حتى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يكن كافيا لإنهاء 23 عاماً من الانتظار ليوفنتوس الإيطالي في سعيه للفوز بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعد خسارته الثلاثاء أمام أياكس أمستردام الهولندي وخروجه من ربع النهائي المسابقة القارية العريقة للموسم الثاني تواليا.

في سعيه لتحقيق حلمه الأوروبي، أنفق فريق "السيدة العجوز" نحو 100 مليون يورو الصيف الماضي للتعاقد مع الفائز بلقب دوري الأبطال خمس مرات. كان رونالدو، الهداف التاريخي للمسابقة القارية، على الموعد مجددا، وسجل الأهداف الخمسة لفريقه في الأدوار الإقصائية: "هاتريك" في إياب ثمن النهائي للمسابقة القارية أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، قلب من خلاله الخسارة ذهابا صفر-2، وهدفان في ربع النهائي، أحدهما ذهابا في أمستردام (1-1)، والثاني إيابا في تورينو (1-2).

لكن أفضل لاعب في العالم خمس مرات، والذي رفع رصيده من الأهداف في المسابقة القارية إلى 126، لم يجد الصيغة الناجعة في مواجهة فريق هولندي شاب أضاف "السيدة العجوز" لضحاياه هذا الموسم، بعدما جرد ريال مدريد في الدور السابق، من ألقابه الثلاثة المتتالية في المسابقة.

وعكست الصحف الإيطالية الصادرة الأربعاء الخيبة الكبيرة من نتيجة الثلاثاء. واختارت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" عنوان "نهاية العالم" لاختصار الخيبة التي أصيب بها يوفنتوس الباحث عن لقب قاري ثالث.

وتراجعت أسهم النادي الإيطالي في بورصة ميلانو بنحو 16% في تداولات الأربعاء، مقابل ارتفاع أسهم أياكس بـ 8.45% في هولندا.

واعتبرت "كورييري ديلو سبورت" أن "استثمارا ضخما مثل رونالدو لم يكن كافيا حتى للفوز بلقب يبحث عنه ‘يوفي‘ منذ عام 1996".

وخسر الفريق الذي يقترب من لقبه الثامن تواليا في الدوري الإيطالي، خمس مرات في نهائي المسابقة القارية منذ 1996، عام فوزه بلقبه الأخير على حساب أياكس.

ونظر إلى التعاقد مع رونالدو في صيف العام الماضي، ومنحه راتبا يقدر بـ 31 مليون يورو سنويا، بأنه كان مدفوعا بالرغبة الجامحة للاعبي المدرب ماسيميليانو أليغري بتتويج قاري.

وكان البرتغالي أذاق يوفنتوس مرارة الإقصاء القاري في الموسم الماضي، وذلك بتسجيله في إياب الدور ربع النهائي، ركلة جزاء قاتلة منحت فريقه السابق ريال التأهل على رغم خسارته 1-3 في عقر داره ملعب سانتياغو برنابيو، بعد فوزه ذهابا بثلاثية نظيفة، منها ركلة مقصية رائعة للبرتغالي، اعتبرت من أجمل الأهداف في تاريخ المسابقة.

وإزاء ما جرى أمام أياكس، أكد مدرب يوفنتوس أليغري أنه لا يشعر بالندم، عازياً أسباب الخسارة إلى كثرة الإصابات في صفوف الفريق.

وقال أليغري الذي أكد بقاءه مع الفريق إن "كرة القدم ليست رياضيات".

أضاف "رونالدو قدم لنا الكثير طوال الموسم. تعاقدنا معه لنزيد من فرص فوزنا بدوري أبطال أوروبا، ولكن في كرة القدم 1+1 لا يساوي دائما 2".

وتابع "لطالما قلت أنه يتوجب عليك أن تصل في الوقت المناسب في أفضل الظروف، وعندما تبلغ الدور ربع النهائي تحتاج لكل لاعب".

وأشار المدرب المتوج مع الفريق بالثنائية المحلية في المواسم الأربعة الماضية، أن يوفنتوس كان "في حالة طوارئ لفترة قصيرة، ولا يمكن لذلك أن يستمر لفترة طويلة (...) افتقدنا لأربعة أو خمسة لاعبين".

نهاية حقبة لرونالدو

وبنتيجة خسارة الثلاثاء، سيغيب رونالدو عن نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2010.

وبدت خيبة الأمل ظاهرة عليه بشكل واضح، إذ غطى وجهه بيديه على أرض ملعب "أليانز ستاديوم" في تورينو، بعدما أدرك أنه سيفشل في تكرار ما حققه مع مانشستر يونايتد (2008)، وريال مدريد (في 2014، وثلاث مرات تواليا بين 2016 و2018).

وباتت مسابقة دوري الأبطال المفضلة للاعب البالغ 34 عاما، مع أهداف قياسية (126)، منها 65 في الأدوار الإقصائية، وهو رقم قياسي أيضا.

وفي مقابل حزن رونالدو، كان غريمه اللدود الأرجنتيني ليونيل ميسي يقود برشلونة الإسباني إلى نصف النهائي بفوزه إياباً على مانشستر يونايتد 3-صفر الثلاثاء (بعد الفوز ذهابا بهدف نظيف)، وتسجيله هدفين رفع بهما رصيده الإجمالي في المسابقة إلى 110 أهداف.

واصطدم يوفنتوس الثلاثاء بواقع الموهبة الفذة التي أظهرها أياكس ولاعبوه الشبان، ما دفع رئيس النادي الإيطالي أندريا أنييلي للتأكيد أن "أياكس استحق التأهل وشاهدتم ذلك على أرض الملعب".

لكن أنييلي (43 عاما) شدد على أن فريقه يتطور رغم خيبة الإقصاء.

وأوضح "من جهتنا، ندرك بأننا بلغنا الدور ربع النهائي لدوري الأبطال لخمسة أو ستة أعوام، ونحن فخورون بالاستمرار على هذا الدرب".

ويعود يوفنتوس خالي الوفاض من الساحة الأوروبية، على غرار ما حصل معه في كأس إيطاليا مع فقدانه للقب الذي أحرزه في المواسم الأربعة الماضية، لكنه يمني النفس بإمكانية حسم لقب الدوري الإيطالي للموسم الثامن على التوالي في نهاية الأسبوع الحالي.

وسعى أنييلي لإبراز الإيجابيات في مسيرة فريقه، بقوله "لعبنا مباراة الإياب أمام أتلتيكو بشكل رائع، وقبل أعوام كان يوفنتوس يحتل المركز 43 أوروبيا، أما اليوم فتقدمنا للخامس وهي علامة التطور المستمر".

وتابع "قبل أعوام، كانت مسابقة دوري الأبطال بمثابة حلم، ولكن هذا الصيف باتت هدفا وستكون كذلك الموسم المقبل أيضاً".

أ ف ب