تصادف اليوم الخميس ذكرى معركة الكرامة التي بدأت فجر 21 مارس عام 1968 بين الجيش الأردني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتصر فيها الأردن بعد قتال استمر 15 ساعة.

"الكرامة حطمت آمال العدو وأسطورة الجيش الذي لا يقهر"، وفقا لبيان أصدرته القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بمناسبة ذكرى المعركة.

ويستذكر العسكري  المتقاعد محمد حسن العتوم الذي شارك في معركة الكرامة اللحظات الأولى للمعركة.

ويقول في حديثه لـ "المملكة" إن " البداية كانت صعبة على جنودنا لأن سلاح الطيران العدو كان فعالا بشكل جيد جدا وأصبح يعيق تقدم الدبابات الأردنية. واستشهد كثيرون في المعركة".

"بعد اشتباك الدبابات مع بعضها البعض، عُزل الطيران وأصبح القتال بالسلاح الأبيض و القنبلة يدوية الصنع"، يتابع العتوم.

"هم احتلوا أرضنا وحاولوا أن يأتوا إلى نهر الأردن و يحتلوا مرتفعات السلط و عمّان، بقدرة الله والجيش رجعوا خائبين"، وفق العتوم، الذي وصف معركة الكرامة بأنها "معركة شرف".

العميد المتقاعد محمود أبو وندي من كتيبة الدبابات الخامسة الملكية من اللواء المدرع 60 قال إن معركة الكرامة جاءت بعدما أعاد الجيش الأردني تنظيم نفسه بعد حرب 1967.

وأضاف أبو وندي لـ "المملكة" أن الجيش الأردني اشتبك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الأردنية، حيث كانت الاشتباكات تستغرق من 4 – 8 ساعات".

"يخرجون علينا بالطائرات لتدمير الدبابات ومواقعنا الدفاعية، حيث خسر الاحتلال الإسرائيلي في معركة عام 1968 التي كانت تمتد من أم قيس شمالا حتى البحر الميت جنوباً معدات وأسلحة وجنود ودبابات"، وفق أبو وندي.

وبين أن "الهدف الإسرائيلي احتلال الأردن والمنطقة الاقتصادية التي في الأغوار كامله، حيث أن حماس الجندي الأردني لا يقبل الهزيمة".

وتابع أن "المعنويات العالية جعلت الجنود الأردنيين مستعدين لمقابلة جيش الاحتلال الإسرائيلي والانتصار عليهم".

"المعلومات الاستخبارية عن العدو الإسرائيلي من نواياهم وأهدافهم ونشاطاتهم على الواجه من الشمال للجنوب كانت مفيدة وتصل للوحدات الأمامية والجنود على اطلاع"، بحسب أبو وندي.

الجنود الأردنيون قاتلوا بقوة"، وفق أبو وندي، الذي أضاف: "قابلنا دبابات العدو وجها لوجه، حيث تم تدمير دبابات وآليات وقتل جنود غير التي سُحبت من أرض المعركة".

وينقل الجيش العربي عن الحاكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية أن غروره دفعه "لدعوة رؤساء البلديات في الضفة الغربية إلى قيادته، وأبلغهم أنهم مدعوون لتناول طعام الغداء معه في عمّان والسلط".

"ما كان لهذا الهوس أن يقهر، لولا وقفة الجيش العربي في وجه القوات المهاجمة، فقد قاتل رجاله بكل شجاعة وتضحية مستخدماً ما هو متاح له بأفضل السبل"، يتابع الجيش العربي في بيانه.

الجيش العربي بدأ قتاله في معركة الكرامة منذ اندلاع شرارتها الأولى وتقدم القوات المهاجمة، حيث يقول اللواء مشهور حديثة: "في الساعة (05:20) أبلغني الركن المناوب أن العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين، فأبلغته أن يصدر الأمر بفتح النار المدمرة على حشود العدو"، كما ينقل البيان.

ويروي العتوم عن لحظة نهاية المعركة حين "حاول الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار لكن الملك حسين رحمه الله قال لا يمكن أن نوقف إطلاق النار ويوجد عسكري واحد داخل الأردن".

"بدأت القوات الإسرائيلية بالإنسحاب أولا بأول، وحاولوا سحب قتلاهم والدبابات واعترف الجميع بشجاعة الجيش العربي الأردني "، يضيف العتوم.

معركة الكرامة أسفرت عن استشهاد 86 وجرح 108 آخرين، وتدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة للأردن، كما تفيد إحصائيات الجيش العربي.

لكن في المقابل قٌتل في المعركة 250 من القوات الإسرائيلية وجرح 450 آخرون ودمرت 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وأسقطت 7 طائرات مقاتلة.

قيل في المعركة

رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق حاييم بارليف قال عن المعركة: "اعتاد شعبنا على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج منتصرة من كل معركة أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا والظواهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة، مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا وهذا هو السبب في حالة الدهشة التي أصابت شعبنا".

المقدم أهارون بيلد، قائد إحدى مجموعات الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة، قال: "لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي، لكنني لم أرى شيئاً كهذا من قبل، لقد أصيبت معظم دباباتي".

رئيس أركان القوات المسلحة السوفييتية المارشال جريشكو قال: "لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية".

المملكة