي للمحاولات الإسرائيلية تكريس الاحتلال وانتهاك المقدسات في القدس المحتلة.

وأكد الوزيران ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة برفض الإعلان الإسرائيلي ومنع تطبيقه. وشددا على أن لا حل للصراع دون زوال الاحتلال وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشدد الوزيران على حرصهما تطوير التعاون وتعزيز علاقاتهما.

الصفدي التقى نظيره الفلسطيني رياض المالكي لتنسيق المواقف إزاء التحركات التي يقوم بها البلدان لضمان موقف دولي صارم في إدانة الاعلان الإسرائيلي ومنع تطبيقه.

وأكد الصفدي والمالكي أن الاْردن وفلسطين مستمران في العمل معا لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية وحشد موقف دولي فاعل ضدها ومن أجل اطلاق تحرك دولي حقيقي لإطلاق مفاوضات جادة لانهاء الاحتلال وحل الصراع وفق حل الدولتين الذي لا بديل عنه لتحقيق السلام الشامل.

وأدان الصفدي والمالكي قرار الحكومة الاسرائيلية شرعنة البؤرة الاستيطانية في منطقة غور الأردن وتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي خرقا فاضحا جديدا للقانون الدولي.

المملكة