كرر قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة مطالبتهم تركيا بإنهاء هجومها على القوات الكردية في شمال سوريا وسحب جنودها من هناك، بعد إعلان أنقرة تعليق عمليتها العسكرية. 

وعلّقت تركيا عمليتها العسكرية لمدة 120 ساعة، وأعلنت انها ستنهيها اذا ما انسحبت القوات الكردية من "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومترا على طول حدودها. 

لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لإرضاء القادة الاوربيين خلال قمتهم في بروكسل، وبعضهم ممن أوقف في وقت سابق مبيعات الأسلحة الى أنقرة.

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أكّد الخميس، استعداد قواته لالتزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن إثر محادثات في أنقرة، التي تشن هجوماً منذ أكثر من أسبوع ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.

وبموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة، وافقت تركيا الخميس على تعليق هجومها في شمال شرق سوريا، والذي سيطرت خلاله على منطقة حدودية بطول 120 كيلومتراً.

وقال عبدي في اتصال هاتفي مع قناة روناهي الكردية "نحن مستعدون للالتزام بوقف إطلاق النار"، موضحا أنه يشمل المنطقة الممتدة بين رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة)، حيث شنّت تركيا هجومها، لافتاً إلى أنه لم تتم مناقشة مصير بقية المناطق.

وأضاف عبدي في حديث مقتضب باللغة الكردية أن الولايات المتحدة "مسؤولة عن عدم حصول تغيير ديموغرافي في المنطقة، فضلاً عن عودة سكانها إلى ديارهم".

وتشنّ تركيا منذ التاسع من الشهر الحالي هجوماً في شمال شرق سوريا، تسبب بنزوح 300 ألف شخص. وتهدف أنقرة من خلاله إلى إقامة منطقة عازلة تنقل اليها قسماً من 3.6 مليون لاجئ سوري موجودين على أراضيها.

وبعد محادثات مع الرئيس رجب طيب اردوغان، التي هددت واشنطن بفرض عقوبات على بلاده، قال بنس للصحافيين "خلال 120 ساعة، سيتم تعليق كل العمليات العسكرية (...) على ان تتوقف العملية نهائيا ما ان يتم انجاز هذا الانسحاب" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية. 

وينص الاتفاق على انسحاب القوات الكردية من منطقة بعمق 32 كيلومتراً، من دون أن يحدد طولها. 

وفي وقت سابق، كان الرئيس التركي رجب طيب أرودغان قال إنه يريد السيطرة على منطقة تمتد بطول 480 كيلومتراً من الحدود العراقية إلى نهر الفرات، أي كامل المنطقة الحدودية تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.

ومنذ بدء هجومها، باتت القوات التركية تسيطر على شريط حدودي بين رأس العين وتل أبيض يمتد على طول نحو 120 كيلومتراً، ويصل عمق المنطقة تحت سيطرتها في إحدى النقاط إلى أكثر من ثلاثين كيلومتراً.

الرئيس الاميركي دونالد ترامب، رحّب الخميس بإعلان "وقف لاطلاق النار" في شمال سوريا، معتبرا أنه "يوم عظيم" للولايات المتحدة وتركيا والاكراد.

وقال ترامب من فورت وورث في ولاية تكساس "لدينا وقف لاطلاق النار لخمسة أيام. ان الاكراد مسرورون جدا بهذا الحل"، مبديا رضاه الكبير عن كون المفاوضات أسفرت عن نتيجة "بهذه السرعة".

وأضاف "أنه يوم عظيم للحضارة"، مؤكدا أنه تم تحقيق "كل ما كان يمكننا ان نحلم به".

وقال القادة الأوروبيون الـ 28 في بيان صادر عن القمة إن "المجلس الأوروبي أخذ علما بالإعلان التركي الأميركي الليلة بتعليق كل العمليات العسكرية".  

وأضاف البيان أن القادة "يحضون تركيا مجددا على إنهاء نشاطها العسكري وسحب قواتها واحترام القانون الإنساني الدولي".

وتعتبر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي أن عمليتها العسكرية ضرورية لوقف استخدام المنطقة الحدودية من قبل من تسميهم "الإرهابيين" الأكراد لشن هجمات على أراضيها.

لكن الاتحاد الأوروبي يقول إن هذه العملية تتسبب في "معاناة إنسانية غير مقبولة"، وتقوض الحرب ضد الجماعات المقاتلة.

أ ف ب