أصبح الأمير وليام أول عضو في الأسرة الملكية في بريطانيا يزور الأراضي الفلسطينية يوم الأربعاء، إذ تفقد مخيما للاجئين في الضفة الغربية المحتلة وعبر خلال اجتماع مع الرئيس الفلسطيني عن أمله في التوصل إلى السلام.

وأقيمت مراسم استقبال رسمية للأمير وليام، وهو الثاني في ترتيب ولاية العرش، في مبنى المقاطعة وهو مقر السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله. وتضمنت المراسم استعراض حرس الشرف وعزف الموسيقى.

وقال الأمير وليام لعباس في بداية الاجتماع "أنا سعيد للغاية لأن بلدينا يعملان معا عن كثب وكان بينهما قصص نجاح في التعليم والعمل الإغاثي في السابق، ولذا، فليستمر ذلك طويلا".

وأضاف "يحدوني ما يحدوكم من مشاعر الأمل في تحقيق سلام دائم بالمنطقة".

وزار الأمير وليام بعد ذلك مخيم الجلزون للاجئين ومركزا صحيا ومدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وعلى مدخل المركز الصحي كانت توجد لافتة مرسوم عليها بندقية كلاشنيكوف وعليها خط أحمر في إشارة إلى حظر حمل السلاح داخله. وزار الأمير المركز قبل أن ينتقل إلى المدرسة ويتحدث مع مجموعة من تلميذاتها.

ووقف رجال أمن فلسطينيون مسلحون فوق أسطح الأبنية في المخيم الذي يمكن الوصول إليه عبر طريق غير ممهد ويقع إلى جوار مستوطنة إسرائيلية كبيرة. ويعيش أكثر من تسعة آلاف شخص في المخيم المكتظ بالسكان والمكون من أبنية من الحجارة والخرسانة.

وانهارت محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 2014 واتسعت الهوة بين الجانبين في السنوات التالية.

وكانت الضفة الغربية، التي يتمتع فيها الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود، هادئة إلى حد بعيد في الأشهر القليلة الماضية على النقيض من موجة العنف على امتداد حدود إسرائيل مع قطاع غزة الذي تديره حركة حماس المناوئة لعباس.

وقتلت القوات الاسرائيلية 130 فلسطينيا على الاقل خلال مظاهرات حاشدة على الحدود منذ 30 مارس.

وقال عباس في كلمة علنية خلال الاجتماع مع وليام "الجانب الفلسطيني جاد في الوصول للسلام مع إسرائيل لتعيش الدولتين بأمن واستقرار على حدود الرابع من يونيو 1967".

وأضاف "صاحب السمو الأمير وليم أرحب بكم في فلسطين زيارتكم الأولى، وارجو ألا تكون الزيارة الأخيرة، ونتمنى أن تزورنا عندما يحصل الشعب الفلسطيني على استقلاله".

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم التي يريدون إقامتها مستقبلا على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وسحبت إسرائيل قواتها والمستوطنين من قطاع غزة في 2006 لكنها تبقي على سيطرتها المشددة على حدود القطاع البرية والبحرية متعللة بمخاوف أمنية. وزاد ذلك المصاعب التي يواجهها القطاع الذي يقول خبراء دوليون إن اقتصاده منهار.

وكانت السياسة البريطانية تقضي بعدم قيام أي فرد من الأسرة الملكية بزيارة رسمية للمنطقة قبل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وزيارة الأمير وليام، التي تستغرق أربعة أيام وتنتهي بجولة في مواقع مقدسة غدا الخميس، هي الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها عضو في الأسرة الملكية البريطانية إلى إسرائيل.

الأمير وليام قال للفلسطينيين إنهم لم يذهبوا طي النسيان وإن زيارته إلى الضفة الغربية كانت "مفعمة بالمشاعر".

وقال الأمير في كلمة أمام حشد بمكان مفتوح بالقنصلية العامة البريطانية في القدس "رسالتي الليلة هي أنكم لم تذهبوا طي النسيان، إنها تجربة مفعمة بالمشاعر أن ألتقي بكم وبفلسطينيين آخرين في الضفة الغربية وأستمع إلى رواياتكم".

وأضاف "يحدوني الأمل في أن تزداد عرى الصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين الفلسطيني والبريطاني قوة من خلال وجودي هنا وإدراكي للتحديات التي تواجهونها".

رويترز